الجزائر - A la une

29 سنة تمر على ذكرى أحداث أكتوبر 88



29 سنة تمر على ذكرى أحداث أكتوبر 88
تمر هذا الخميس 29 سنة على أحداث 05 أكتوبر 1988، التي اعتبرها البعض "ثورة عربية سابقة لأوانها". في حين تعاني الآن العديد من الدول العربية من آثار رياح الربيع العربي. فيما يطرح البعض الآخر أسئلة من قبيل ماذا تحقق بعد هذه الأحداث؟ وهل الجزائر في منأى عن أحداث مشابهة؟يوم الأربعاء 05 أكتوبر 1988، خرج في ذلك اليوم الشباب إلى شوارع العاصمة وفي أغلب المدن الكبرى للمطالبة بالحرية وتحسين ظروفهم الاجتماعية والسياسية، وفي فبراير 1989 اعتمدت السلطات العمومية دستورا جديدا أقر التعددية السياسية، الأمر الذي جعل البعض يعتبر هذه الأحداث بمثابة ثورة عربية سابقة لأوانها، بعدما خرجت الشعوب العربية للشارع في محاولة منها لتحسين أوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
في بداية الثمانينات تهاوت أسعار النفط من 37 دولار للبرميل إلى غاية 14 دولار للبرميل سنة 1986، سنتان بعدها كانت كافية للجزائريين ليعلنوا عدم قدرتهم الاحتمال، بفعل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي عاشوها ليخرجوا للشارع احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي كانوا يعيشونها، دفعت بالسلطات العمومية آنذاك لمراجعة الكثير من الأمور بدءا بأعلى هرم المسؤولية، حيث انتقلت البلاد من سياسة الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية والإعلامية، بعد أن كانت في قبضة الحزب الواحد.
وبعد مرور 29 سنة على هذه الأحداث، التي تبقى مجهولة التفاصيل والحيثيات، رغم كل ما قيل وكتب عنها من هنا وهناك، فإن بعض المراقبين يتخوفون من تكرار السيناريو نفسه، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعرفها البلاد، جراء تهاوي أسعار النفط من 140 دولارا للبرميل وصولا إلى 55 دولارا على الأكثر، ما انجر عنه سياسة تقشف حادة مست الجزائريين، تجلت في زيادة بعض الضرائب في قوانين المالية المتتالية، ناهيك عن التراجع الكبير لقيمة الدينار بحوالي 30 بالمائة، وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، ناهيك عن عدم قدرة الحكومات المتعاقبة على مسايرة الدعم الاجتماعي بالوتيرة نفسها نتيجة تراجع المداخيل بأزيد من 50 بالمائة، ما يعتبره البعض وضعية مشابهة من الناحية الاقتصادية لسنة 1988، وقد تزداد حدة في خلال التمويل غير التقليدي.
من جهة أخرى، يستبعد الطرف الآخر أي انتفاضة شعبية مماثلة، بالنظر للانجازات المحققة على مدار سنوات وفي مختلف المجالات، أبرزها التعليم والصحة والسكن والأمن، وتحسن القدرة الشرائية في السنوات الماضية، نتيجة الارتفاع في الواردات وما انجر عنها من إنفاق عمومي، حسن نوعا ما من ظروف معيشة المواطنين، جعل العديد من المنظمات غير الحكومية تصنف الجزائر في مراتب غير معهودة في مجال الأمن وسعادة الشعوب، ويرى أصحاب هذا الطرح أن الجزائري محصن من مثل هذه الفتن، بالنظر لما عاشه خلال أزيد من عشرية وصفت ب«السوداء" و«الحمراء"، أصبحت حاليا بمثابة لقاح للأمة من أي رياح تعصف بالبلد من شأنها المساس بأمنه واستقراره ووحدته.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)