لقد تميزت العلاقات الجزائرية-الصينية بمرجعية تاريخية قوية نتجت عن الدعم السياسي الكبير الذي قدمته الصين للجزائر خلال ثورتها التحريرية، حيث كانت أول دولة غير عربية تعترف بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، وتقيم علاقات دبلوماسية معها في 20 ديسمبر 1958.
بعد أن تحصلت الجزائر على استقلالها استمرت العلاقات الجيدة بين الدولتين، ومنذ ذلك الحين وهي تشهد تطورا دائما لا سيما بعد الموقف الجزائري والدور التاريخي الذي لعبته الجزائر في استعادة جمهورية الصين الشعبية لمقعدها الدائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة سنة 1971، وقد شكلت هذه المرجعية دفعا قويا للعلاقات الجزائرية-الصينية على المستويين السياسي والاقتصادي.
على المستوى السياسي استمر كل طرف في دعم قضايا السياسة الخارجية للطرف الآخر، مع تبادل الزيارات على أعلى مستوى، حيث قام فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بثلاث زيارات الى الصين: في أكتوبر 2000 وفي نوفمبر 2006 وفي أوت 2008، وبالمقابل قام الرئيس الصيني السابق السيد "هوجينتاو" بزيارة الجزائر في فيفري 2004 أكد خلالها على الأهمية التي توليها الصين للجزائر في سياستها الخارجية.
أما في الجانب الاقتصادي، فقد بدأت المبادلات التجارية تشهد نموا مضطردا مع بداية سنوات 2000، باعتبار توجه الصين لأن تصبح قوة صناعية وتجارية، كما عرفت سنة 2014 قفزة كبيرة في العلاقات الثنائية برفع علاقات التعاون الاستراتيجي القائمة بين البلدين منذ سنة 2006 الى شراكة استراتيجية شاملة، وذلك بتوقيع فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وفخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية، السيد "شي جيبنغ"، بتاريخ 25 ماي 2014 على الإعلان السياسي بهذا الشأن، حيث اعتبرت الوثيقة الأولى من نوعها التي تبرمها الصين مع دولة عربية والذي تلاه فيما بعد وضع حيز التنفيذ لـ"المخطط الخماسي للتعاون الاستراتيجي الشامل 2014-2018 " بتاريخ 6 جوان 2014.
تمثل الصين حاليا واحدا من أهم الشركاء الاقتصاديين والتجاريين للجزائر والممون الأول لها، وامتد التعاون بين البلدين ليشمل جميع المجالات بما فيها المجال الفضائي الذي تجلى في إطلاق أول قمر صناعي جزائري للاتصالات "ألكوم سات 1" بتاريخ 11 ديسمبر 2017 من منصة إطلاق فضائية متواجدة في الصين.
كما يعتبر مجال البناء والمنشآت القاعدية أحد أهم محاور التعاون بين البليدين حيث ساهمت الشركات الصينية بصورة فعالة في تشييد العديد من المنشآت القاعدية، وتسلم مشاريع عملاقة على غرار مشروع جامع الجزائر والمشروع الاستراتيجي لميناء الوسط في الحمدانية بتيبازة، كما تلقت الجزائر هبة من الصين ببناء أوبرا الجزائر "بوعلام بسايح" التي تم استلامها في سبتمبر 2017.
من جهة أخرى يأتي التوقيع، في 26 نوفمبر 2018، على مذكرة التفاهم بين شركة سوناطراك الجزائرية والمجمع الصيني سيتيك للبناء (CITIC) قصد تأسيس شركة مشتركة جزائرية-صينية لإطلاق المشروع العملاق المدمج للفوسفات والغاز الطبيعي، بقيمة 6 ملايير دولار، عبر مشاريع في أربع ولايات من الشرق الجزائري (تبسة، سوق أهراس، عنابة، سكيكدة)، نموذجا جديدا لتأكيد الدور المحوري للاستثمارات الثنائية الخالقة للثروة ولمناصب الشغل في تعزيز التعاون والشراكة المثمرة والمتميزة بين البلدين.
إن تعميق العلاقات بين الجزائر والصين وأهميتها وضرورة تنميتها أصبحت تمثل أحد ثوابت السياسة الخارجية لكلا البلدين.
الرسم : علي مشطة
القيمة : 25.00 دج
الحجم : 43 × 29
المطبعة : مطبعة البنك الجزائري
طريقة الطبع : الأوفسات
الوثيقة الطوابعية : ظرف مصور بـ 7،00 دج و يستعمل ختم مصور لليوم الأول.
البيع المسبق : يومي الخميس 20 و السبت 22 ديسمبر 2018 في جميع القباضات الرئيسية للبريد عبر 48 ولاية.
البيع العام : يوم الأ حد 23 ديسمبر 2018 في جميع المكاتب البريدية.
Emmission N° : 26/2018
Dessin : علي مشطة
Prix : 25 DA
Taille : 43mm x 29mm
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/09/2021
مضاف من طرف : patrimoinealgerie
المصدر : poste.dz