الجزائر

70 دج ثمن الرحلة من عين النعجة إلى أول ماي بالميترو



يعرف حي عين النعجة بجسر قسنطينة، دخول خط جديد لحافلات النقل العمومي حيز العمل، يربط عين النعجة بحي البدر، منذ تاريخ افتتاح المترو وتوجيهه للاستغلال التجاري، مهمته تقريب سكان عين النعجة المعروف بكثافته السكانية العالية، من أولى محطات المترو وهي حي البدر·غير أن ما أثار استياء السكان هو التسعيرة المرتفعة التي يتكبدها الراغبون في التوجه إلى المترو، تسعيرة هذه الحافلة، تقدر ب 20دج وإذا أضفنا عليها تسعيرة تذكرة المترو المقدرة ب 50دج، يصبح الناتج 70دج، وهو سعر خيالي للوصول فقط لساحة أول ماي، في حين أنه بإمكان المواطنين الانتقال إلى ذات المكان دون دفع أكثر من 30 دج في حافلات النقل العام أو 20 دج في حافلات النقل الخاص، وهو الأمر الذي أثار استغراب ودهشة بعض المواطنين، إذ تساءل أحدهم قائلا إذا كان سعر تذكرة المترو نفسها مرتفعة، وبسببها عزف العديد من المواطنين عن ركوبه، فلماذا أضافوا له تسعيرة أخرى من المناطق التي تؤدي في النهاية إليه، وبالنسبة له فالمترو ليس موجها للشعب عامة مثلما هو معمول به في باقي الدول الأوروبية، بل اقتصر فقط على أصحاب الطبقة الغنية التي لا تتأثر بمثل هذه الأسعار، لينهي كلامه أنه إذا كان سعر 50 دج قوبل بالرفض لدى البعض من المواطنين، فما بالك ب 70دج·
المواطن (م·د) من جهته قال إنه لن يدفع تكلفة 70دج لقطع مسافة 9 كلم، فيما أنه في المقابل بإمكانه قطع مسافة 50 كلم -أي من الجزائر إلى البليدة- بسعر 50دج، ليضيف أن القائمين على المترو تناسوا بأن فئة الطبقة المتوسطة هي الغالبة في المجتمع الجزائري، المواطنة (أ·ب) وهي طالبة بجامعة الجزائر(1) قسم ترجمة، صرحت أنها في بادئ الأمر أعجبت جدا بالمترو ولازالت لحد الآن، لظنها بأن المترو سينقذها من شبح المواصلات وزحمة السير التي كثيرا ما تسببت في تأخرها، غير أن اصطدامها بواقع التسعيرة أحبط من عزيمتها، لأنها لا تستطيع دفع 140 دج للالتحاق بجامعتها ولعودتها إلى البيت، خاصة وأن منحة 4000 دج لكل ثلاثة أشهر لن تلبي كل احتياجاتها لتضيف عليها تكاليف المترو·
وعليه سيحرم المواطن البسيط تلقائيا من هذه الوسيلة السريعة، بعد ثلاثين عاما من الانتظار، خصوصا وأن مترو أنفاق الجزائر مشروع رائع، ويعتبر حلم بالنسبة للملايين من الجزائريين، كما أنه يعتبر نقلة نوعية للبلد والمواطن لتسهيله عملية التنقل في العاصمة دون التفكير أو النظر إلى الساعة، لكنه يعتبر أيضا حلما قد يتبخر في الهواء، نظرا لغلاء تذكرته التي لا تتناسب إطلاقا مع القدرة الشرائية لمواطن الطبقة متوسطة الدخل والضعيفة، ولا تستطيع دفع 50دج للفرد الواحد ولرحلة ذهاب فقط، وعلى حد قول أحد المواطنين إذا رأيت الإقبال على المترو فتأكد أن ذلك فقط للتجول والتمتع به، نظرا لفضول الجزائريين ورغبتهم بتجربة كل ما هو جديد بالنسبة لهم، أما أن يكون في مقدورهم استغلاله يوميا، فإن ذلك لن يتم إلا إذا تم خفض سعر التذكرة إلى ما يتناسب وقدرتهم الشرائية·


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)