لا يمكن الاستغناء عن الزلابية، فهي واحدة من أكثر الحلويات شعبية خلال شهر رمضان. حتى اليوم، تظل أصولها غير مؤكدة وتدور حولها العديد من القصص.
في الجزائر، لا شك أن بوفاريك تبرز في صنع هذه الحلوى. بعض العائلات في المدينة، مثل عائلة شنون وعائلة أكسيل، تواصل هذه التقليد منذ أكثر من قرن. سواء كانت طويلة، مستديرة أو على شكل أعواد، فإن هذه الحلوى التي تقع بين الحلويات والكعك، تزين بشكل لا محالة الموائد خلال شهر رمضان. ولكن رغم أن أصلها غير معروف، تظل الزلابية محاطة بأسرار وقصص فريدة.
يرجع بعض الناس أصلها إلى الأندلس، والبعض الآخر إلى سوريا. وفقًا لإحدى الأساطير، يُقال أن صانع حلوى أندلسي سكب بالخطأ العجين المعد لتحضير كعكة أخرى في الزيت المغلي للقلي، ثم صرخ عندما رأى شكل الزلابية يتشكل في مقلاه: "هذه زلة بي" والتي يمكن ترجمتها إلى "إنها كارثة حقيقية".
قصة أخرى تدور أيضًا في الأندلس، تروي أن ملكًا طلب من كبار الطهاة أن يبتكروا كعكة جديدة تكون أصلية، غنية ولذيذة لوقت الإفطار. عمل الطهاة بجد وعندما انتهوا، فخورين بوصفاتهم الجديدة، سارعوا لتقديم الكعكة للملك التي لم تكن لها اسم بعد. ومع اقتراب غروب الشمس، لم يرغب الطهاة في التأخر على القصر للإفطار، فركضوا بأطباق الكعكة على رؤوسهم. فجأة، انزلق أحدهم بصحنه الأكثر امتلاء وبدأ يصرخ: "يا ربي زلة بي... زلة بي..." مما يعني تقريبًا: "يا إلهي، الطبق انزلق..." الملك، مغرمًا بحلاوة ودقة هذه الكعكة وأيضًا بضحكة كبيرة، أطلق عليها اسم "زلابية".
أسطورة أخرى تروي أن خبازًا نسي عجينه. عند عودته في اليوم التالي، ورأى أن العجين قد تخمر، صنع منه قليًا ثم غمره في العسل. لاقت ابتكاره نجاحًا كبيرًا!
الشاعر ابن الرومي، الذي كان أصله من بغداد، تحدث عن الزلابية في أبياته ووصف هذا العجين الأبيض الذي كان يشبه الفضة وعندما يطبخ ويتشرب بالعسل يتحول إلى ذهب.
مهما كان الحال، فإن أصل الزلابية يظل لغزًا كاملًا. إلى أن يتم حله، أتمنى لكم مساءً جميلًا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/09/2024
مضاف من طرف : Oualid06