تلجأ العديد من العائلات الجزائرية إلى استعمال اللحم المجمّد في حفلات الزفاف و الأعراس نظرا للغلاء الفاحش في أسعار اللحوم الحمراء و البيضاء، و المشكل أنه لا يتم احترام معايير الحفظ عند اقتنائها في هذه المناسبات مما يجعلها تتحول إلى سمّ قاتل على طاولات حفلات الزفاف، زيادة على غياب النظافة و استعمال المياه الملوثة من جهة أخرى مما يهدد صحة المواطن، الأمر الذي جعل أكثر من 60 بالمائة من التسممات الغذائية تحدث في الولائم و الأعراس أي ما يعادل أزيد من 35 ألف حالة تسمم غذائي.إنّ من بين أكثر ما يُهدد صحّة المواطنين خلال فصل الصيف هي تلك التسمّمات الغذائية، والتي تحدث خاصّة في التجمعات الكبرى، من الأعراس، وحفلات أعياد الميلاد و الختان، ونهاية السنة الدراسية التي تتبعها حفلات النجاح بشهادات التعليم المتوسط، والثانوية، وغيرها، كلّ تلك الحفلات عادة ما توزع فيها مأكولات بكميات كبيرة جدا يصعب التحكم في تنظيم مراحل طهيها و تحضيرها مع احترام شروط النظافة الضرورية، و ما زاد الطين بلة في أعراس 2013 هو لجوء العديد من العائلات الجزائرية إلى اقتناء اللحم المجمّد من أجل تحضير المأكولة التي تعدّ تقليدا محتما في حفلات الزفاف و الطهور مثل "الشربة"، "المثوّم" و "الشطيطحة" و غيرها من الأطباق التي تتطلب كمية كبيرة من اللحم ليجد المواطن نفسه بين الغلاء الفاحش لأسعار اللحوم الحمراء و البيضاء و كلام الضيوف و المعازيم عن العرس، مما يجبره إلى اللجوء لاقتناء اللحم المجمد لانخفاض سعره . . لكن المشكل أن عدم احترام المقاييس الضرورية لحفظه يجعل منه سمّا خطيرا يقف وراء معظم حالات التسمم الغذائي المسجلة.
و في جولة استطلاعية ، أبدت خالتي حورية رأيها في الموضوع قائلة: "أكثر ما ينغص حياة المواطنين خلال فصل الصيف تلك التسممات الغذائية التي تحدث عادة في الأعراس، والتي قد تؤدي إلى أخطار صحية خطيرة، خاصّة وأنّ قاعات الحفلات، أو بعضها لا تراعي شروط النظافة المفترض توفرها في كل تجمع، وهو الأمر الذي دفع ببعض العائلات إلى تفادي حضورالأعراس كما أن العديد من خفلات الزفاف و الطهور يستخدم فيها اللحم الكنوجلي الذي يسهل تلفه مع فصل الصيف و هذا ما يتسبب في العديد من حالات التسمم "، كما قالت لنا مواطنة أخرى تدعى سهيلة: "لقد ارتبطت زميلتي في العمل قبل أيام، ولكني لم احضر عرسها ذلك أني خشيت من القاعة التي حضرت فيها عرسا السنة الماضية، وتسبب لي ذلك في تسمم غذائي، ذلك أن المشرفين عليها لا يراعون شروط النظافة، ولهذا فضلت أن أرسل لها التحية، واحتفظت لها بالهدية إلى حين عودتها إلى العمل"، و سامية من جهتها تقول: "أنامصابة بالحساسية، وكذلك أمي، هذه الأخيرة مرضت بداية الصيف بسبب المكيف الهوائي الذي لا يحسن البعض استعماله، وهو الأمر الذي يجعلني أحترس عند حضور أي عرس، أو حفل، أو عيد ميلاد، وأكتفي أحيانا بإرسال التحية عبر رسالة قصيرة، فالصحة أهم من كل شيء".
و أكد لنا طبيب عام رفض ذكر إسمه، أن قاعات حفلات الزفاف باتت مركزا لتكاثر الجراثيم في حالة عدم صيانة هذه الأجهزة أمّا التسممات الغذائية فإن أهم أسبابها تلوث الأطعمة بالمكروبات لعدم احترام شروط النظافة حيث تكثر الإصابة بالنزلات المعوية وبسبب تفاقم وجود بكتيريا السالمونيلا المسببة للتسممات الغذائية بالمياه الملوثة والأيادي المحملة بهذه الجراثيم والغذاء الملوث إذ يعمل الذباب على نقله خاصة خلال الفترة الصيفية مما يساهم في تكاثر أنواعه في درجة الحرارة وذلك لإفراز هذه الأنواع من البكتيريا مثل "إيشريشيا كولي"و "سالمونيلا" المسؤولين عن التسمم الغذائي والذي يصاحبهإسهال متواصل لعدة أيام مع إرتفاع من البكتيريا لتوكسينات تعمل على تخريب الخلايا المعوية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/08/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ياسين بن زعيم
المصدر : www.elayem.com