كشفت الدكتورة أمينة بصافة، أستاذة في علوم الاتصال بجامعة الجزائر «3»، عن أن 17 مليون جزائري يستعملون الفيسبوك؛ 75 بالمائة منهم شباب. واصفة الظاهرة التي اجتاحت عقول مجتمعنا وخلقت هوسا لدى شبابنا بسبب التكنولوجيا ب«الحمى الإلكترونية»، مبرزة خلال إثرائها للملتقى الأول للشباب بين الهوية الوطنية والعولمة الثقافية، نتائج الدراسة الميدانية التي قامت بها تحت عنوان آثار استخدام شبكات التواصل الاجتماعي على النسق القيمي والأخلاقي للشباب.بينت نتائج الدراسة الوصفية التي قامت بها الدكتورة على عينة من شباب الجزائر العاصمة، مدى تعلق الشباب بالتكنولوجيا، لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي التي أتت بها العولمة، والتي احتضنها الشاب بإيجابياتها وسلبياتها، ولعل تركيزنا على ذكر الإيجابيات قبل السلبيات على خلفية ما ذكرته الأستاذة قائلة: «رغم كل تلك السلبيات إلا أنه اليوم لابد من التركيز على الإيجابيات للبحث عن سبل تقي شبابنا من تلك السلبيات..».كانت عينة أمينة بصافة تجمع بين عدد من الشباب الذين لديهم رصيد ثقافي معتبر من أطفال في الأطوار الابتدائية، إلى غاية شباب جامعي، حيث قالت: «إن دراسة هذه العينة يمكن أن تصلنا إلى نقطة تجعلنا ندرس باقي الفئات من المجتمع، اعتمادا على مبدأ واحد».وقالت الدكتورة بأن نسبة استعمال الجزائريين للفايسبوك جد مرتفعة، وهي نسبة تدعو إلى التجند لدراسة انعكاساتها على النسق القيمي والأخلاقي.وفي هذا الصدد، تطرقت المتحدثة إلى تعريف عدد من المصطلحات، أهمها النسق القيمي والأخلاقي، وعرفتها بأنها «مجموعة من العلاقات التي تعبر عن سلوك الفرد في المجتمع». ويحتل مفهوم القيم حسب المختصة أهمية كبيرة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، باعتبارها أحد العوامل الأساسية التي تكون سلوك الفرد، حيث تقوم القيم بمجموعة من الوظائف الأخلاقية والاجتماعية.فهي تحقق التضامن الاجتماعي الذي يعد ظاهرة أخلاقية، ولعل اليوم تلك السلوكيات أصبحت تتغير إذا ما تم استعمال بشكل «مفرط» لتلك الوسائل، وعلى هذا جاءت دراسة أمينة بصافة..وهو ما كشفته دراسة الدكتورة عن أن 68 بالمائة من أفراد العينة يأخذون سلوكهم من مؤسسات التنشئة الاجتماعية، و54 بالمائة منهم أكدوا أن تلك المواقع سمحت لهم بفك القيود والتواجد الكلي في مختلف المجتمعات في المكان وكذا الزمان، هذا ما فتح للعديدين إمكانية التطلع على حضارات، تقاليد وعادات البعض، وتقليد منها ما شاء هؤلاء الشباب.في حين تتخذ نسبة 16.80 بالمائة فقط من تلك المواقع وسيلة للتسلية، حيث روضها هؤلاء وجعلوها جزءا من الثقافة اليومية، يتفاعلون معها لإبداء آرائهم أو ميولاتهم وغيرها.وفي الأخير، أكدت بصافة أنه لابد أن نجعل الشبكة الزرقاء وما شابهها جزءا من حياتنا والسير وفق التيار، لكن مع الحذر من التأثير السلبي على النسق القيمي والأخلاقي لمجتمعنا وشبابنا.عائشة عباش أستاذة في العلوم السياسية: شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة ل«أمركة» الشعوبأبرزت عائشة عباش، أستاذة في العلوم السياسية، على هامش الملتقى، أن شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة ابتكرتها أمريكا بهدف «أمركة» الشعوب، مصطلح جديد استعانت به المتحدثة لتبرير مدى «إصرار» أمريكا في محاولة استمالة الشعوب واحتلالها عن طريق العولمة التي تسربت في حياتنا، وأصبحت جزءا لا يتجزأ من الروتين اليومي لشبابنا.مصطلح جديد يقصد به التأثير الأمريكي على دول العالم في شتى المجالات، بما فيها السيطرة الإعلامية، فنظرا لما تشهده المجتمعات الحديثة من ظاهرة تنامي استخدام تقنيات الاتصال الإلكتروني، فقد ظهر جيل جديد لم يعد يتفاعل مع الإعلام التقليدي بقدر ما يتفاعل مع الإعلام الإلكتروني، يسمى بالجيل الشبكي، حيث تتسم تلك الشبكات بعناصر الفورية والتفاعلية وتعدد الوسائط والتحديث، وهنا حسب الأستاذة عائشة عباش، المشكلة التي أجريت على إثرها دراسة حول تداعيات العولمة الثقافية على هوية الشباب الجزائري، وكيف نحافظ على خصوصيته، موضوع الدراسة الراهنة للعديد من الشعوب التي تهدد تلك الشبكة مستقبل شبابهم، للتعرف على حدود وطبيعة تأثير العولمة ومدى تطابقها مع مصطلح «أمركة»، سعيا إلى تقييم ذلك التأثير، وتحديد الطرح المستقبلي لدور أدوات الاتصال والتفاعل الجديدين خلال الفترة المستقبلة.أكدت المتحدثة أن هناك سبل عديدة أخرى يحاول من خلالها الأمريكان التأثير على عقول مختلف الدول، سواء في لباسهم، لغتهم، معتقداتهم أو مجالات أخرى من حياتهم الاجتماعية والأسرية والثقافية التي تجعلهم عرضة «للاستعمار»، وتحولهم إلى فريسة يسهل التأثير عليها، ومثال على تلك الوسائل البرامج التلفزيونية وأفلام الكارتون الموجهة للطفل، كلها برامج تبدو للشخص بأنها ترفيهية، إلا أنها تحمل العديد من الأفكار والسلوكيات الدخيلة على مجتمعنا والغريبة على قيمنا. وما يلاحظ غالبا أن مختلف تلك البرامج، تضيف المتحدثة، تبث خلال الفترات المسائية، وذلك ليس عفويا وإنما الهدف منه شد انتباه المشاهد خلال الفترة التي يكون في غير وعي كامل، فبعد يوم متعب يكون الفرد غير واع بتلك الرسائل القوية التي تبعث من شاشاتنا، ومحاولة هؤلاء التأثير على تفكيرنا وعقولنا، وهو نفس التأثير الذي نشهده في التكنولوجيا الحديثة، تكنولوجية شبكات التواصل الاجتماعي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/03/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نور الهدى بوطيبة
المصدر : www.el-massa.com