يواصل نظام المخزن، المتهالك داخلياً وخارجياً، بثّ سمومه ونشر عدائه ضد الجزائر، مستغلاّ في ذلك كل الوسائل القذرة والأساليب الدنيئة.إثارة الفتنة والقلاقل وترويج المخدرات، هي اللعبة الوحيدة التي يُجيدها المخزن، بل ويُغالي في تنفيذها ضد جيرانه من دول الجوار، حيث يحتضن من باعوا ذممهم ويدعمهم مالياً وإعلامياً من أجل ضرب استقرار الجزائر، وهي خطوة عدائية تتّخذها الرباط في محاولة يائسة منها لصرف أنظار العالم عن المشاكل الداخلية التي تعيشها «مملكة الحشيش».
مع كل خطوة عدائية يتّخذها المخزن ضد أسياده، فإنّه يزيد من تضييق حبل المشنقة حول عنقه، ويُقحم نفسه في تناقضات تهدّد استقراره قبل أن تؤثر على الجزائر، إذ إن دعم المخزن لجماعات إرهابية على غرار «الماك» و«رشاد» ومن يسير في فلكهم ممّن باعوا ذممهم، لا يعدو كونه، حسب متابعين، مجرّد رد فعل عن تخبّط المخزن وضياع بوصلته الأخلاقية وإفلاسه السياسي، كما ينطوي كذلك على مخاطر كبيرة قد تُشعل المملكة من الداخل بسبب احتضانه لوقود قد يؤجّج نزعة الاستقلال لدى أقاليم جديدة بعد منطقة الريف.
رفع نظام المخزن المغربي من مستوى عدائه وحقده الدفين ضد الجزائر، ليصل إلى مرحلة التورّط في حملات مضلّلة، يتم التخطيط لها داخل أكشاك إعلامية تفتقر للمهنية والمصداقية، حيث وصل به التيه السياسي والخُبث الأخلاقي الى درجة إطلاق حملة على منصات التواصل الاجتماعي، وفي حقيقة الأمر، هذه الحملة هي إسقاط حرفي لواقع الشارع المغربي، الذي يعاني الويلات جراء تدهور المعيشة وتدني مستوى حقوق الإنسان في مملكة الحشيش.«مانيش راضي»..لسان حال المغاربةحملة «مانيش راضي»، كانت آخر سقطات نظام المخزن المتهالك، وفضيحة أخلاقية أخرى من مسلسل طويل من الفضائح المسجّلة، والتي فاحت رائحتها في كل القارات، ووقف الإعلام العالمي شاهداً عليها بالأدلة والثوابت، بدءا من تورّط دبلوماسيين مغربيين في فضائح جنسية في دول أمريكا اللاتينية، وصولاً الى شراء الذمم في إفريقيا، مروراً بفضائح التجسّس والمخدرات في أوروبا.
المتابع للشأن الداخلي لنظام الرباط، يدرك على الفور أن الشعب المغربي هو الوحيد الذي يحق له الصراخ بأعلى صوت قائلاً «مانيش راضي»، «مانيش راضي»، عن الوضع الاقتصادي الذي وصل إليه المغرب وارتفاع المديونية الداخلية والخارجية لتلامس حدود 100 مليار دولار، «مانيش راضي» عن ارتفاع نسبة البطالة لتتجاوز عتبة 24 % حسب تقارير مغربية رسمية، «مانيش راضي» عن تأخّر تعويض ضحايا زلزال الحوز، الذين مضى على معاناتهم أزيد من عامٍ كامل، «مانيش راضي» عن حالة التخبّط المجتمعي، وانتشار الدعارة والمثلية والسطو والمخدرات في كبريات المدن المغربية، «مانيش راضي» عن ارتفاع نسبة الهجرة السرية لأبناء المغرب وارتمائهم في أحضان البحر، «مانيش راضي» عن التهجير القصري لمئات العائلات المغربية من مساكنهم، ومنحها دون وجه حق لليهود الفارّين من ضربات المقاومة، «مانيش راضي» عن مستوى التطبيع المخزي ثقافيا، عسكريا وسياسياً مع الكيان الصهيوني، «مانيش راضي» عن سنوات الجمر والرصاص خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وما خلفته من ثكالى وأيتام ومختفين، «مانيش راضي» عن قمع الحريات وانحصار مستوى الديمقراطية، وتكميم أفواه المغاربة المطالبين بكرامة العيش، «مانيش راضي» عن الاختفاء القسري لنشطاء حقوقيين وصحفيين، كان جُرمهم الوحيد كلمة حق في وجه سلطان جائر.حملـة صهيـو ـ مخزنيـة لضرب الاستقــرارمغالاة المخزن في طيشه وعربدته ضد الجزائر، لا يمكنها محو خطيئة حرب الرمال من سجله الأسود، كما لا يمكن لحملة صبيانية على مواقع التواصل الاجتماعي أن تُسكت تلك الأصوات التي تتعالى من داخل المغرب مطالبةً بالإصلاح السياسي والاجتماعي، مناديةً برفع الغبن عنهم وتحقيق أدنى شروط الحياة الكريمة.
كان الأولى بالمخزن أن يجد حلاّ للعديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تثير قلق المغاربة، بما فيها مشاكل حرية التعبير التي تتعرّض لقيود متزايدة، حيث يتم اعتقال الصحافيين والنشطاء السياسيين الذين ينتقدون الحكومة أو يعارضون قراراتها، وهو ما يتعارض مع وعود المخزن بالتنمية الديمقراطية.
الأولى بنظام المخزن، كذلك، أن يجد حلاً للفجوات الاجتماعية والاقتصادية بين المدن الكبرى والمناطق الريفية في شرق البلاد، أين تعاني العديد من القرى والمداشر من الفقر والتهميش، وتنعدم فيها فرص التعليم والتوظيف والتهيئة الحضرية ووسائل المواصلات.
في هذا السياق، أكّد أستاذ القانون بالمركز الجامعي علي كافي، الدكتور علي سالم نور الدين، إن أبواق المخزن المغربي تحاول تصدير العجز والتضخم ومختلف المشاكل الاقتصادية التي تعيشها المملكة، ولم تجد من متنفّس لذلك سوى الجزائر التي تشهد ازدهاراً وانتعاشاً اقتصادياً متسارعاً منذ السنوات القليلة الماضية.
وقال المتحدّث إنّ هذه الأزمات والتخبطات الداخلية التي يعيشها المغرب، تتزامن مع ارتفاع نسبة البطالة الى 24.3 % خلال العام الحالي، واحتلال المغرب المرتبة 148 عالمياً في المؤشر العالمي للحريات الإنسانية وحقوق الإنسان.
وذكّر نور الدين بالوضع المعيشي لسكان المملكة، مشيراً إلى وجود قرى في المغرب بدون كهرباء وارتفاع أسعار المواد الغذائية واسعة الاستهلاك، كل هذه المعطيات – يواصل محدّثنا – والمشاكل المسكوت عنها خوفاً من السجن والتنكيل، دفعت بنظام المخزن الى جعل الجزائر شماعة يعلق عليها كل إخفاقاته، وهدفاً مستباحاً لمهاجمته على مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق مجموعة من العملاء والمرتشين.
أمّا عن الوسم الذي أطلقه المخزن عبر عملائه في منصات التواصل الاجتماعي، تساءل المتحدّث عن وضعية الشعب المغربي، وهل هو حقاً راضٍ عن تصدير نسائه الى الدول الأجنبية للعمل في الحقول وامتهان الدعارة؟. وسوم : نظام المخزن
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/12/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب أونلاين
المصدر : www.echaab.dz