الجزائر

‏25 قتيلا و175 جريحا في تفجيرين مزدوجين في مدينة حلب‏موسكو تتهم الغرب بالتواطؤ في تأجيج الأزمة السورية




أحيا المصريون، أمس، الذكرى الأولى لإزاحة الرئيس السابق حسني مبارك وسط دعوات لإضراب عام في سياق ممارسة مزيد من الضغوط على المجلس العسكري الحاكم لحمله على تسليم السلطة فورا لهيئة مدنية. 
وهي الدعوات التي تبنتها الأحزاب الليبرالية واليسارية في حين رفضتها القوى الإسلامية المسيطرة على مجلس الشعب المصري على غرار الإخوان المسلمين بعدما اعتبرتها محرضة على تعطيل البلاد وتدمير الاقتصاد.
وأعلنت حوالي 40 حركة سياسية وائتلافا شبانيا دعمهم لهذا الإضراب العام، حيث شرع منذ الساعات الاولى من صباح أمس المئات من ناشطي هذه الحركات في التوافد على ميدان التحرير بقلب القاهرة رمز ثورة 25 جانفي التي أطاحت قبل عام من الآن بأعتى نظام حكم مصر بيد من حديد طيلة ثلاثة عقود من الزمن.
ودعت هذه الحركات التي نشطت مسيرات يوم الجمعة نحو وزارة الدفاع المصرية، في بيان مشترك، المصريين إلى ''دعم الإضراب من أجل المطالبة بتسريع تنحي المجلس العسكري وتسليم السلطة للمدنيين''.
وأفاد ناشطون في حركة السادس افريل أن الدعوة إلى الإضراب هي ليوم واحد مع احتمال تمديدها، في وقت طالبت فيه أطراف أخرى بتصعيد الإضراب إلى حركة عصيان مدني تتواصل الى غاية تنحي المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة المشير حسين طنطاوي والذي يدير شؤون مصر منذ تنحي مبارك في 11 فيفري من العام الماضي.
وعشية هذا الإضراب العام حذر المجلس العسكري من ''مخططات تستهدف بث الفتنة بين أبناء الشعب وبين القوات المسلحة''. وقال في بيان وجه للشعب المصري بمناسبة ذكرى تسلمه السلطة وبثه التلفزيون المصري، مساء أول أمس، أن هدف هذا المخطط هو ''تقويض المؤسسات وإسقاط الدولة لتسود الفوضى ويعم الخراب في البلاد''.
وقال إن الجيش المصري الذي سيسلم السلطة في نهاية المرحلة الانتقالية  ''لن يخضع لتهديدات وضغوط ولن نقبل إملاءات ولن ينحني أو يركع  إلا لله الواحد القهار''.
 

اتهمت روسيا، أمس، الدول الغربية بالتواطؤ في تعفين الوضع في سوريا التي تعيش على وقع أزمة مستعصية خلفت سقوط ما لا يقل عن 7 آلاف قتيل طيلة 11 شهرا من اندلاعها. ويعد هذا أول تحول في لهجة المواقف الروسية التي كانت تستعمل إلى حد الآن لغة دبلوماسية مهادنة، ولكنها شددتها بعدما استشعرت في سياق تطورات اليومين الأخيرين استحالة التوصل إلى أرضية توافقية بين مواقفها ومواقف العواصم الغربية الأخرى بشأن آليات التعامل مع الأزمة السورية.
وهي القناعة ربما التي دفعت بنائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إلى اتهام الدول الغربية بالعمل على تأجيج الوضع في سوريا، من خلال تحريض المعارضة السورية على رفض التحاور مع السلطة.
وقال إنه ''بسبب الفيتو الروسي ـ الصيني ضد مشروع القرار الغربي ـ العربي لاحتواء المعضلة السورية البعض حاول تحميل موسكو مسؤولية سفك الدماء،،، وهذا كذب''.
وأضاف أن مسؤولية ذلك ''تقع على عاتق الدول الغربية التي تعمدت تحريض المعارضة السورية على الفوضى وتزويدها بالأسلحة وتقديم النصائح لهم برفض كل حلول سلمية ضمن خطة ترمي إلى تأزيم الأوضاع'' في هذا البلد.
وحمل المسؤول الروسي المعارضة السورية مسؤولية استمرار أعمال العنف بسبب رفضها التحاور مع السلطة وقال إن ''السلطات السورية أكدت استعدادها تنظيم استفتاء فوري حول دستور جديد ضمن خطوة تمهد لتنظيم الانتخابات''.
وعلى نقيض الخطاب الروسي فقد سعت الدول الغربية من ناحيتها إلى إقناع موسكو بالعدول على موقفها الداعم لنظام الرئيس بشار الأسد والتأكيد أنها لا تنوي تكرار السيناريو الليبي مع هذا الأخير على اعتبار أن أي تدخل عسكري في بلد معروف عنه تسلحه ويحظى بدعم قوى حليفة ستكون عواقبه وخيمة على كل المنطقة.
وتقاطعت مواقف العواصم الغربية من واشنطن مرورا بمقر الحلف الأطلسي ببروكسل وصولا إلى باريس ولندن على ضرورة رحيل الرئيس الأسد لكن من دون الحديث عن أي تدخل للحلف في ذلك.
وقال الأمين العام لحلف الناتو اندريس فوغ راسموسن ''لأكن واضحا ليس لحلف الناتو أية نية للتدخل في سوريا'' في موقف مماثل لذلك الذي عبرت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون رغم إلحاح المعارضة السورية بتزويدها ولو بقليل من السلاح.
ويبدو أن الدول الغربية فضلت في الوقت الحالي تركيز جهودها على تشديد العقوبات ضد النظام السوري بقناعة أن ذلك يبقى أفضل السبل لحمل دمشق على الانصياع لمطالب المجموعة الدولية.
وعملت الدول الغربية ومعها العربية على انتهاج دبلوماسية موازية بعد فشل مجلس الأمن الدولي بالخروج بموقف موحد بشأن المعضلة السورية بسبب الفيتو الروسي ـ الصيني ضد أي مشروع لائحة تدين النظام السوري وتطالب الرئيس الأسد بالرحيل.
وأمام الانسداد الحاصل على مستوى مجلس الأمن، أكدت الولايات المتحدة وإيطاليا دعمهما لجهود الجامعة العربية التي أعربت على نيتها في إرسال بعثة جديدة من الملاحظين إلى الأراضي السورية.
وقال وزير الخارجية الايطالي جوليو تارزي بعد لقائه نظيرته الأمريكية في واشنطن ''إننا نتقاسم العمل مع الجامعة العربية ونيتها في إرسال وفد جديد يضم أكبر عدد من المراقبين وأكثر عزما من اجل وضع النظام السوري أمام مسؤولياته''.
وبنفس درجة سخونة المعركة الدبلوماسية لتسوية الازمة السورية أخذت موجة العنف في هذا البلد منعرجا خطيرا باستخدام تقنية السيارات المفخخة لأول مرة منذ اندلاع الازمة منتصف شهر مارس الماضي بعد أن لقي 25 شخصا وأصيب 175 آخرين في تفجيرين مزدوجين بسيارتين مفخختين استهدفتا مبنيين للأمن العسكري بمدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية.
وتضاربت الأنباء، أمس، حول الطرف المسؤول عن هذه التفجيرات الدامية ففي الوقت الذي سارع فيه ما يعرف بالجيش السوري الحر المكون من عدد من الجنود المنشقين إلى اتهام النظام باقتراف تفجيرات حلب في مسعى للفت الأنظار عن أعمال القمع ضد المتظاهرين خاصة في مدينة حمص، حمل عقيد سوري منشق مسؤولية التفجيرين ''للجيش السوري الحر''.
وقال عارف حمود إن ''الجيش السوري الحر مسؤول عن العمليتين اللتين استهدفتا فرع الأمن العسكري ومقر كتيبة قوات حفظ النظام في حلب وأكد ''أن العملية تمت بالتنسيق مع عناصر منشقة داخل المبنى''.
كما أضاف أن ''سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان فجر أحدهما نفسه قرب الأمن العسكري في حلب الجديدة وهاجم الآخر الاجتماع الصباحي لكتيبة حفظ النظام في العرقوب''.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)