تعيش ما يقارب العشرين عائلة في العمارة رقم 2، الكائنة بشارع محمد آيت اعمر بباب الوادي في وضعية صعبة وخطيرة، في ظل تآكل جدران وأسقف العمارة المعرضة للانهيار في آية لحظة، والتي يعود بناؤها إلى عهد الاستعمار، حيث صنفتها الفرقة التقنية لمراقبة البنايات في الخانة الحمراء، هذا وتطالب العائلات القاطنة بها السلطات من أجل التكفل بهم وترحيلهم إلى سكنات أخرى قبل أن يقع ما لا يحمد عقباه .
أول مايصادفك في مدخل العمارة رقم 2 الموجودة بشارع محمد آيت اعمر بباب الواد هو الظلام الدامس حيث يتوجب على الداخل الحذر من حفرة كبيرة تضطرك للعبور فوق الاخشاب الموضوعة فوقها من اجل الوصول الى الجهة الاخرى حيث تبيت العائلات.
تتألف العمارة من طابقين، ويعود بناؤها -بحسب بعض القدماء الذين التقتهم الشاهد هناك - إلى عهد الاستعمار الفرنسي ولم تشهد ترميمات خاصة من قبل المسؤولين الجزائريين لذا اهترأت جدرانها وتأكلت أسقفها حتى أصبحت الحياة فيها خطرا يحدق بقاطنيها في اية لحظة .
وقد التقينا هناك برب عائلة اسمه "عبد الله'' والذي قال لنا، إنه يعيش حياة لا تطاق منذ سنة 89، حيث يفتقد مسكنه لأدنى شروط الحياة، ضف إلى ذلك ضيق المسكن مما جعله يتقاسم غرفة نومه مع بناته البالغات، نظرا للتشققات والتصدعات التي أصابت الغرف الأخرى بحيث تتسرب اليها مياه الأمطار، إضافة إلى انتشار الحشرات والفئران التي وجدت من العمارة ملاذا آمنا لها .
أما ربة البيت، فذكرت أن الحياة بهذه العمارة أصبحت لا تطاق، بعد إصابة أبنائها بأمراض خطيرة كالحساسية والربو ، نتيجة استعمال المراحيض المشتركة، والرطوبة العالية، مشيرة إلى أن السلطات المعنية لا تبالي، بالرغم من الزيارات المتكررة للمسؤول الأول للبلدية الذي وعدهم بالترحيل، لكن لم يتحقق ذلك.
هذا ويخشى قاطنو العمارة من تكرار سيناريو الانهيارات التي حدثت لبعض العمارات بالعاصمة في الاونة الاخيرة وخلفت عديد الضحايا نظرا للحالة الكارثية التي آلت إليها.
وكانت مصالح الحماية المدنية قد حذرتهم من خطورة البقاء في العمارة، خاصة بعد أشغال الهدم التي تمت في العمارة المجاورة والتي أثرت كثيرا عليها .
تجدر الاشارة إلى أن الفرقة التقنية لمراقبة البنايات القديمة، قد صنفت العمارة في الخانة الحمراء وفي الدرجة الخامسة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/11/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إ أمينة
المصدر : www.elmassar-ar.com