و قد انطلقت حملة جني الزيتون منذ قرابة أسبوع في جو مفعم بالروح التضامنية, يرافقها أمل كبير في تحقيق محصول جيد خلال هذا الموسم, بعد الجفاف الذي طال أمده خلال السنوات الأخيرة و تأثيراته السلبية على إنتاج الزيتون بالولاية .
ولم يفوت سكان أرياف الولاية, من بينهم عائلات بأكملها, فرصة الأجواء المناخية الجميلة السائدة خلال هذه الأيام, للخروج إلى الحقول لجني الزيتون قبل عودة الأمطار.
وفي هذا الشأن, كشف السيد بلقاسم, و هو صاحب حقلين كبيرين للزيتون بقرية أقويلال (العجيبة), انه شرع في جني منتوجه "منذ أربعة أيام فقط" و انه يتوقع "محصولا جيدا" هذا الموسم بالمقارنة مع السنوات الماضية.
كما عبر هذا الفلاح و مزارعون آخرون بالقرية, عن تفاؤلهم بمردود جيد خلال هذا الموسم, بالرغم من "ظاهرة الجفاف التي أثرت سلبا على محاصيل السنوات الأخيرة".
وتجري حملة جني الزيتون حاليا على قدم و ساق بحقول وبساتين العديد من قرى البويرة, على غرار أقويلال وتينيري (العجيبة) واسيف اصماض (امشداله) وبشلول والأصنام.
ويستعين القرويون بمختلف الأدوات الضرورية, من سلالم وبسط بلاستيكية ومناشير ومقاص وأمشاط, لقطف و جني حبات الزيتون مع العمل على عدم إتلاف الأغصان و الثمار, علما أن كل نوع من الزيتون و من أشجار الزيتون له طريقة قطف مختلفة عن الأخرى.
ويفضل البعض استخدام أمشاط خاصة لقطف حبات الثمار, بينما يفضل آخرون قطفها يدويا, وقد أضفت البسط الملونة, الحمراء والخضراء والصفراء والبنفسجية الملقاة تحت الأشجار لتسهيل جمع الزيتون المتساقط, الحقول رونقا وجمالا مميزين لا يمكن مشاهدتها سوى في مثل هذه المواسم.
ويعتبر موسم جني الزيتون بالنسبة للعديد من فلاحي الولاية "تقليدا عريقا وأسلوب حياة يتطلب مشاركة كل أفراد الأسرة", كما عبر عنه العديد من الفلاحين اقتربت منهم واج في الحقول.
وأكد السيد يوسف (78 سنة), حرص عائلته سنويا على جني محصولها من الزيتون, مضيفا ان حملة الزيتون "مصدر فرح وسعادة لكل العائلات".
وقد جندت المصالح الفلاحية المحلية كل الوسائل الضرورية لإنجاح هذه الحملة, بفتح أبواب 235 معصرة للزيت, منها 85 نصف آلية و43 تقليدية, لاستقبال محصول الزيتون عبر الولاية, وفقا لتوضيحات مديرية القطاع.
وتحصي ولاية البويرة أزيد من ثلاثة (3) ملايين شجرة زيتون منتجة موزعة على مساحة إجمالية تبلغ 28 ألف هكتار. واستفادت الولاية من برنامج دعم القطاع الفلاحي (PASA) لتكوين مستشارين في شعبة زيت الزيتون.
وكشفت مديرية المصالح الفلاحية في هذا الصدد عن تكوين ستة (6) مستشارين, سيقومون بدورهم بتكوين الفلاحين حول وسائل وطرق تطوير شعبة الزيتون وإنتاج زيت زيتون ذات جودة.
وتشير الأرقام التي قدمها مدير القطاع, بن جاب الله زين العابدين لواج, إلى ترقب الولاية لإنتاج حوالي 5ر5 مليون لتر من زيت الزيتون, بمردود يتراوح مابين 15 و 20 لترا في القنطار الواحد من الثمار, أي بما يمثل زيادة طفيفة عن إنتاج الموسم الماضي المقدر ب5 ملايين لترا من الزيت.
جدير بالذكر أن إنتاج زيت الزيتون بالبويرة كان يبلغ سقف 11 مليون لترا منذ 10 سنوات خلت, قبل أن يسجل انخفاضا كبيرا بسبب الجفاف الناجم عن نقص الأمطار, ما أدى إلى ارتفاع أسعار زيت الزيتون في المدة الأخيرة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/12/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : وكالة الأنباء الجزائرية
المصدر : www.aps.dz