الجزائر العاصمة - Alger

حمدان بن عثمان خوجة (1773 - بين 1840 و1845)


حمدان بن عثمان خوجة (1773 - بين 1840 و1845)
كان أحد الأعيان والعلماء في الجزائر. كتب كتاب "المرآة" الذي ندد فيه بانتهاكات الجنود الفرنسيين في الجزائر بعد فترة وجيزة من احتلالها من قبل فرنسا.

ينتمي حمدان بن عثمان خوجة إلى أسرة جزائرية مرموقة، وكان والده عثمان فقيهًا مشهورًا يتمتع بتقدير كبير لدى إدارة إيالة الجزائر، والتي كان يمثلها الداي. نظرًا لكفاءته الفائقة في مجال القوانين، عيّنه الداي للإشراف على الحسابات المالية والملفات التي تحتوي على أسماء ودرجات ورواتب الإنكشارية. بالإضافة إلى عمله في الإدارة، كان والد حمدان يمارس مهنة التدريس التي ورثها لاحقًا لابنه. أما عمه محمد حاج، فكان يشرف على دار السكة، وهو ما يعادل دار النقود في يومنا هذا.

وُلد خوجة في الجزائر عام 1773 في عائلة ذات أصول تركية تنتمي إلى الإدارة العليا لإيالة الجزائر. كان والده كولوغلي، عالم دين ومفتي الإيالة، ووالدته من أصل موريسكي. تلقى تعليمًا متميزًا وسافر كثيرًا. في عام 1784، عندما أُسند لعمه مهمة نقل هدية من الداي إلى إسطنبول، رافقه في الرحلة.

بعد عودته من إسطنبول، واصل حمدان مراحل تعلمه، حيث تفرغ لدراسة الفلسفة، واللاهوت، والعلوم في عصره. كما كانت للطب حصة كبيرة في اهتمامه بالمعرفة، حيث ألّف لاحقًا كتابًا بعنوان "إتحاف المنصفين والأدباء في الاحتراز من الوباء"، تناول فيه وسائل الوقاية من الأمراض الوبائية.

بعد وفاة والده، خلفه في تدريس اللاهوت، وسرعان ما ضمّه عمه إلى أعماله التجارية، حيث أوفده لتمثيله في مدن مثل تونس، ليفورنو، مرسيليا، لندن، وجبل طارق، مما أتاح له تعلم اللغة التركية والفرنسية والإنجليزية. أصبح خوجة من كبار التجار وأغنى الشخصيات في الجزائر، وكان يُطلب منه الشراكة في العمليات التجارية التي امتدت من الدولة العثمانية إلى أوروبا.

بعد احتلال الجزائر، تم تعيينه عضوًا في البلدية التي أسسها بورمونت. ووفقًا لخوجة، كانت تلك البلدية مجرد واجهة، حيث كانت الاجتماعات صورية دون أي تأثير فعلي.

بصفته عضوًا في المجلس البلدي للجزائر، شارك في اللجنة الفرنسية لتعويض المتضررين من هدم ممتلكاتهم لأسباب "ذات نفع عام" حتى انتهاء أعمال اللجنة. ثم عمل كوسيط بين باي قسنطينة، الحاج أحمد، والفرنسيين.

في عام 1833، كتب مخطوطًا يحمل الطابع التاريخي والسياسي بعنوان "المرآة" (المرآة)، وكان بمثابة شهادة واحتجاج على الإدارة الفرنسية. نُشر الكتاب باللغة الفرنسية تحت عنوان "لمحة تاريخية وإحصائية عن إيالة الجزائر"، وترجمه من العربية إلى الفرنسية المترجم H.-D.

في عام 2009، خلال ندوة نظمت في الجزائر حول "الجزائر في العهد العثماني: العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية"، تلقت الأرشيفات الوطنية الجزائرية من الحكومة التركية مخطوطين باللغة العربية. الأول بعنوان "مرآة الجزائر" (1837) كتبه محمد رضا، ابن حمدان خوجة، والثاني نسخة من كتاب آخر لحمدان خوجة يتناول الإصلاحات التي أطلقها السلطان العثماني عبد الحميد الثاني.

يتكون كتاب "المرآة" من قسمين، حيث يصف في القسم الأول الجزائر وسكانها وتقاليدها العريقة، في حين يركز القسم الثاني على الحكومة وقوانينها وتشريعاتها، مؤكدًا على أن الإيالة كانت دولة قائمة على مبادئ جمهورية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)