الجزائر

11 سبتمبر.. سقط العرب وبقيت أمريكا



11 سبتمبر.. سقط العرب وبقيت أمريكا
سقط العرب وبقيت أمريكا، تفكك العالم الإسلامي من الشرق إلى الغرب وظلت الولايات المتحدة الأمريكية إمبراطورية قائمة موحدة، سقط برجي التجارة العالمية وبقيت "وول ستريت" سيدة المال والبورصة في العالم.تفجرت الأجسام الملغمة في كل بقاع الدنيا، وظلت الدنيا قائمة، لم تنقلب موازين القوى، ولم تتغير، وظلت أمريكا سيدة العالم، وفي ذكرى أحداث 11 / 09، تغير كل شيء إلا أمريكا التي تقود العالم بإيمانه وكفره وإلحاده.. إلى حتفه.لم تغير القاعدة من ضوابط الأمن في العالم، بل زادت نسبة الإساءة للمسلمين والتشكيك في سلميتهم، أو في قدراتهم على أن يكونوا عامل أمن، تحول المسلم بعد هذا التاريخ إلى كيس مشبوه، إلى تهمة متنقلة، فقد عمد النظام المالي العالمي إلى التضييق على المسلمين، وإلى غلق حسابات الجمعيات الخيرية، وزاد التضييق على القضية الفلسطينية، التي تحولت إلى مصدر "إرهاب"، وكثر الضغط على المنظومة التربوية ومناهج التعليم في الدول العربية والعالم الإسلامي، وأغلقت آلاف المدارس الدينية في العالم، وزج بالآلاف بل بمئات الآلاف في السجون العربية والأمريكية، وفي أروبا زادت نسبة العداء للمسلمين وللمهاجرين عموما، وفي مطارات العالم زادت الإجراءات الأمنية ضد كل من يحمل الهوية أو الملامح العربية الإسلامية، وفي أمريكا نفسها التي فتحت المدارس والمعاهد للمسلمين ومنحتهم فرص التعليم والإقامة، تم التضييق على كل مهاجر أو مقيم ينحدر من بلد عربي، فتعرض الكثير منهم إلى المطاردة والسجن والتعذيب والترحيل، وتحولت تهمة الإرهاب إلى مبرر بسيط لمطاردة المسلمين والعرب في أمريكا وأروبا، وهذه واحدة من نتائج جنون الجماعات التي رفعت "راية الجهاد"، لكن تداعياته كانت ولازالت في كل مرة تلقي بظلالها على الإسلام والمسلمين في العالم بشكل مسيء للغاية بل ومؤذي، وغالبا ما تخدم تلك الأنشطة المسلحة قضايا إسرائيل ونفوذها في العالم، بما "يجيّش" الغرب والشعوب ضد المسلمين.11/9 تاريخ لم يحمل أي ذكريات يسعد بها ملايين الفقراء والمحرومين في العالم الإسلامي، لم يحمل أي أخبار سعيدة لملايين العرب والمسلمين المحتاجين للرعاية الصحية وللتعليم وللسكن والأمن والعيش كبقية الشعوب الأخرى في مأمن عن التهديدات والمطاردات والترحيل والتعذيب، ذكرى تفجيرات نيويورك وواشنطن كانت مجرد تحريض على العالم الإسلامي، فهي لم تحمل أي معاني الغزوات والفتوحات التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم ورجاله قبل قرون، بل كانت حربا على المسلمين، فهي من منحت المبررات للحكومات من أجل فرض المزيد من القوانين التي تضيّق من هامش الحريات، وبعد تلك الأحداث ارتفع عدد المساجين، وزادت نسبة الحروب والفوضى والدمار والفقر والحرمان، بعد أن اقتطعت الحكومات العربية من ميزانية الخبز لصالح ميزانية القتل. لقد سقط العالم العربي يوم 11/9، وبقيت أمريكا واقفة صامدة تقود العالم بصفارة شرطي المرور.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)