l الخبراء يجمعون على أن ثروة المستقبل ستكون ”كهربائية” بامتياز ولا مكان للبترول والغازكشف الخبير في الشؤون الاقتصادية شمس الدين شيتور عن دراسة أجراها مؤخرا تبرز مدى إهدار الطاقة، والتي تشير إلى أنه من بين 10 آلاف نقطة مضيئة في الجزائر يتم ضياع 100 ألف كيلواط من الطاقة الكهربائية عند اشتعال هذه الأخيرة لمدة 24 ساعة. دعا شيتور، خلال مداخلته في منتدى الصناعة الجزائرية الذي اختتم أمس بفندق الشيراطون بالعاصمة، إلى ضرورة اعتماد المدن الذكية للتقليل من ضياع الطاقة، فضلا عن استغلال حلول إيكولوجية، مؤكدا أن الثروة المستقبلية ستكون كهربائية مع اضمحلال الطاقة التقليدية ”الغاز والبترول”.وقال شيتور أن الجزائر يجب أن تلتفت إلى وضع وبناء شبكة ذكية، مؤكدا على دور التكوين الذي وصفه بكونه عصب هذا الاستثمار ويسمح للجزائر بمواجهة التحديات التي تواجهها. وأكد ذات المتحدث أن البحث العلمي الذي يعد أساس بناء اقتصاد المعرفة وهو اقتصاد المستقبل، مهمش وغير مطور في الجزائر، داع في ذات الصدد على فرملة هجرة الأدمغة. وركز شيتور، في مداخلته على ضرورة الاستعانة بالتكوين، قائلا أنه يستحيل بناء صناعة حقيقية آفاق سنة 2030 دون تكوين الإطارات والكفاءات واليد العاملة المؤهلة لذلك، مشيرا إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعة الجزائرية في هذا الصدد، مضيفا: ”الطاقة لم تعد الثروة بل اقتصاد المعرفة هو الثروة الحقيقية لا يمكن بناء اقتصاد دون معاهد للتكوين التكنولوجي، وبتكوين الماستر فحسب، لابد من تكوين تقنيين، أيعقل أن تنتج الجزائر 200 تقني في السنة في جامعاتها”. كما أكد شيتور على دور التكوين في نجاح السياسة الاقتصادية الجديدة، معتبرا أن الجزائر تعد اليوم 1.5 مليون طالب مقابل 500 عند الاستقلال، إلا أن هذا التقدم لا يعني أن هناك تحسنا في نوعية التعليم.وقد تطرق الخبراء الاقتصاديون، خلال منتدى الصناعة الجزائرية الذي امتد على مدار ثلاثة أيام، إلى آفاق الاقتصاد الوطني من أجل إعداد مخطط عمل مستديم لمرافقة النموذج الاقتصادي الجديد للنمو.ومن المرتقب أن يتوج هذا اللقاء الأول بتنصيب مجلس علمي يجمع خبراء اقتصاديين جزائريين، وتتمثل مهمته في تحليل وتقديم اقتراحات ملموسة لمؤسسات الدولة والمتعاملين الخواص في منظور مرافقة المسعى الجديد للتنمية الاقتصادية في الجزائر.من بين الخبراء الموجودين، نذكر شمس الدين شيتور، ألكسندر كاتب، رفيق بوكلية، حسان عبد الرحمان مبتول الذين ينتمون إلى مجموعة الخبراء الاقتصاديين التي ساهمت مع الحكومة في إعداد ”النموذج الاقتصادي الجديد للنمو”.ويرتقب كذلك عقد اجتماع آخر يجمع خبراء ومتعاملين اقتصاديين ومنظمات أرباب العمل والحكومة بغرض تنفيذ مخطط عمل مشترك، من خلال إنشاء خلية للتخطيط الإستراتيجي تضم كافة هؤلاء الفاعلين. ويتضمن مخطط العمل هذا الموجه لمرافقة تنفيذ النموذج الاقتصادي الجديد مساعي عملية، من شأنها ضمان الانتقال من صناعة الاستيراد إلى صناعة التصدير وتطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وترقية الكفاءات الصناعية، بما في ذلك رفع استقطاب البلد لرؤوس الأموال الأجنبية. ويعتبر مبتول أن الحوكمة وإقتصاد المعرفة مفتاحان من أجل رفع مثل هذا التحدي. من جهته، دعا الخبير الاقتصادي ألكسندر كاتب إلى مراجعة القوانين بطريقة تجعل الاستثمار أكثر مرونة. من جانبه، اعتبر الرئيس المدير العام السابق للشركة الوطنية للسيارات الصناعية، مختار شهبوب، أن خيار السلطات الجزائرية المتعلق بتشجيع صناعة تركيب السيارات يقيد من تدخل ال200 مؤسسة صغيرة ومتوسطة التي تنشط في هذا الميدان.لهذا السبب أوصى بالانتقال السريع إلى مرحلة أخرى اي صناعة سيارات تضمن نسبة اندماج كبيرة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/03/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com