كشف رئيس مصلحة جراحة الفك والوجه والرقبة سليم حفيظ بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا ل «الشعب» في تقييمه لمكاسب القطاع على مدار نصف قرن من استعادة السيادة الوطنية، أن الجراحة في الجزائر تعرف تحسنا ملحوظا مقارنة بالأعوام الفارطة التي ميزتها قلة الامكانات المادية والبشرية معتبرا الانجازات المحققة في هذا المجال نتاج الإهتمام والدعم اللذين توليهما الدولة من أجل تنمية وترقية العلوم الطبية والجراحة بمختلف إختصاصاتها.
وقال ل «الشعب» البروفيسور الذي يترأس الجمعية الوطنية لجراحة الفك والوجه والرقبة تزامنا مع الاحتفال بالذكرى ال 50 لاستقلال الجزائر أن هذا النوع من الجراحة عرف تحسنا كبيرا في الأونة الاخيرة حيث أن مصلحته تتكفل جراحيا ب 3 آلاف حالة في مدة 6 أشهر إلى غاية الشفاء الكامل، معظم هذه الحالات ناتجة عن حوادث منزلية وأخرى متعلقة بحوادث المرور اللتين قد تتسببان في تشوهات خلقية للمصابين تتطلب إجراء عمليات جراحية وعلاجا سريعا.
وأكد البروفيسور حفيظ أن الجزائر غداة الاستقلال لم تكن تتوفر على مصالح خاصة بجراحة الفك والوجه والرقبة رغم كثرة المصابين بالتشوهات الخلقية إثر التعرض لحوادث مختلفة مشيرا أن الجزائر في الآونة الاخيرة باتت تتوفر على مصالح لجراحة الفك والوجه والرقبة في بعض المستشفيات الوطنية من بينها قسنطينة ووهران وسطيف زيادة على مصلحتين بالجزائر العاصمة.
وأشار بمناسبة إحياء الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية أن الجزائر قطعت شوطا مهما في مجال التكفل جراحيا بالمصابين بالتشوهات الخلقية الذين يتطلبون عناية كاملة من حيث العلاج الجراحي والنفسي نظرا لصعوبة تقبلهم مضيفا أن العملية الجراحية كانت صعبة للغاية وتحتاج إلى دخول غرفة العناية الفائقة، لكنها الآن أضحت أكثر واقعية بفعل تطوّر الطب التجميلي.
وأضاف أن الإنجازات التي حققتها الجزائر في مجال الجراحة مقارنة بالأعوام الماضية من حيث توفر الوسائل المادية والبشرية بمثابة إسهام مفيد لتطويرها أكثر والنهوض بالطب الجزائري إلى مستويات عالمية مؤكدا أن التقدم الحاصل جاء بفضل تكثيف الجهود والمبادلات وكذا بروز أطر منظمة للنقاش والتفكير.
ودعا البروفيسور إلى ضروروة إنشاء مصالح أخرى أكثر مما تحصيها الجزائر في الوقت الحالي في مجال جراحة الفك والوجه والرقبة لا سيما بالمناطق الجنوبية حيث يضطر الأشخاص المصابون للتنقل مسافات طويلة، وبالتالي تخليصهم من عناء السفر. مشددا في نفس السياق على أهمية وضع في كل مستشفى طبيب مختص في الجراحة وكذا تكوين الأطباء المختصين تكوينا جيدا من أجل التقليل من انتقال الاشخاص للمعالجة في الخارج.
وأوضح أن الكثير من الناس يعتقدون أن إجراء عمليات جراحية على مستوى الوجه الهدف منه هو تحسينٌ الشكل الخارجيّ فحسب، متناسين أنه بالإمكان أيضا ترميم تشوّه خلقيّ أو تصحيح أثر حادث أو حتى إعادة الأعضاء إلى ما كان يجب أن تكون عليه في الأساس داعيا إياهم الى تصحيح هذه الفكرة الخاطئة على حد قوله.
وقد نظمت الجمعية الجزائرية لجراحة الفك والوجه والرقبة بمناسبة الاحتفال بال 50 سنة من الاستقلال يوما علميا حضره مختلف الأطباء المختصين في الجراحة على المستوى الوطني بهدف تبادل الخبرات فيما بينهم وتقييم مسار الجراحة في الجزائر منذ 1962
تاريخ الإضافة : 07/07/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فاطمة الزهراء طبة
المصدر : www.ech-chaab.net