l البروفيسور خياطي:”عدم التكفل بالمرضى طيلة فترة العلاج في المستشفيات ساهم في ارتفاع عدد الإصابات”كشف رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث ”فورام”، البروفيسور مصطفى خياطي، أن داء السل يعرف ارتفاعا سنة بعد أخرى، حيث تسجل سنويا 25 ألف إصابة جديدة بهذا الداء، مشيرا إلى أن غياب تنظيم محكم للتكفل بالمرض طيلة فترة العلاج في المستشفيات، وكذا تناول الأدوية بطريقة عشوائية يساهم في ارتفاع عدد الإصابات. يعد داء السل من أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان في أماكن محددة من جسمه، حيث ينتشر هذا الداء بشكل سريع بسبب البكتيريا الناتجة عن الكثافة السكانية وضيق السكنات، مثلما هو معروف عنه منذ الأزل، علاوة على بعض الأبحاث والدراسات المعمولة في هذا الخصوص. ليعرف هذا المرض ارتفاعا في عدد الإصابات من سنة لأخرى، ليس في الجزائر فقط بل حتى على المستوى العالمي، باعتبارها ظاهرة عالمية، غير أن وجه الاختلاف في هذه السنوات الأخيرة مقارنة بالعدد الكبير الذي يسجّل سنويا، هو عدم فعالية الأدوية المقدمة في العلاج والمتمثلة في بعض المضادات الحيوية التي أصبحت غير فعاّلة مؤخرا للتغلب على هذا المرض.وعن أسباب انتشار الداء، كشف البروفيسور مصطفى خياطي أنها ناتجة عن ضعف التحكم في المرض من قبل الجهات المختصة، وفي مقدمتها المؤسسات الاستشفائية التي لا تؤدي دورها جيّدا في عملية التكفل بالمرضى التي تستضيفهم للعلاج في مدة أقصاها الشهر، ليطلب منهم بعدها التوجه إلى مصلحة أخرى مختصة بمكافحة ووقاية هذا المرض تابعة لقطاع الصحة، أين يتم إخضاعهم لفحص خاص ثم وصف الدواء والجرعات اللازمة التي يحرص على تناولها بانتظام، علما أن فترة علاج هذا المرض تستغرق مدة ال6 أشهر كأدنى تقدير للتخلص منه، مشيرا إلى أن بعض المرضى، وبالأخص من يقطنون بعيدا، لا يمكنهم الولوج إلى هذه المصحّات لأخذ الدواء لأسباب عديدة، الأمر الذي ينتج عنه توقف في مرحلة العلاج وتعطلها، وبالتالي تتدهور حالتهم الصحية ويصبح العلاج صعبا، لتتحول من حالة مرضية مؤقتة إلى مرض مزمن وخطير قد يكلف المريض حياته.وفي السياق، أضاف خياطي أن غياب تنظيم محكم للتكفل بالمرض طيلة فترة العلاج في المستشفيات وكذا تناول الأدوية بطريقة عشوائية، خاصة أن بعض المضادات الحيوية لم تعد فعّالة ولا يمكنها التغلب عن المرض بصفة كاملة، كون البكتيريا المسببة لداء السل تغيرت وأصبحت تدافع عن نفسها بقوة، عكس ما كانت عليه في السابق، بالإضافة إلى مشكل ضيق السكن الذي تعاني منه جل الأسر الجزائرية، وكذا ارتفاع الكثافة السكانية.. كل هذا ساهم في ارتفاع عدد الإصابات.وطالب خياطي، في الوقت ذاته، بأن يتم العلاج مباشرة وبصفة نهائية في المستشفيات لضمان صحة المريض وكذا إعادة النظر في الاستراتيجية التي تعمل بها المؤسسات الاستشفائية، عن طريق تغيير طريقة العلاج وعملية التكفل بالمرضى، وفقا لأولويات صحية واجتماعية، ناهيك عن دراسات ملفات المرضى، تبعا لعناوينهم وبياناتهم الشخصية، ليتم التحكم في المرض دون تسجيل أي خسائر على جميع الأصعدة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/03/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com