الجزائر

11 سبتمبر في نسخة باريسية



11 سبتمبر في نسخة باريسية
تكررت أحداث 11 سبتمبر في نسخة باريسية فوجد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند نفسه يشن حربا غير مسبوقة على التنظيم الارهابي المسمى "داعش " و الذي جعله أولويته بدل تخفيض نسبة البطالة التي كانت أولى أولوياته خلال الحملة الانتخابية الرئاسية التي حملته إلى قصر فرساي في 2012 و هي البطالة التي قال أنه لن يترشح لولاية ثانية إذا لم يخفض نسبتها ." داعش " أو باقي الجماعات الارهابية أصبحت حقيقة متأصلة في قلب المجتمع الفرنسي و لم تعد العمليات الاجرامية تُنفذ في فرنسا بالوكالة ، و على الحكومة الحالية و ربما حتى الحكومات القادمة التصدي لها على أكثر من جانب و هو ما قد يرهق ميزانية الدولة و يزيد من اختلال الاقتصاد الفرنسي المتعب أصلا . و من أجل الاقناع يزور الرئيس الفرنسي في هذه الأيام أكثر من دولة بدءا بالعظمى منها ، الثلاثاء يزور هولند واشنطن و للزيارة أكثر من دلالة أولها كبح الفيتو الأمريكي الذي سبق أن مارسته واشنطن في مجلس الأمن من أجل تحييد أي دور لفرنسا في سوريا و هو الدور الأمني الذي ترافع من أجله فرنسا منذ 2014 و تأكدت اليوم من ضرورة خوضه بعد الضربات القاسية التي تلقتها الجمعة 13 نوفمبر ناهيك عن عديد العمليات التي أحبطتها المخبرات الفرنسية في أماكن استراتيجية داخل فرنسا و باريس تحديدا اضافة إلى مصالحها في الخارج و آخرها ضربات باماكو في مالي .كما يرتقب من الزيارة حشد الدعم الدولي الموحد من أجل القضاء على " داعش " في الأرض و بالتالي يصر الرئيس الفرنسي على قرار سياسي لأنّ بدونه تتميّع كل التدخلات العسكرية الانفرادية .و لا تختلف زيارة الرئيس الفرنسي إلى موسكو في مضمونها من حيث حشد الدعم لتحالف دولي ضد " داعش" بعد أن أكدت القوى الغربية أنّ الطائرات الروسية لا تضرب تنظيم " الخلافة الاسلامية " بل المعارضة السورية و المدنيين و استشهدت بقصف الجوية الروسية لمستشفى يرقد به أكثر من 150 جريح سوري .اجراءات أمنية غير مسبوقة و في رحلة حشد اجماع دولي لمحاربة هذا التنظيم الارهابي ارتفعت عديد الأصوات في فرنسا من الحكومة إلى الأحزاب مطالبة كثيرا من الدول لإعلان موقفها صراحة من محاربة الارهاب بدل تبييضه و ذهبت أصابع الاتهام إلى تركيا تحديدا باعتبارها الباب النافذ نحو أوربا و الجسر اللوجستيكي الواصل بين سوريا و القارة العجوز. " فرنسا في حالة حرب و نواجه عدوا شديدا " بهذه الجملة فتح هولند خطابه أمام غرفتي البرلمان غداة هجمات باريس و قد طالب باتخاذ اجراءات فورية من أجل استتباب الأمن بدء بترحيل من يشكلون خطرا على الجمهورية و نزع الجنسية من ذوي الجنسية المزدوجة الذين يثبت تورطهم في المساس بأم فرنسا ، و مراجعة و تفعيل مواد في الدستور لتحيينها لصالح تأمين التراب و الشعب و المصالح و تمديد حالة الطوارئ إلى ثلاثة أشهر و هو ما يعطي الاعتقاد جليا أن الحكومة الحالية بالحل الأمني تتجه نحو عسكرة كل فرنسا .أضف إلى ذلك مقترح الرئيس السابق نيكولا ساركوزي المتمثل في عدم التساهل مع الجماعات الدينية المتعاطفة مع الجهاديين و أيضا مقترح ساركوزي و هو وضع كل المصنفين تحت بطاقة S إي الذين يشكلون خطرا على الأمن القومي الفرنسي تحت رقابة مستمرة و فرض أسورة الكترونية عليهم و متابعتهم قضائيا. و هي كلها حلول أمنية بالدرجة الأولى لكن يقول هولند مع مراعاة دولة القانون بما يكفل حقوق الشعب الفرنسي و هذه المطالب وجد فرنسوا هولند نفسه مرغما على تطبيقها امتثالا لمطالب الأحزاب اليمينية . و أضاف إليها الرئيس خلال الخطاب قرار عدم تقليص موازنة وزارة الدفاع حتى 2019 و يضاف إلى كل هذا فتح وظائف جديدة في الشرطة و الأمن و الجمارك و القضاء و الاسعاف و الحماية المدنية . و هو الخطاب الذي أجج عديد المواقف و ردود الأفعال من جانب أعضاء البرلمان الذين انتقدوا السياسة الأمنية لحكومة منويل فالس الذي أكد خلال تدخله أن اجراءات مكافحة الارهاب في البلاد ستكون غير مسبوقة من جميع الجوانب بدءا بترحيل الأئمة الراديكاليين . و معلوم أن أجهزة الأمن الفرنسية تراقب منذ مدة مالا يقل عن 10 آلاف شخص من المشتبه بهم و منهم بصفة خاصة من ثبت مجيئهم من سوريا أو كانوا ينوون الذهاب إلى هناك حيث دعت فرنسا الاتحاد الأوربي إلى تعزيز حدوده الخارجية لمواجهة الإرهاب وتهريب الأسلحة والهجرة غير الشرعية ، مضيفا أن التقاعس في هذا الموضوع قد يؤدي إلى انهيار منطقة شنغن بكاملها و يبقى تسلل الإرهابيين إلى فرنسا و ضرب قلب العاصمة نقاط تسجل على المخابرات الفرنسية في استباق هجماتهم رغم أنّ كثيرا من المحللين و السياسيين يشيدون بدور المخابرات و الأمن عموما في افشال عديد العمليات التي جنّبت فرنسا خسائر في الأرواح و الاقتصاد. و لكن رغم الهبة في الداخل و عبر العالم لأحداث باريس الأخيرة فقد كان الفعل الارهابي ورقة رابحة لدى اليمين من أجل الانتخابات الاقليمية المقبلة باعتبار الهاجس عند الفرنسيين اليوم أمني بامتياز ليلة رعب في الدائرة ال11 الباريسية




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)