ضريحه:
توفي الإمام الهواري حسب المزاري صبيحة يوم السبت 12 ربيع الثاني سنة 843 هجرية الموافق ل 22 سبتمبر سنة 1439 ميلادية ، وهو خطأ حسب المؤرخ يحيى بوعزيز حيث ان وفاته حسب رأيه كانت 10 أيام قبل هذا التاريخ أي يوم 2 ربيع الثاني وليس 12 الموافق ل 12 وليس 22 سبتمبر
لكن ليس هذا ما يهمنا كثيرا في موضوعنا هذا بل ما يهمنا هو مكان الدفن والذي يرجعه الكثير من المؤرخين إلى مدينة وهران وبالضبط في الحي الذي يسمى بإسمه ( حي سيدي الهواري ) وضريحه موجود به وقد جاء من رأى ذلك بشواهد عديدة من بينها ما نقل أبي عبد الله محمد بن عبد المؤمن قاضي المالكية بالجزائر يحرض أمير الجزائر في وقته حسن باشا على غزو وهران وإنتزاعها من يد الإسبان الذين كانوا قد إحتلوها ، حيث يقول
نادتك وهران فلب نداها *** وأنزل بها لا تقصدن سواها
واحلل بتلك الاباطح والربى *** واستخرصخن دفينها الاواها
ودفينها الأواها يعني به الإمام الهواري حسب شراح القصيدة.
ويضيف المزاري ويؤكد على قارىء كتابه بأن لا يلتفت إلى الأقوال التي تقول بأن الشيخ الهواري غير مدفون بوهران بل دفن بسيدي المسعود بتارقة وبسيدي سعيد بشافع ويرى أن تلك مجرد خرافات العامة.
لكن ما ذهب إله المزاري وغيره لم يوافقهم فيه البعض الآخر مثل الباحث كازانوفا الذي يقول أن الإمام الهواري دفن داخل حوش محاط بسور في قرية بني تالة لكن دون إعطائنا أين يقع هذا الحوش ولا أيضا أين تقع هته القرية بالضبط.
وقد كنت نشرت أمس صورة إلتقطها أحد المؤرخين الفرنسيين سنة 1931 لأفراد أسرة إدعى أنها أسرة سيدي الهواري والذين أكدوا له هم أيضا أن جدهم الإمام الهواري غير موجود بضريحه المتعارف عليه بوهران لكن دفن بضريح صديقه الشيخ سيدي سعيد بقرية حاسي الغلة على الطريق المؤدي إلى عين تموشنت وأما الضريح والمسجد الحاليا اللذان يحملان إسمه بوهران فقد أسسهما حفيداه الحاج حاجي وحمو بوعيزار سنة 1793 ميلادية وهي سنة بعد خروج الإسبان النهائي من وهران ( أنظر الصورة المنشورة بالأسفل وهي تعود لسنة 1931 لضريحه من الداخل بمدينة وهران وأقول أحفاده كما سمعها منهم المؤرخ الفرنسي ).
وكان المؤرخ يحيى بوعزيز رحمه الله وجزاه خيرا إهتم بالموضوع وعمل بحث في ذلك وإنتقل حسب ما ذكره للتاكد من تلك الأقوال سنة 1987 إلى الأماكن التي ذكرها المؤرخ الفرنسي حيث ذهب إلى ضريح سيدي المسعود قرب قرية تارقة وهي شمال قرية المالح حسبما ذكر وقال أنه وجد بالضريح قبر واحد فقط ووجد بجانبه مسجد صغير سقفه بدأ ينهار لكنه وجد على بعد امتار آثار قبر آخر داخل حويطة محاطة بثلاث جدران ولم يجد من يخبره لمن هذا القبر ، ثم قام بزيارة لضريح آخر غرب قرية تارقة يحمل إسم سيدي الهواري وكان ذلك في نفس السنة (1987) ووجد هناك ضريح سقفه مهدم واكد له أحد الرجال الذي إلتقى بهم هناك أن هذا الضريح ليس للإما الهواري المعروف بل هو لرجل آخر يدعى الهواري كان صديقا وتلميذا للشيخ بختي بن عياد دفين قرية سيدي بختي ببلاد غمرة شمال قرية حمو بوتليليس .
كما يذكر لنا الاستاذ يحيى بوعزيز أن ضريح الإمام الهواري بوهران يوجد به تابوت خشبي ولا وجود لأي علامة قبر تحته بل هناك أرضية عادية
ويذكر أيضا أنه في سنة 1944 دفن معه مفتي وهران في وقته الشيخ بولحبال القسنطيني .
ويذكر أخيرا أن الروايات العديدة المتواترة عن دفنه بوهران يصعب تكذيبها لكونه عاش بها وشهرته بها ولكون الكثير من تلامذته شهدوا بذلك لكن الأمر الذي يجعل باب المناقشة مفتوح حول مكان دفنه هو ما سنتعرض له عند ذكر ترجمة تلميذه الشيخ إبراهيم التازي والتي من خلالها سيتضح للمتابع انه فعلا توجد شكوك حول ذلك كما سنبينها بحول الله.
ملاحظة : كنت أود أن أزور وأتأكد من كل تلك الأماكن التي ذكرها المؤرخ يحيى بوعزيز لكن الظروف منعتني من ذلك حتى اللحظة لكن بحول الله سأفعل في قادم الأيام بحول الله اذا كان في العمر بقية وذلك للمعاينة عن ما قيل عن قرب ومحاولة التقاط صور للتوضيح إن أمكنني ذلك فالصورة أحيانا أبلغ من الكتابة
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/04/2024
مضاف من طرف : soufisafi