الجزائر

25 عائلة بمزرعة " موساوي " بأولاد فايت تستغيث



دقت 25 عائلة قاطنة بمزرعة موساوي ببلدية أولاد فايت ناقوس الخطر بسبب تراكم جملة من المشاكل التي أصبحت تهدّد سلامتهم وصحة أولادهم خاصة بعد انتشار بعض الأمراض الجلدية المعدية بينهم، نظير غياب النظافة، ومن بين العائلات القاطنة بالمزرعة عائلة محمود 55 سنة أب ل 4 أولاد.
أكد أن جل هذه العائلات نازحة من مدينة تابلاط بولاية المدية في بداية التسعينات ومنذ ذلك التاريخ وهم يحتمون في شبه منازل تفتقر إلى جميع متطلبات العيش الكريم وكلهم أمل في الحصول على سكن جديد يليق بالبشر، فبيوتهم المبنية أساسا من أكوام القش وصفائح القصدير تشبه كثيرا زرائب الحيوانات التي يتقاسمون معها العيش، فمنزل محدثنا متكون من 3 غرف احداها لبقراته التي تدخل معهم من نفس الباب، وبمجرد الاقتراب من المنزل تنبعث روائح فضلات الحيوانات، تشعر الزائر بالدوار والتقزز غير أنهم تعوّدوا على حالتهم تلك، ولا يحتوي منزلهم إلا على بعض الفراش الرث وقليل من الأواني وموقد صغير، أما ملابسهم فيتم وضعها في الأكياس البلاستيكية بعد غسلها ولا يملكون لا تلفاز ولا مذياع ولا ثلاجة ولا غيرها من وسائل الاتصال، بحيث يعيشون خارج إطار التغطية وحتى الكهرباء منعدمة وهم يعتمدون على مصباح يعمل من خلال إيصاله بقارورة غاز البوتان، وأولاد محمود لم يروا المدرسة في حياتهم فحينما كانوا في مدينة تابلاط، كانوا يعيشون حسبه في منطقة نائية بعيدة جدا عن المدارس وبعد رحيلهم لم يتمكن من تسجيل ولديه الصغيرين الذين أصبحا شابين حاليا، ويساعدان والدهما في العمل من خلال بيع الخبز والرعي بالبقرات وليس لهم اتصال مع أحد لدرجة أنهم لا يحسنون الحديث مع الغرباء، وهو ما لاحظناه أثناء حديثنا مع الوالد، الذي اشتكى كثيرا من الوضع لدرجة أن عينيه كانتا تذرفان الدموع وهو يتحدث عن صعوبة الحصول على لقمة العيش، إضافة إلى البرد الشديد الذي تسبّب لهم في الاصابة بمرض الروماتيزم والتهاب المفاصل وكذلك الحساسية بالنظر لارتفاع درجة الرطوبة وحتى ثمن الدواء لا يملكونه حسبه فكل أمواله اشترى بها بقرتين لتحصيل رزق عائلته، وكل ما يُطالب به هو الحصول على مسكن لائق من أجل وضع حد لمسلسل المعاناة الذي طالت حلقاته دون مخرج.

تدهور الوضع الصحي للعائلات ومطالب بحلول مستعجلة
من بين أهم المشاكل التي ركّزت عليها العائلات خلال حديثها معنا هي ما تعلّق بتدهور الوضع الصحي، بحيث أكد أغلبهم أنهم يُعانون من مرض الروماتيزم والحساسية وضيق التنفس بسبب ارتفاع درجة الرطوبة إضافة إلى بعض الأمراض الجلدية المعدية وكل ذلك نتيجة غياب النظافة بالنظر لتسرب المياه القذرة إذ أن بعض العائلات لم تكلّف نفسها حتى عناء حفر حفرة لصرف المياه القذرة على غرار بعض العائلات، والسبب حسبهم أنهم لا يملكون حق شراء القنوات، لذلك قاموا بحفر سواقي صغيرة تتدفق في المنحدر وهي تشكل مصدر انتشار كبير للروائح الكريهة التي تزكم الأنوف، وحسبهم فإن الحشرات اللاسعة التي تتسبب في نقل الميكروبات هي التي أدت إلى ظهور بعض الأمراض الجلدية خاصة بين الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدارس ويقضون يومياتهم في اللعب وسط المياه القذرة وأكوام النفايات ما يعرّضهم لمختلف الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تودي بحياتهم ، لذلك طالبوا الجهات المعنية وناشدوا جميع الجهات الوصية من أجل إدراجهم ضمن مخطط إعادة الإسكان لولاية الجزائر.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)