أضحى القصر العتيق ببلدية تاويالة في الأغواط، عرضة لفقدان الكثير من معالمه، بفعل تأثير العوامل الطبيعية، وحتى البشرية عليه، رغم كونه أحد الشواهد التاريخية والحضارية على عراقة المنطقة وتميزها السياحي، لاختزانه ذاكرة العشرات من القبائل التي لجأت إليه بحثا عن الأمن والتجارة. ويطالب أهالي المنطقة وزارة الثقافة بالالتفات إلى هذا الموروث التاريخي، ومحاولة تصنيفه وإعطائه عناية خاصة، وجعله قبلة للسيّاح، باعتباره شاهدا على التاريخ الزاخر بالمقاومات والبطولات، إلا أنه لم يعد اليوم سوى معلم مهدّد بالزوال والاندثار. وتشير المعلومات التاريخية المتوفرة إلى أن بناء قصر تاويالة يعود مثل باقي قصور جبل العمور، إلى قبائل بني راشد البربرية الأصل، حيث كانت تاويالة مخبأ لإحدى الكاهنات تدعى ''كرصيفة''، حسب الأسطورة المتداولة لدى سكان المنطقة. ولعب القصر دورا هاما في تخزين احتياطي الرحل من القمح والشعير عند التوجه إلى الصحراء، كما أنه كان قلعة للمقاومة والثورة، حيث توجد بحوزة سكان البلدية آثار ومخطوطات تثبت ذلك، منها أربع رسائل من الشيخ بوعمامة لشيوخ المنطقة الذين التحقوا بالمقاومة، وقتل منهم أربعة ونفي 21 مقاوما إلى كاليدونيا. كما ظل القصر لسنين متعاقبة شاهدا حيا، يحكي قصة أجيال وقبائل تعاقبت عليه، وذاكرة تختزن أسرارا تاريخية لم تصلها بعد أبحاث علماء الآثار والتاريخ، وقد تندثـر مع الزمان.
تاريخ الإضافة : 24/03/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الأغواط: ع. نورين
المصدر : www.elkhabar.com