تلمسان - MUSIQUE

ليلى بورصالي: “ألبوم للأمل” لمسة أندلسية عصرية تحمل في طياتها رسالة إنسانية نبيلة



ليلى بورصالي: “ألبوم للأمل” لمسة أندلسية عصرية تحمل في طياتها رسالة إنسانية نبيلة
ليلى بورصالي الفنانة الصاعدة التي ذاع صيتها لدى محبي الفن الأندلسي العريق، هذا الفن الذي ضم إلى رحابه صاحبة الصوت الجوهري العذب الذي يرنو بالموشحات والقصائد الأندلسية، و الذي مزجت فيه الفنانة ببراعتها و تمكنها في هذا الطابع الغنائي بين الأصالة والمعاصرة، و هو ما تحمله جل ألبوماتها التي أخذت مكانة وسط كبار وعمالقة فن الأندلسي الأصيل.

طرحت ليلى بورصالي أخر ألبوم لها خلال هذه السنة تحت عنوان “الأمل” يضم 11 أغنية كلها احكي عن الحب و الجمال و السلم و الأمان التراث و التقدم، كل أغنية أعطتها حقها في اللحن و الكلام المهذب العذب الذي يتميز به الفن الأندلسي، و جاء في ألبومها كل من أغنية ” متشالية جاركة “وتوشية جاركة “ومصدر جرأة في الحب “وبطايحي معاك “ودرج أعين الناس “واستخبار عشق “وانصراف 1 بعيدا عنك “وانصراف 2 سعادة الغرام ” ومر الكلام وخلاص “1 الحب سلطان وخلاص 2 “إنتصار وخليوني نهوى”.

وفي حوار جمع سيدة الفن الأندلسي “ليلى يورصالي” بجريدة “الجزائر” تمكنا فيه من كشف مدى تعلقها بهذا الفن الذي رافقها منذ الصبا و لم يترك جزءا من محبتها لهذا الفن إلا و استحوذ عليه.

– هل كان من السهل عليك ولوج عالم الغناء و اختيار الفن الأندلسي بالذات؟

الموسيقى الأندلسية هي جزءا من عالمي، كبرت في أسرة فنية مشبعة بالحس الموسيقي و الفن العريق، و بالأخص الموسيقى الأندلسية، حيث كانت عائلتي تنظم أمسيات الموسيقى الأندلسية ، و كانت تلك هي الانطلاقة لعشقي و حبي للغناء في هذا الطابع، و كان هدفي الوحيد هو تعلم الكثير و الوصول إلى ما وصل إليه أساتذتي وعمالقة المطربين في الفن الأندلسي، حيث كنت أتنقل بين الجزائر العاصمة و تلمسان مسقط راسي أين تلقيت مبادئ هذا الفن، و بين المدارس و الجمعيات الموسيقية الأندلسية بالجزائر العاصمة، أين أطرني السيد عبد الهادي بوكورة ، قائد رابطة الفنون الجميلة و الذي ساعدني تسجيل أول ألبوم لي و هي بداية المغامرة.

– للموسيقى الأندلسية أنماط أي منها كانت الأقرب إليك و برعتي فيها؟

أفضل النوبة فهو النمط الذي أجده مهيبا من خلال سلسلة القصائد الصغيرة، بالمقارنة مع الموشحات، فقد وجدت ـن هذا الطابع به كم هائل من الإيقاعات التي تنتقل من الأبطأ إلى الأسرع. ومن ثم ، أجد أنه من خلال النوبة بإمكاني سرد القصص في العديد من الحلقات.

– أي من الآلات الموسيقية التي تلعبين على أوتارها؟

خلال فترة تدريبي، لعبت على آلة الماندولين كأداة أساسية ، ثم الكويترا التي ترافقني منذ ذلك الحين، وبعد مضي عامين ، فضلت أن أكرس نفسي بالكامل للغناء، مما دفعني للتخلي عن أداتي و الغناء من دونها و ذلك من اجل تحسين أدائي الصوتي.

– حدثينا عن مشاركتك الأخيرة في الصالون الدولي الرابع للإبداع المنظم من طرف ONDA ؟

هو شرف عظيم لي أن أكون من بين الفنانين الحاضرين في هذا الصالون الذي ضم المبدعين الشباب و عديد الفنانين المحترفين في عديد المجالاتـ و زيادة على ذلك هو ارتقاء هذا الصالون أن يكون دوليا و حضور أزيد من 12 دولة عربية و أجنبية، حضوري كان في جناح “باديدو”، أين إلتقيت بجمهوري و متابعيني فهي الفرصة التي اغتنمتها لأكون لأقرب منهم و الحديث معهم و كذا البيع بالإهداء لألبومي الجديد “للأمل” الصادر عن شركة “باديدو “.



– ماذا عن جولاتك الفنية للتعريف بألبومك الجديد “للأمل”؟

جولتي الفنية لازالت متواصلة عبر العديد من الولايات، وهي الأولى من نوعها في برمجة ولايات لم أزرها من قبل، و انطلاقة جولتي لعام 2018 كانت بدايتها الأولى من أوبرا الجزائر بوعلام بسايح بالعاصمة، أين أحييت حفلا فنيا في 24 مارس الماضي جمعت فيه المسرح والرقص المعاصر والموسيقى، إضافة إلى عرض فيلم قصير من إخراج بلقاسم حجاج والمتعلق بأغنية خليوني نهوى من ألبومي الجديد.

– ألبومك الجديد يحمل رسالة سامية عن “الأمل” هل لك أن تكشفي لنا عنها؟

يدور محتوى الألبوم الجديد “للأمل” حول قصة الحب المستحيل التي حدثت في فترة ماضية بالأندلس، فهي قصة حقيقية لم تكن من نسج الخيال والتي تدوالها المجتمع بكثرة وعليه فهذه القصة تعد رمزا لحكاية عنتر وعبلة وروميو وجولييت و إزابيلا وعاصم أين اخترعت قصة حب أخرى بين “طارق وتامندرا” وهما ينتميان للجزائر ولكنهما من مناطق مختلفة، حيث أننا اعتمدنا في هذه القصة على قصة طارق وتامندرا والمغزى الحقيقي من خلال هذه القصة هو تسليط الضوء على الإختلاف وقبول الٱخر، كما جاء فيها معاني ضد العنصرية وهذا كله لكي نحقق هدفنا الأسمى لتوعية المجتمع الجزائري حتى يصبح يفكر بإيجابية أكثر في حياته المستقبلية، وهذا ما يجعله يتغلب على التفكير والنظرة السلبية لحياة الإنسان عبر الموسيقى الأندلسية التي ترتبط أغانيها بمسائل واقعية يعيشها المجتمع اليوم وعليه فهناك أشعار في هذا الألبوم تتحدث عن هذا الأمر وبالتالي علينا أن لا نركز فقط على التراث الأندلسي لوحده بل لابد من توظيف كلمات عصرية عبر الأغاني الأندلسية مع إضفاء الفنان لمسته الشخصية التي تميزه عن باقي الفنانين الٱخرين.

– ما هي أهم الولايات التي زرتها في إطار الترويج لألبومك الجديد ؟

مسقط راسي تلمسان هي أولى المناطق التي أحييت فيها سهرات فنية احتفاء بالألبوم الجديد، لتليها لؤلؤة الغرب الجزائري وهران إضافة للجزائر العاصمة، حيث أننا كنا مبرمجين لإقامة حفل فني في ولاية عنابة إلا أن الفاجعة الأليمة التي بسقوط الطائرة العسكرية و التي راح ضحيتها العديد من الشهداء الجزائريين، الحادثة الأليمة جعلتني ألغي جولتي الفنية في الشرق الجزائري حتى موعد قادم أين سنحيي حفلات فنية في كل من بونة وبجاية ومستغانم وعليه فنحن نريد المشاركة في كل الولايات الجزائرية وبالتالي فمن أجل ضمان تنقل فريقنا المتكون من 24 فنانا على المنصة فهذا يتطلب تخصيص ميزانية مالية معتبرة للتكفل بكل المصاريف وهذا الأمر صعب لذا لجأنا لطلب الدعم والمساعدة من وزارة الثقافة ووزارة السياحة والصناعات التقليدية والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والديوان الوطني للثقافة والإعلام والمركز الجزائري لتطوير السينما ومجمع الفنادق والسياحة والحمامات المعدنية وأونات” وغيرهم من الممولين الخواص الذين دعمونا كثيرا في مختلف جولاتنا الفنية في ربوع الوطن.

– ماذا عن برنامجك الفني في شهر رمضان ؟

تنتعش حفلاتي الفنية في الشهر الفضيل و هذا ضمن الجولات الفنية و السهرات الفنية التي احييها في العديد من الولايات، و رمضان 2018 هو مميز بالنسبة لي لأنه جاء في فترة طرح ألبومي الجديد “للأمل” و الذي يحمل العديد من الموشحات و القصائد الحاملة لقصص الحب و الغرام، سأشارك طيلة شهر رمضان في إحياء مجموعة من السهرات الفنية في بالجزائر العاصمة و من بين الفضاءات الثقافية التي سأكون حاضرة فيها، المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي وفي قاعة ابن خلدون وقاعة ابن زيدون وقاعة الموقار أين سنقوم بإحياء سهرات فنية رمضانية خاصة بألبومي الجديد” للأمل ” كما أنني سأشارك في وهران وتلمسان .

– كيف كان إقبال الجمهور الجزائري للحفلات الفنية التي نشطتها في العديد من الولايات؟

تحفيز الجمهور لي و إقبالهم الكبير على حفلاتي التي أحييها في عدة ولايات، جعلني أتمسك بفني و موهبتي و عشقي لموسيقى الأندلس، والشيء المميز في معظم حفلاتي الفنية التي نشطتها في العديد من ولايات أنها لقيت إقبالا كبيرا للجمهور، ففي المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران حظيت بتوافد العائلات الوهرانية بكثرة وفي تلمسان نفس الشيء وفي أوبرا الجزائر بالعاصمة، أين لاحظنا حضور كثيف وقياسي بلغ 1500 شخص وهذا بحكم مدرسة تلمسان ومدرسة الجزائر العاصمة في الأغنية الأندلسية التي تربطهما علاقة وطيدة ونطمح أن تكون الأغنية الأندلسية محبوبة في الشرق الجزائري في عنابة وغيرها من المدن الأخرى عبر حفلاتي الفنية التي سأنشطها مستقبلا والتي أتمنى أن تحقق النجاح المرجو منها كما حدث في العاصمة ووهران وتلمسان، و طموحي الكبير هو أن أصل إلى الجنوب الجزائري لأوصل نفحات الموسيقى الأندلسية لكامل ربوع الوطن.

– ما هي مشاريعك المستقبلية ؟

أحاول أن أعطي القدر الكافي من الاهتمام لألبومي الجديد الذي أركز على تعريفه للجمهور الجزائري ، و الذي يحمل كلمات وموسيقى جديدة حيث أريد من هذا العمل أن أمنحه كل وقتي ليأخذ نصيبه الأوفر حتى ينال النجاح الكبير فهذا الألبوم يتميز عن باقي ألبوماتي السابقة في التراث ومنها من تزاوج بين التراث والإبداع لكونه ألبوم مئة بالمائة إبداع وفي كل مرة أقدم إضافة جديدة من خلال ألبوماتي ، وفي نفس الوقت أنا أفكر في ألبوم ٱخر إلا أنني لم أشرع فيه و هذا بسبب ارتباطي بالجولة الفنية التي أقوم بها حاليا.

– أي من الأغاني التي أسرت قلبك في الألبوم الجديد؟

“خليوني نهوى” هي القصيدة الأقرب إلى قلبي و التي وجت نفيسي أميل لها عن غيرها بسبب صدق القصة التي تروي عن الحب الحقيقي، القصيدة تقول: يا قلبي دقت الهوى …أتركني نهوى من نريد … لا تعذب كل من هو وليع … يا قلبي لله لا تزيد …. يا قلبي لا تخاف من اللوم …. لا تتركني وحيد فريد ….. لاقيني بقلب العشيق …. نتمتع بوصل جديد … إلى أخر القصيدة.



لمحة عن ليلى بورصال

تعرف بورصالي (1976) بغناء المقامات الأندلسية ومنها النوبة والحوزي وفي غناء رصد الذيل ونوبة الغريب، وقد بدأت مشوارها عام 1989، وانضمّت إلى جمعية “أحباب الشيخ العربي بن صاري” في تلمسان سنة 1994. قبل أن تنتقل إلى فرنسا، وهناك قامت بتأسيس جمعية فنية مع موسيقيين آخرين تسمى “جمعية أنغام الأندلس”، حيث بقيت في باريس لمدة 16 سنة، تخصّصت بورصالي في الغناء الأندلسي وعلى وجه الخصوص قالب النوبة، وهو قالب جاء من الأندلس، يضمّ في داخله الموشّح والأزجال والحوزي، ويتميّز بتتالي إيقاعاته وتنوّع موضوعاته، كما تغنّي الفنانة أيضاً ضمن قالب الحوزي الذي نشأ بعد وصول فن النوبة إلى شمال أفريقيا، ويتميّز الحوزي بطول قصيدته ووحدة موضوعها، على عكس النوبة المرنة والتي تتنقل فيها بسهولة بين الموشّح والزجل.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)