تندوف - HISTOIRE


العلم جكني
يقال في الأثر [ كاد العلم أن يكون جكانيا ] مقولة تتردد بشكل كبير في وسطنا البيظاني، كثيرون من يعتبرونها مبالغة ، إذ أنها تعبر عن أن العلم ببلاد البيظان محصور بمضارب قبيلة تجكانت ، و أن القبائل الأخرى لم تقدم شيئا مقابل ما قدمته هذه القبيلة للعلم ، لكن هاته القولة تعكس الحقيقة ، نعم إذا قيل أنه كاد العلم أن يكون جكاينا فأنا أقول العلم ببلاد البيظان جكني بامتياز [ في فتراته التاريخية على الأقل ] .

قبيلة تجكانت هي إحدى قبائل الزوايا بمجال البيظان ، لا يكاد موضع يخلوا من وجود مضارب لها به من الحمادة شمالا إلى الحوضين الشرقي و الغربي جنوبا ، ملأ علماؤها البلاد طولا و عرضا ، بل أكثر من ذلك توجه بعضهم نحو مصر و الحجاز و الشام و تونس و السودان ، و اشتهر علاماؤها بالمشرق و المغرب ، و كانت مضارب هاته القبيلة تعج بالفقهاء لدرجة أن نساء هاته القبيلة كن عالمات فقيهات شاعرات و أديبات ، ناظرن الذكور في مسائل شتى .

لقد سخرت هذه القبيلة كل جهودها للعلم و خدمته ، و أهم من بزغ من أبنائها و الذي لا زال ذكره راسخا إلى يومنا هذا الشيخ سيدي حبيب الله بن مايأبى الجكني ، هذا العالم بلغ من الثبات في العلم ما جعله شيخ مفتي لا يشق له غبار ، لم يتوان عن محاربة أصحاب البدع الضالة محاربة جرد لها ما يملك من ملكة علمية و أدبية خصوصا أرباب الطريقة التيجانية ، فقد اشتهر بواسع أدبه ، و نظمه للقصائد العربية ، و له قصة طريفة في هذا الباب ، إذ زاره أحد و وجده مستلقيا و تلميذين له بجانبه يملي لواحد بيتا و يملي على الآخر بيتا آخر ، حتى أكمل نظم قصيدتين طويلتين من 80 بيتا ليس بينهما اي شبه . هذا نموذج لعالم جكاني


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)