تامست أو تأماست، بلدية تابعة لدائرة فنوغيل بولاية أدرار بالجنوب الغربي الجزائري وتضم البلدية أحد عشر قصراً أهمها لحمر وتيطاف وهي موزعة إلى كتلتين من القصور: كتلة لحمر: لحمر وبوعمور وبويحيا وجديد وعنطر وتامالت و تاوريرت كتلة تيطاف: تيطاف وأغيل وغرميانو وتماسخت وإكيس.
القصور الصحراوية …قصر تماسخت الأثري ببلدية تامست ولاية أدرار
يعد قصر تماسخت من أهم القصور الأثرية لولاية ادرار،إذ يعبر عن نموذج متكامل من نمط القصور الطينية الصحراويةبما يتميز به من شكل دائري شبيه بالقلاع ذات الأسوارالعالية المشيدة من الحجارة،
موقعه المميز الاستراتيجي بحيث يظهر لكل شخص يسلك الطريق الوطني رقم 06 بشكل تصميمه العام وتحصيناته الضخمة ومغارته الكبيرة.يشبه قصر تماسخت القصور المسماة بالتاوريرتأو القلاع المحصنة المشيدة فوق ربوات وهضبات صخرية التي تطرح امام الباحث اشكالية تأريخيها بسب شح المصادر والدراسات الأثرية والتاريخية حولها.
الموقع والتسمية: تعني تماسخت في اللهجة الزناتية القديمة الفجوة أو مدخل الجنان، يقع القصر جنوب مقاطعة تاسفاوت و فنوغيل على حافة انجراف مقابل لوادي مسعود الذي لا يبعد عنه سوى ب20 كلم، ويبعد عن مقر بلدية تامست بحوالي 05 كلم وعن مدينة ادرار بما يقارب 60 كلم، وتضم مقاطعة تامست أربعة عشر قصرا من أهمها غرميانو ولحمر وتيطاف.
– خلفية تاريخية: يشير بعض الباحثين ونخص بالذكر منهمواتان“watin“إلىأن أقدم الأقوام التي سكنت القصر تنحدر من قبائل عربية وفدت إليه من منطقة الساحل، كما وصل إليه مرابطون من مدينة مليانة، وفي الأخير جاءت قبيلة من نواحي تلمسان.بينما يرى آخرون من بينهم “عبد الرحمان سلكة” أن هناك أصول أخرى لسكان تماسخت بقدوم قوم استقروا في القصر من أحفاد سيدي أحمد بن يوسف الملياني،
الذي كان له الفضل في إبراز والقصر على مسرح الأحداث حيث أعطى للقصر أهميته ومكانته بين قصور الناحية كلها ، ويرجع نسب الشيخ إلى أحمد بن علي بن الحسين بن الحسن بن موسى بن معزوز التنلاني الذي ولد ونشأ بأولاد ونقال سنة 1002ه/1593م وتوفى بتنيلان عام 1078ه/1667م وعمره 76 سنة.
ويضيف “أ.ج.ب .مارتان” في كتابه الواحات الصحراوية في سنة 1904م، ومن بعده “ج .اشالييه”في دراسته حول قصور منطقة توات في سنة 1972م أن تماسخت يمكن تصنيفها في سياق القلاع الدائرية،حيث يشير الى نمط تشيدها على شاكلة تصميم القصور القديمة المنتشرة بمناطق توات وقورارة وتيدكلت،
التي تعود تاريخيا واثريا الى المجتمعات القديمة التي عاشت في الصحراء الذين أشارت إليهم المصادر التاريخية والجغرافية الإغريقية والرومانية وعرفوا بالجيتول”Gétule”،وحسب دوفيريه””Duverier فان هذه القصور كانت مأهولة في الأزمنة القديمة من طرف شعوب الجرامنت”Gramante”، وظهروا على مسرح الحياة وعرفوا منذ القرن الثامن قبل الميلاد.
-الخصائص العمرانية والمعمارية لقصر تماسخت:إن التصميم العام لقصر تماسخت يتبع تموجات الهضبة المرتفعة التي شيد فوقها، حيث أن أسواره تتخذ شكل القلعة المحصنة التي يحيطها سور مشيد بمادة الحجارة، فهو يتخذ موقع مميز واستراتيجي ومناسب لدفع أي خطر أو هجوم الأعداء والغزو وفي مأمن من فياضانات الوديان وقريبة من طرق القوافل التجارية الصحراوية وبالقرب من منابع المياه المختلفة مثل الفقارة. فقد استغل السكان الموقع للبقاء في حالة إنذار مستمر.
ما هو معروف عن المجتمعات الصغيرة أنها توضع مهمة الدفاع على عاتق القصبة المحصنة التي يحمي هذا النوع من القصور. وهذا النوعتأثر بالظروف المناخية التي كان لها أثر كبير في التحكم بشكل المبنى ونمط البناء وتخطيطه ومواد البناء المتوفرة محليا، كما تأثربالإسلام من خلال قيم التراث الإسلامي والاحتكاك مع سكان القصور الأخرى.
في حالة قصر تماسخت نجده يرتكز تصميم القصبة المحصنة خارجة عن القصر وقريبة منه يعني ملتصقة به وتسمى عادة بالقصبة المحصنة وبالزناتية أو الامازيغية “أغرم” وعادة هذه البنايات عبرة عن دور كبيرة تسكنها عائلات ميسورة أو ذوات نفوذ ومشيدة على شكل قلعة تحتل أركانها الأربعة أبراج شامخة. وتحتوي على السور والأبواب المسجد والسوق هي العناصر التي تمر بها الشوارع نجد عموما موضع مركزي تحيط به السكنات مقطوعة بممرات ملتفة والنواة المركزية المسجد أو الرحبة.
وما يميز القصر عن القصور المجاورة له هو وجود مغارة طبيعية حفرت أسفلهاستخدمها السكان منذ فترة قديمة. وهذا من طبيعة هذا النوع من القصور التي تقع على مرتفعات على قاعدة طبيعية من الكالكير وتتخذ الشكل الدائري بنيت لاغراد دفاعية بالدرجة الأولى والمراقبة الأمنية الضرورية لصد أي نوع من الغزوات.كما استغل السكان هذه المغارة في الأيام العسيرة خاصة أثناء فصل الحرارة حيث انها توفر مناخ معتدل ورطب.
– المرافق الداخلية في قصر تماسخت :
-المسجد : صمم على شكل بناء مربع صغير الحجم مقابلا لمسكن الشيخله مدخل وحيد وله أهمية قصوى بالنسبة للسكان اعتبارا لمركزه في الحياة القصورية ووظيفته مما يفسر وجود أقواس دائرية وللمسجد محراب يبين اتجاه القبلة على شكل نصف اسطواني.
–دار الشيخ :هذه الدار أو المسكن بمثابة الدار الكبيرة التي كان يقيم فيها الشيخ وكبير القوم وصاحب السلطة على الجماعة فضلا على أنه بمثابة المكان الذي كان يحتضن مختلف النشاطات في المناسبات العامة مثل لأفراح وحفظ القرآن. وكما نلاحظ أن موقع المسكن كان له أهمية لتسهيل انتقال شيخ القصر من مسكنه الى المسجد.
ويتميز المسكن بالظلمة وقل ضوء الشمس النافذةإلى داخله لأن الفتحات قليلة باستثناء بعض النوافذ الصغيرة في السقف. والإضاءة الوحيدة تأتي من خلال الفناء الصغير الغير مسقوف في الركن الشمالي الشرقي الذي يوجد فيه سلم.
–الضريح:يوجد في الشرقيةفي مدخل القصر ويتميز بشكله المخروطي وبفتحاته وبلونه الأبيض الناصع وهو يمثل جزء من الذاكرة الشعبية. ومن المرجح أن الأقواس والقباب على الضريح ترجع إلى تأثير المعمار الإسلامي القديم.
-مواد البناء:ومن بين أهم المواد المستخدمة في تشييد قصر تماسختالطين الذي يمثل مادة البناء الرئيسية حيث استخدم كمادة انشائية منذ مراحل مبكرة، ولهذه المادة بطبيعة الحال علاقة وطيدة مع المناخ المحلي، وبخاصة أن مناخ المنطقة قاري حار وجاف والصيف فيه طويل وشديد الحرارة ويصنع الطين على شكل طوب التي تخفف من ارتفاع درجات الحرارة.
ولاشك أن البناء بهذه المادة لها خصائص تتمثل في قدرتها على التقليل التوصيل الحراري الجيد. ويعزى السبب في ذلك أن الجدران تمنع مرور كميات كبيرة من الحرارة الى الداخل وفي نفس الوقت تمنع تسرب البرودة المتولدة في الداخل إلى الخارج.
والمادة الأخرى الحجارة وهيمن مواد البناء التي لا تقل أهمية عن الطين ذلك أن الحجارة تكون كأساس للجدران الخارجية وأحيانا الداخلية وذلك تقوية لها وتدعيمها وصيانته[1].ويكون البناء بالحجارةبأحجام متفاوتة الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وغالبا ما تستخدم الحجارة الكبيرة للأسوار ، وأما المتوسطة تستخدم في تشييد البيوت والمرافق الأخرى.
....................... .... .....
مراجع البحث:
طلعت رشاد اليارو، العمارة و البيئة، وقائع ندوة علمية ، تشرين الثاني، منشورات المجمع العلمي، 2003.
– Chaouche,(Boucherif),et Meriama,La Micro-Urbanisation et la ville oasis,une alternative a l’équilibre des zones arides pour une ville saharienne durable cas du Bas-sahara,Mémoire de doctorat en science,optionurbanisme,Universitéméntouré,constantine, 2007.
[1].-Watin,(O.I),Origine des populations du Touat,D’après les Traditions conservées dans le pays,Bulletin de la société de géographie d’Alger et de l’Afrique du nord,Dixième Année,1905,2eme Trimestre,
Alger,1908,p25 Martin,(A.G.P),Les oasis sahariennes ,chllameL
– De la Martiniére,(H.M.M) et La croix 👎,Documents pour servir a l’étude du nord ouestAfricaine,les oasis de l’extréme sud Algérien,étude historique politique et économique,Tome III,maison,l,danel,1894,
.Alger,1908,p25 -Martin,(A.G.P),Les oasis sahariennes ,chllameL
Echalier,(j.c),village déssertiques et structures agraire anciénne,Paris,1972. –
Jacob Oliel,Les juifs du sahara, Le Touat au moyen Age,CNRS Edition,paris,1994 –
.-SelkaAbderhmane,Notice sur le Touat,Bulletin de la société de Géographie d’Alger et de l’Afrique du nord,3eme Ttimestre,1923,P54
. H.MM De La Matiniére ,Documment pour servir a l’etude du Nord ouest Africaine.
... منقول...
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/09/2023
مضاف من طرف : patrimoinealgerie
صاحب المقال : د.محمد بن سويسي أستاذ علم الآثار قسم العلوم الإنسانية جامعة أدرار
المصدر : السياحة في ادرارTourisme en Adrar