الجزائر

50 إصابة جديدة بالسكري في الجزائر يومياً



يمثل السبب الثالث للوفاة في بلادنا
**
شركات منتجة للمشروبات ترفض خفض نسبة السكر..
يعاني قرابة مليوني جزائري من مرض السكري بحسب التقرير الصادر عن الاتحاد الدولي للسكري (FID) في عام 2017 الذي تحدث عن 1.8 مليون إصابة وتسجل الجزائر سنويا ما بين 17 إلى 20 ألف إصابة جديدة بالسكري بمعدل 50 إصابة يوميا وفق إفادة فيصل أوحدة رئيس جمعية مرضى السكري وينتظر الجزائريون الكشف عن إحصاء حديث لعدد المصابين بالمرض وفق ما أكدته الدكتورة جميلة عزيرو نذير المديرة الفرعية بالمديرية العامة للوقاية بوزارة الصحة والمكلفة ببرنامج الوقاية لمكافحة عوامل الخطر والأمراض المزمنة.
ويؤدي فشل البنكرياس بإنتاج كمية كافية من الإنسولين (الهرمون المسؤول عن تنظيم معدل السكر في الدم) أو عجز الجسم عن استخدام الإنسولين بصورة فعالة في الجسم إلى الإصابة بداء السكري الذي يعد من الأمراض المزمنة وينقسم إلى 3 أنواع: الأول والذي قد يبدأ في مرحلة الطفولة أو الشباب بسبب نقص إنتاج الإنسولين في الدم ويتم تسجيل 26 حالة إصابة جديدة بالسكري من النوع 1 من بين كل 100 ألف شخص تقل أعمارهم عن 20 سنة وفق ما جاء في تقرير الاتحاد الدولي للسكري والثاني الذي يكتشفه المريض في مراحل متقدمة من العمر وينجم بشكل أساسي عن الخمول البدني والسمنة أو الوزن الزائد وهو ما يمكن ربطه بكون 16 بالمائة من البالغين في الجزائر مصابون بالسمنة وفق ما جاء في تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر في عام 2014 بعنوان الملامح القطرية بشأن الأمراض غير المعدية والنوع الثالث يسمى السكر الحملي بحسب ما نقله موقع العربي الجديد عن إيمان بلقاسم اختصاصية أمراض الغدد الصماء والسكري بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا.
السبب الثالث للوفاة
يمثل مرض السكري السبب الثالث للوفاة ويجهل 700 ألف جزائري وجزائرية أنهم مصابون بالسكري وفق ما جاء في أطلس السكري الصادر عن الاتحاد الدولي للسكري في عام 2015 الأمر الذي كثيرا ما تشاهده بلقاسم كما تقول ل العربي الجديد موضحة أن تغيرات طرأت على النظام الغذائي للجزائريين الذين كانوا يتناولون الكثير من الخضروات والفواكه في السابق في حين يحتوي النظام الغذائي الجديد غير الصحي وغير المتوازن على الكثير من الدهون الضارة المشبعة والسكريات قائلة معدل استهلاك السكريات لا يجب أن يتجاوز 200 غرام من السكر في اليوم في حين أن ما نتناوله مرعب فإذا أخذنا وجبة فيها قطعة واحدة من حلوى قلب اللوز فإنها تحتوي على 80 غراما من السكر وتحوي قطعة الزلابية على 50 غراما على الأقل والخبزة الواحدة على 125 غراما وهو ما يمثل نصف وزنها المحدد من قبل السلطات يضاف إلى هذا الطبق الثاني في الوجبة التي تكون غالبا تحتوي على البطاطا التي تمثل النشويات 80 بالمائة من مكوناتها وهذا دون نسيان العصائر والكعك والمخبوزات والأطعمة المقلية والمشروبات الغازية التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات والتي تسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم الأمر الذي يشكل خطراً على المريض من النوعين الأول والثاني لذا ينصح الأطباء بتجنب المواد الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر للحفاظ على مستوى مناسب للسكر في الدم وهو ما يتفق معه حسان منور رئيس جمعية الأمان لحماية المستهلك والذي كشف في تصريحات للموقع نفسه أن دراسة قامت بها جمعيته في 15 ولاية منها بشار وأدرار الجزائر بومرداس ووهران وتلمسان وجيجل وبجاية أظهرت أن الجزائري يستهلك السكر بمقدار 3 أضعاف المعدل المطلوب الذي ينصح به الأطباء المقدر ب200 غرام في اليوم.
وأشار منور إلى أن الجمعية قامت بدراسة شملت 8 علامات من العصائر والمشروبات الغازية المستهلكة من طرف الجزائريين خلال أشهر جانفي وفيفري ومارس 2018 توصلت بنتيجتها إلى أن نسبة السكر مرتفعة في هذه المواد الغذائية وبناء عليه وجهت دعوة لأصحاب هذه العلامات لتقليص نسبة السكر فاستجابات 5 منها ورفضت الثلاث الأخرى هذا الطلب.
ولاحظت الدراسة أن نسبة السكر انخفضت في عصير إيفري فراولة ب0.5 بالمائة في غضون 3 أشهر وبقيت ثابتة في بيبسي وانخفضت ب0.5 في منتوجات نقاوس وارتفعت ب3.5 بالمائة في عصير إيفروي وانخفضت ب2 بالمائة في كوكاكولا وبقيت ثابتة في عصير رامي أكسترا وانخفضت ب2 بالمائة في منتوجات حمود بوعلام وب1 بالمائة في عصير رويبة.
كارثة صحية
تقول اختصاصية أمراض الغدد الصماء والسكري إيمان بلقاسم إن عدد من يقصدون مصلحة مرضى السكري يرتفع بنسبة تراوح بين 30 و50 بالمائة إذ تفحص نحو 10 أشخاص يوميا تشك في كونهم مصابين بالمرض وهو ما يتكرر مع باقي زملائها حيث تستقبل المصلحة التي تعمل فيها نحو 50 مريضا أو أكثر يوميا وهي أرقام تتكرر في المستشفيات الثلاثة التي زارها معد التحقيق وهي مستشفى بني مسوس (غرب العاصمة) ورويبة (شرق العاصمة) ومصطفى باشا (وسط العاصمة) الأمر الذي يؤيده الدكتور فتحي بن أشنهو أخصائي التغذية والذي لا يتردد في وصف النظام الغذائي الحالي للجزائريين ب الكارثة بسبب احتوائه على العديد من السكريات والعجائن وعلى وجبات الأكل السريع فالخبز الذي يتناوله الجزائريون بكثرة يحتوي على كميات مرتفعة من السكريات والإقبال الرهيب على المشروبات الغازية والعصائر التي تضم في مكوناتها كميات مرتفعة من السكري تختلف من نوع لآخر ومن علامة تجارية إلى أخرى.
ويشير بن أشنهو إلى أن غياب إحصائيات دقيقة حول ما يحتويه كل نوع من الأنظمة الغذائية التي يعتمدها الجزائريون يعكس عدم التعامل مع مخاطر تلك المواد بجدية قائلا البطاطا المقلية مثلا التي تمثل النشويات 80 بالمائة من مكوناتها والعصائر والمشروبات الغازية التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات ومنتجات الألبان كاملة الدسم يفترض أن يبتعد عنها مرضى السكري لكننا نفاجأ بالعكس .
ويستفيد المريض من تعويض كامل للدواء من قبل الضمان الاجتماعي علما أن كلفة علاج مريض مصاب بالنوع الأول من السكري الذي يعتمد على حقن الإنسولين وفق وصفة طبية تمنح لفترة 3 أشهر تبلغ 30 ألف دينار جزائري (250 دولارا) أما كلفة النوع الثاني من السكري فتقدر ب10 آلاف دينار في 3 أشهر (84 دولارا) مثلما تقول الدكتورة بلقاسم وهذا دون حساب باقي التكاليف والمضاعفات والأمراض التي يسببها السكري وأبرزها القدم السكرية ونقص النظر والجلطة الدماغية وهي أمراض تتطلب نفقات كبيرة حسب ما أوضحه الدكتور بن أشنهو.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)