الجزائر

15 مليون جزائري مصابون بالأمراض المزمنة



15 مليون جزائري مصابون بالأمراض المزمنة
كشف رئيس شبكة الأمراض المزمنة السيد عبد الحميد بوعلاق خلال ندوة الشروق، أنه سيعلن قريبا عن قائمة سوداء تحمل اسم جميع رؤساء المصالح الذين يتاجرون بالمرضى، من خلال تهريبهم نحو العيادات الخاصة التي تسّير من طرف زوجاتهم وأصدقائهم، مؤكدا أن هذه القائمة ستكشف للرأي العام بهدف فضح تجاوزات رؤساء المصالح، الذين حوّلوا المستشفيات إلى محميات خاصة لخدمة مصالحهم، مما جعل المستشفيات تتحول إلى مقابر جماعية للمرضى.
وأكد بوعلاق أن القائمة التي سيتم الإعلان عنها قريبا جاءت بعد سنوات طويلة من التحقيق في تسيير المصالح الطبية في المستشفيات والعيادات الخاصة التي تُسيّر غالبيتها منها من طرف زوجات "البروفسور" وأصدقاءه، حيث تتضمن القائمة جميع أسماء رؤساء المصالح الذين تربطهم علاقات مشبوهة مع العيادات الخاصة بشهادة عدد كبير من المرضى، الذين ذهبوا ضحية جشع "البروفسور"، وبيّن محدثنا أن هذه القائمة ستقدم لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ووزير التعليم العالي ووزير الصحة لوضع حد للتجاوزات الخطيرة لرؤساء المصالح الذين تشكلوا في لوبيات لنهب المستشفيات واستغلال جيوب المرضى بالتواطؤ مع شخصيات نافذة في الدولة، وأوضح المتحدث أن رؤساء المصالح الطبية في الجزائر لا يخضعون إلى إجراءات التحويل والتقاعد، ولهذا يجب مراجعة قوانين تسيير المصالح الطبية التي كانت تتيح"لرئيس المصلحة" العمل ليوم ونصف في الأسبوع في العيادات الخاصة، وذلك في سنوات التسعينات أين كان أجر "البروفيسور" متوسطا، ولكن اليوم يضيف المتحدث أجر رئيس مصلحة طبية يتجاوز 30 مليون سنتيم، وهو ليس بحاجة للعمل في القطاع الخاص لتحسين أجره أو مستواه المعيشي .
والغريب في الأمر، حسب المتحدث أن وزارة الصحة ليست لها سلطة على رؤساء المصالح الطبية الذين ينضون تحت وصاية وزارة التعليم العالي والبحث العالي التي صرفت النظر عنهم لاهتمامها بمشاكل الطلبة، وهذا ما جعل رؤساء المصالح الطبية يسيّرون أنفسهم بأنفسهم، فلا أحد يستطيع محاسبتهم على الغيابات والتجاوزات في حق الأطباء المتربصين والمرضى، وما حدث في مستشفى"بارني" حسب المتحدث خير دليل، حيث خرج جميع الأطباء وشبه الطبيين للاحتجاج تنديدا على دكتاتورية رئيس مصلحة التوليد، الذي قال لهم "أنا ربكم الأعلى"، فرئيس المصلحة الطبية في الجزائر حسب السيد بوعلاق لايخشى لا مدير المستشفى ولا الوزير، لأنه محمي من طرف جهات نافذة في الدولة، وهذا ما جعل رؤساء المصالح الطبية في الجزائر يمثلون خطرا على الصحة العمومية يجب مواجهته بتدخل شخصي لرئيس الجمهورية الذي يمثل أعلى سلطة في البلاد .
لجنة تحقيق في تسيير المستشفيات على رأسها صحفيون
وكشف السيد عبد الحميد بوعلاق رئيس جمعية التهاب الكبد الفيروسي وشبكة الأمراض المزمنة عن تشكيل لجنة تحقيق في تسيير المستشفيات يكون على رأسها صحفيين من مختلف الجرائد والقنوات الإذاعية والتلفزيونية، سيتنقلون إلى المستشفيات رفقة ممثلي جمعيات الأمراض المزمنة لتقصي التجاوزات في حق المرضى، وطالب المتحدث باستحداث تعليمة من طرف وزير الصحة تلزم مديري المستشفيات بضرورة استقبال الصحفيين وتزويدهم بكامل الحقائق والمعلومات بهدف تسليط الضوء على تسيير المصالح الطبية، وأضاف أن اللجنة ستكون لها لقاءات دورية مع الوزير لإطلاعه على واقع المؤسسات الإستشفائية، وحتى العيادات الخاصة في مختلف ولايات الوطن، وقال بوعلاق إن اللجنة ستتابع عن كثب ظروف تسيير المصالح الطبية الذين يقفون على أزمة ندرة الدواء بسبب تقديم طلباتهم بشكل متأخر لانشغالهم بأمور شخصية أهم عندهم من حياة وصحة المرضى. وعن عدد المصابين بالأمراض المزمنة في الجزائر قال بوعلاق إنهم يمثلون نسبة 38 بالمائة من تعداد السكان أي قرابة 15 مليون مصاب يعانون ظروفا صعبة بسبب سوء الاستقبال والتكفل في المستشفيات، وعن مطالب شبكة الأمراض المزمنة قال المتحدث إنها تتمثل في تمكين الجمعيات الوصول إلى البرلمان الذي يجب أن يسائل الحكومة عن سبب تردي الأوضاع الصحية في الجزائر.
المرضى تحت رحمة الأطباء المتربصين بسبب غياب الأساتذة الأطباء
طالب المتحدث باسم الفيدرالية الوطنية لأمراض الكلى محمد بوخرص وزير الصحة وإصلاح المستشفيات بإلزام جميع الأطباء والأساتذة الأطباء ورؤساء المصالح والممرضين وكل الذين يرتدون المآزر البيضاء أن يكتبوا اسمهم ووظيفتهم على المئزر حتى لا تختلط الأمور على المرضى، متسائلا كيف يعرف المريض؟ من هو الطبيب؟ ومن هو البروفيسور؟ في ظل الفوضى الحاصلة، لا يعقل أن نترك المرضى حائرين إلى من يتوّجهون ومع من يتحدثون؟
وقال بوخرص في تصريحات له خلال ندوة عقدتها الشروق اليومي حول معاناة المرضى في المستشفيات الجزائرية من غير المعقول أن يرتدي الممرضين والأطباء والأساتذة الأطباء ورؤساء المصالح نفس المآزر، لأن هذا يجعل المريض تائها بين أصحاب المآزر البيضاء، وكل واحد يرسله للآخر، كما طالب بوخرص الوزارة بأن تفرض عليهم الالتزام بتوقيت العمل، وأن لا يغادروا المستشفيات قبل الرابعة والنصف، والأطباء عليهم أن لا يغادروا مكاتبهم لأنهم أطباء والمرضى يأتون ولا يجدون الطبيب قد يتعرضون لأزمات قلبية، هناك مرضى يأتون من ولايات بعيدة ويجدون الطبيب غائبا أو يتأخر في الحضور فينتظرونه عدة ساعات..
وقال المتحدث إن الغيابات المستمرة للأساتذة الأطباء بسبب عملهم في الجامعات يتسبب في ضعف تربص الأطباء المقيمين المتربصين الذين يخضعون للتربص في المستشفيات، حيث يعملون بمفردهم دون حضور البروفيسور المكلف بالإشراف عليهم، ما يجعلهم يواجهون صعوبات في تشخيص المرض، لأنهم ما زالوا متربصين، وهو ما يعرض المرضى لأخطاء تشخيص المرض، بينما نجد البروفيسور إما مسافرا بحجة أن لديه ملتقى أو مؤتمر خارج أو داخل الوطن، وإما أن يكون معتكفا في مكتبه أو مشغولا بالتدريس في الجامعة، وعندما يتم إحضار مرضى في حالات مستعجلة يجد الطبيب نفسه عاجزا وحائرا ماذا عليه أن يفعل للمريض لإنقاذه، وهنا تبدأ معاناة المريض فالطبيب المقيم يعجز في غالب الأحيان عن تشخيص المرض بمفرده دون حضور البروفيسور، لأنه متربص، خاصة عندما تكون حالة المريض معقدة، وغالبا ما يخطأ في تشخيص المرض أو يطلب من المريض تحاليل طبية كثيرة معظمها لا ضرورة لها، كما أنه يعجز عن قراءة صور الأشعة بمفرده، دون مساعدة البروفيسور، وللتملص من المسؤولية نجده يرسل المريض لمصلحة أخرى، أو يعطيه أي نوع من المهدئات في انتظار قدوم البروفيسور.
ومن بين الممارسات التي تكرس مدى إهمال الأطباء في المستشفيات نجد أن كل الأطباء في المستشفيات الجزائرية لا يعرفون ماذا يفعلون لمرضى القصور الكلوي، عندما يصابون بجلطة دماغية أو أزمة قلبية، كما أن العديد من الأطباء يهمّون بحقن المريض بالأدوية وينسون أن يسألوه عمّا إذا كان يعاني من قصور كلوي أم لا، لأن حَقن المصاب بالقصور الكلوي بأي حقنة مهما كان نوعها يعتبر خطأ طبي فادح سيؤدي إلى موت المريض فورا، وقال بوخرص إن الأطباء المتربصين "يتعلمون في رأس اليتامى"، بسبب التسبب والغيابات الدائمة والمستمرة للأساتذة الأطباء المنشغلين بالتدريس في الجامعة من دون أن يتابعوا طلبتهم في المستشفيات، وهو ما نتج عنه ضعف مستوى الأطباء المتخرجين حديثا، وأضاف بوخرص "أتحدى كل أطباء المستشفيات العمومية أن يقولوا لنا ماذا عليهم أن يفعلوا لمرضى الكلى عندما يصابون بأزمة قلبية أو جلطة دماغية، طبعا كلهم لا يعرفون، لأنهم لم يدرسوها في الجامعة، بل عليهم دراستها في الخارج على أيدي أطباء أجانب.
"مستشفياتنا تحوّلت إلى مقابر جماعية للمرضى"
وقال المتحدث "إن الإهمال والتسيّب بلغ ذروته في المستشفيات في ظل غياب الرقابة والمتابعة والفوضى العارمة، وعدم التنسيق بين المصالح وحتى بين أطباء ومرضى المصلحة الواحدة، والتنصّل من المسؤوليات والإتكالية على بعضهم البعض، وعدم تحمل المسؤوليات مما جعل المستشفيات تتحوّل إلى مقابر جماعية للمرضى، وهو ما يفسر إرسال المرضى لإجراء التحاليل خارج المستشفى، دون منحهم سيارة إسعاف بل يذهبون بإمكانياتهم الخاصة أو بسياراتهم رغم أنهم مرضى وأحيانا مرضى مستعجلين، وأضاف "هناك ممارسات يومية تحدث في المستشفيات تؤكد عدم وجود أي رحمة في قلوب الأطباء والممرضين، كعدم اكتراثهم بالمرضى، وعدم تدخلهم لإنزال الحالات المستعجلة من سيارة الإسعاف، أو من فوق السرير المتنقل، ورفض منح سيارة إسعاف للمرضى الذين يرسلونهم لإجراء السكانير أو الأشعة خارج المستشفى"


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)