شهدت العلاقات بين فرنسا والجزائر سلسلة من الأزمات الدبلوماسية منذ 2021، بدءًا من تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الذاكرة الاستعمارية، وصولاً إلى التوترات الأخيرة في 2024-2025 حول الصحراء الغربية وقضايا الهجرة. فيما يلي استعراض زمني للأحداث حتى 6 أفريل 2025، مع تقييم "من ربح" هذه المعركة حتى الآن.
المرحلة الأولى: أزمة 2021-2022
- 30 سبتمبر 2021: بداية الأزمة
- خلال لقاء مع شباب فرنسيين-جزائريين، يصرح ماكرون أن النظام الجزائري يعتمد على "ريع الذاكرة" ويشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، مما يثير غضب الجزائر.
- 2 أكتوبر 2021: رد الجزائر
- تستدعي الجزائر سفيرها في باريس، محمد عنتر داود، وتندد بـ"تدخل غير مقبول" في شؤونها الداخلية.
- 3 أكتوبر 2021: إغلاق الأجواء
- تمنع الجزائر تحليق الطائرات العسكرية الفرنسية فوق أراضيها، مما يؤثر على عملية "برخان" في الساحل.
- 28 سبتمبر 2021 وأكتوبر 2021: أزمة التأشيرات
- قبل تصريحات ماكرون، تقلص فرنسا التأشيرات للجزائريين بنسبة 50% للضغط على الجزائر لاستعادة مواطنيها المطرودين. بعد التصريحات، يصبح هذا نقطة توتر إضافية.
- نوفمبر 2021: محاولات تهدئة
- يتصل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بنظيره رمطان لعمامرة. يعبر ماكرون عن أسفه لـ"سوء التفسير" دون اعتذار رسمي، وهو ما تراه الجزائر غير كافٍ.
- 25-27 أوت 2022: زيارة ماكرون
- يزور ماكرون الجزائر، يلتقي تبون، ويوقعان "إعلان الجزائر" لشراكة متجددة، مما ينهي الأزمة مؤقتًا مع التركيز على الطاقة والذاكرة.
المرحلة الثانية: أزمة 2024-2025
- 30 جويلية 2024: شرارة جديدة حول الصحراء الغربية
- يعترف ماكرون في رسالة إلى الملك محمد السادس بـ"سيادة المغرب" على الصحراء الغربية، مما يدفع الجزائر، الداعمة لجبهة البوليساريو، لاستدعاء سفيرها من باريس.
- بداية جانفي 2025: قضية المؤثرين
- تُعتقل ستة مؤثرين جزائريين في فرنسا بسبب تصريحات عنيفة على الشبكات الاجتماعية. ترفض الجزائر عودة "دوالمن" المطرود، مما يزيد التوتر حول الهجرة.
- 16 نوفمبر 2024: اعتقال بوعلام صنصال
- يُعتقل الكاتب الفرنسي-الجزائري في الجزائر بتهمة المساس بالأمن القومي. يندد ماكرون بـ"اعتقال تعسفي"، بينما ترى الجزائر تدخلاً خارجيًا.
- 22 فيفري 2025: هجوم مولوز
- ينفذ جزائري تحت أمر مغادرة الأراضي الفرنسية هجومًا بالسكين، يقتل شخصًا. يهدد وزير الداخلية برونو ريتايو بـ"رد تدريجي" بسبب رفض الجزائر إصدار تصاريح قنصلية.
- مارس 2025: تصعيد لفظي
- يتهم ريتايو الجزائر بـ"إذلال" فرنسا. ترد الجزائر منددة بـ"اليمين المتطرف الانتقامي" وترفض إعادة التفاوض حول اتفاقيات 1968 المتعلقة بالهجرة.
- 31 مارس 2025: بداية التهدئة
- يتحدث ماكرون وتبون هاتفيًا بمناسبة العيد، ويتفقان على إعادة إطلاق العلاقات، مع التلميح لإطلاق سراح صنصال وزيارة وزير الخارجية جان نويل بارو إلى الجزائر.
- 6 أفريل 2025: زيارة بارو (جارية أو وشيكة)
- من المتوقع أن يزور بارو الجزائر اليوم لتفعيل هذا التهدئة، مناقشة الهجرة، التعاون الأمني والاقتصادي، والتقدم في ملف الذاكرة. لا نتائج نهائية حتى الآن (01:49 بتوقيت المحيط الهادئ).
تحليل: من ربح حتى 6 أفريل 2025؟
انتصارات الجزائر
- تأكيد السيادة: استدعاء السفراء (2021 و2024) ورفض استعادة بعض المطرودين عززا موقف الجزائر كطرف لا يتنازل أمام فرنسا، مما دعم صورة تبون داخليًا.
- الضغط على فرنسا: أسف ماكرون وزيارته في 2022، ثم مكالمته في 2025، تظهر أن فرنسا اضطرت لتعديل موقفها للحفاظ على مصالحها (الغاز، مكافحة الإرهاب).
- الاحتفاظ بالمكاسب: لم تتنازل الجزائر عن اتفاقيات 1968 رغم التهديدات الفرنسية، محتفظة بورقة الهجرة.
انتصارات فرنسا
- الحفاظ على المصالح الاستراتيجية: رغم التوترات، حافظت فرنسا على وصولها إلى الغاز الجزائري (حيوي منذ 2022) وتعاونها الأمني في الساحل. زيارة بارو تهدف لتثبيت هذه العلاقات.
- الثبات على الموقف: لم تتراجع فرنسا عن دعمها للمغرب في الصحراء الغربية وتواصل الضغط لإدارة هجرة أكثر صرامة، رغم تأخر النتائج.
- مبادرة التهدئة: بمبادرة مكالمة 31 مارس، وضعت فرنسا نفسها كطرف نشط، متجنبة انهيار العلاقات.
حدود الطرفين
- الجزائر: اقتصادها المعتمد على الصادرات إلى أوروبا يحد من هامشها. قطع العلاقات لفترة طويلة قد يضر بماليتها.
- فرنسا: التوترات أضعفت نفوذها في المغرب العربي، عززت المغرب كشريك مفضل، وأثارت انتقادات داخلية (اليمين المتطرف، الجالية).
الحكم حتى 6 أفريل 2025
حتى الآن، لا يوجد فائز واضح. تسيطر الجزائر رمزيًا وسياسيًا على المدى القصير، مُجبرة فرنسا على تقديم تنازلات (مكالمة ماكرون، زيارة بارو). لكن فرنسا تحافظ على أهدافها الاستراتيجية طويلة الأمد (الطاقة، الأمن) وتتجنب القطيعة. تدخل الأزمة مرحلة تهدئة عملية، لكن قضايا مثل الصحراء الغربية، الهجرة، وإطلاق سراح صنصال تبقى نقاط احتكاك. نتيجة زيارة بارو اليوم قد توضح المسار: عودة دائمة للعلاقات أو هدوء مؤقت.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/04/2025
مضاف من طرف : frankfurter