عنابة - HISTOIRE


تحتل قرية سرايدي السياحية موقعا استراتيجيا على إحدى قمم الإيدوغ الشامخة و هي عاصمة بلدية سرايدي التي تشمل أيضا الإيدوغ ،
بوزيزي و عين بربر . تتوزع على أحياء عدة و هي سرايدي وسط ، حي تمام ، الرندة ، دار سمير و سيدي نوار و هي عبارة عن تجمعات سكانية أنجزت في إطار الاستفادة من قطع أرضية فهي سكنات بناها أصحابها تـفتقد إلى طابع عمراني منسق رغم أن أغلبها ذو طراز لائق ما أعطى للقرية منطرا رائعا مع انتشار القليل من العمارات و بعض المركبات على غرار فندق المنتزه و مستشفى مختص في إعادة التأهيل الحركي و مركب رياضي ، تتصل هذه الأحياء و المركبات بشبكة من الطرقات الضيقة ما جعل السير بها صعب خاصة في موسم الاصطياف حيث تبلغ السياحة أوجها في هذا الفصل رغم بعد القرية عن شاطئ البحر و قلة المرافق السياحية و هذا لاتصالها المباشرة بطبيعة خلابة تغلب عليها الأشجار العالية و الظلال الوارفة و العديد من الينابيع الدائمة الجريان منها عين موحكيم و عين بوحدادة و عين باطوار و غيرها و الوصول إلى سرايدي يضعك على طريق كثير التعرجات و الارتفاعات لكن الكثير من السواح يختارون المصعد الهوائي للتمتع بالمناظر الجميلة التي ترسمها الغابات الكثيفة وهي تغطي المرتفعات و السفوح ، يختفي هذا المشهد فجأة كلما شبت به حرائق تأتي على الأخضر و اليابس فيتحول إلى سواد محزن . الوصول إلى سرايدي يكون عند الساحة العموية ( لابلاسات ) فهي وسط المدينة يؤمها السكان و الزوار ، و الوجهة غالبا هي طريق المنتزه إلى خارج القرية نحو الإيدوغ و بوزيزي و إلى عين بربر أحيانا عبر طريق محفوف بالأشجار المرتفعة فهي مناطق تفتح شهية الاستجمام . و رغم إننا لم نجد معالم أثرية بمناطق سرايدي سوى تلك التي تعود إلى الاحتلال الفرنسي فنجد حديث كثير عن قناة الرومان أو ( L’aqueduc Romain ) لنقل الماء الشروب من أنحاء بوزيزي و سرايدي إلى مدينة هيبون ( عنابة ) هذه القناة التي اكتشفت بعثة طلابية من جامعة عنابة مختصة في الهندسة المعمارية آثارا لها سنة 2012 بأعماق الإيدوغ و بعد دراسات تبين أنها جزء من هذه القناة الرومانية هنا نتحدث على آثار تعود إلى ما يقارب 2000 سنة باعتبار الاحتلال الروماني للجزائر كان سنة 42 م ، كذلك نجد الحديث عن المَدْرَج أو (Les 500 Escaliers ) و هو مَدْرَجْ من الحجارة بمحاذاة القناة لتسهيل الأشغال بها و مراقبتها بقي إلى زمن ليس ببعيد . نذكر أيضا الغابات الكثيفة و المتنوعة التي كانت تكسو جبل الإيدوغ فقد كانت أشد كثافة و أكثر تنوعا مما عليه حاليا و كانت تشكل مأوى لكثير من الحيوانات المفترسة كالسباع و الأسود و النمور و الضباع و كانت هذه الوحوش الشرسة تهدد القرويين و مواشيهم لذا عاش السكان صراع دائم معها كما أصبحت مطاردة لوضعها في حدائق الحيوانات بأوربا و ذكر المؤرخون أن آخر الأسود البربرية ( أسد الأطلس ) في الجزائر قتل في جبل الإيدوغ سنة 1890 على يد المستعمرين كما ساهم شق الطرقات في القضاء على هذه الثروة الحيوانية و إلحاق الضرر بالثروة النباتية و خاصة بعد دخول العمران إلى هذه الغابات فأول ظهور للعمران بسرايدي كان سنة 1847 حيث أقيم بالمكان المسمى عين برواقة سابقا تجمعا سكانيا للمعمرين أطلق عليه بعد ذلك اسم ـ بيجو ـ إلى أن اتخذ اسم سرايدي بعد الاستقلال .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)