سطيف - Ain Azal


ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ استاذاً ﻋﺎﻟﻤﺎً ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺸﻲ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ بالطريق ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ، ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﻴﺮﻫﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪﺍ ﺣﺬﺍﺀ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪﺍ ﺃﻧﻪ ﻟﺮﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒـﺔ ﻭﺳﻴﻨﻬﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ!!
ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺇﻟﻰ استاذه ﻭﻗﺎﻝ:
ﻫﻴﺎ ﺑﻨﺎ ﻧﻤﺎﺯﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﺄﻥ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﺘﺨﺒﺌـﺔ ﺣﺬﺍﺀﻩ ﻭﻧﺨﺘﺒﺊ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﺠﻴﺮﺍﺕ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻟﻴﻠﺒﺴﻪ ﻳﺠﺪﻩ ﻣﻔﻘﻮﺩﺍً ﻓﻨﺮﻯ ﺩﻫﺸﺘﻪ ﻭﺣﻴﺮﺗﻪ!
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ:
"ﻳﺎﺑﻨﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻧﺴﻠﻲ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ، ﻭﻟﻜﻦ!! ﺃﻧﺖ ﻏﻨﻲ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺠﻠﺐ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻣﺰﻳﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ؛ ﺑﺄﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻮﺿﻊ ﻗﻄﻊ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﺣﺬﺍﺋﻪ ﻭﻧﺨﺘﺒﺊ ﻛﻲ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﻴﺮﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ"
ﺃﻋﺠﺐ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻮﺿﻊ ﻗﻄﻊ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺬﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺛﻢ ﺍﺧﺘﺒﺄ ﻫﻮ ﻭاستاذه ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺸﺠﻴﺮﺍﺕ؛ ﻟﻴﺮﻳﺎ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ!!
ﻭﺑﻌﺪ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺟﺎﺀ ﻋﺎﻣﻞ ﻓﻘﻴﺮ ﺭﺙ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺑﻌﺪﺃﻥ ﺃﻧﻬﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺰﺭﻋﺔ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﺣﺬﺍﺀﻩ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺘﻔﺎﺟﺄ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺿﻊ ﺭﺟﻠﻪ ﺑﺪﺍﺧﻞﺍﻟﺤﺬﺍﺀ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺮﺝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﺟﺪﻩ ﻧﻘﻮﺩﺍً!! ﻭﻗﺎﻡ ﺑﻔﻌﻞ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺬﺍﺀ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻭﺟﺪ ﻧﻘﻮﺩﺍً ﺃﻳﻀﺎً!!
ﻧﻈﺮ ﻣﻠﻴﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻭﻛﺮﺭ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﻴﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﻠﻢ!!!
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻧﻈﺮ ﺣﻮﻟﻪ ﺑﻜﻞ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺃﺣﺪﺍً ﺣﻮﻟﻪ!!
ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ ﻭﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﻛﻴﺎ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﺭﺑـﻪ:
"ﺃﺷﻜﺮﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ، ﻳﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻭﺃﻭﻻﺩﻱ ﺟﻴﺎﻉ ﻻ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺍﻟﺨﺒﺰ؛ ﻓﺄﻧﻘﺬﺗﻨﻲ ﻭﺃﻭﻻﺩﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻼﻙ"
ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻳﺒﻜﻲ ﻃﻮﻳﻼً ﻧﺎﻇﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺷﺎﻛﺮﺍً
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺤﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ.
ﺗﺄﺛﺮ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﺍﻣﺘﻸﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻗﺎﻝ ﺍلعالم ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ:
"ﺃﻟﺴﺖ ﺍﻵﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻣﻤﺎ ﻟﻮ ﻓﻌﻠﺖ ﺍﻗﺘﺮﺍﺣﻚ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺧﺒﺄﺕ ﺍﻟﺤﺬﺍﺀ؟
ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ:
"ﻟﻘﺪ ﺗﻌﻠﻤﺖ ﺩﺭﺳﺎ ﻟﻦ ﺃﻧﺴﺎﻩ ﻣﺎ ﺣﻴﻴﺖ!!
ﺍﻵﻥ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻓﻬﻤﻬﺎ ﻓﻲﺣﻴﺎﺗﻲ:
"ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﻄﻲ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺳﺮﻭﺭﺍً ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ"
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺷﻴﺨﻪ:
ﻭﺍﻵﻥ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺃﻧـﻮﺍﻉ:
- ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻘـﺪﺭﺓ ﻋﻄـﺎﺀ.
- ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻷﺧﻴﻚ ﺑﻈﻬﺮ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻋﻄـﺎﺀ.
- ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﻟﻪ ﻭﺻﺮﻑ ﻇﻦ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﺑﻪﻋﻄـﺎﺀ.
- ﺍﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﻋﺮﺽ ﺃﺧﻴﻚ ﻓﻲ ﻏﻴﺒﺘﻪ ﻋﻄﺎﺀً.
وأبسط العطاء ابتسامة!!
ﻓﻬﺬﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀﺍﺕ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﻔﺮﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺑﺎﻟﻌﻄﺎﺀﺍﺕ ﻭﺣﺪﻫﻢ..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)