الجزائر

40 بالمائة من المراهقين لا يعالجون حب الشباب


40 بالمائة من المراهقين لا يعالجون حب الشباب
شدد البروفيسور علي خوجة، رئيس مصلحة طب الجلد بمستشفى «مصطفى باشا»، على ضرورة التكفل «الجدي» بمشكل حب الشباب الذي يعاني منه المراهقون، مؤكدا أن هذا المشكل قد ينعكس سلبا على نفسية الشاب ويجعله ينطوي على نفسه ويقطع علاقاته الاجتماعية خوفا من الظهور أمام «حكم» الانتقادات التي يتلقاها من محيطه.يرى الدكتور علي خوجة أن مشكل حب الشباب معقد ويقول: «إن الكثير من الأولياء يحاولون إقناع أطفالهم بأن المشكل بسيط، ولا يتفهمون معاناة أطفالهم الحقيقية المتأرجحة بين فقدان الثقة في النفس، ومواجهة العديد من الانتقادات في الشارع حول هذا الأمر»، مشيرا إلى أن بعض الشباب قد يكونون سيئين في تعاملهم، مما يدفعهم إلى توجيه عدد من الانتقادات «غير الرحيمة» في حق هؤلاء الشباب الذين يعانون من مشكل حب الشباب، الأمر الذي يجعلهم يفضلون الانزواء والاختفاء عن الأنظار، مما يدفع بالبعض إلى محاولة لمس تلك الحبوب بهدف إزالتها، بالتالي يؤدي إلى ظهور ندب قد تبقى إلى مدى الحياة وتسيء للبشرة.معاناة هؤلاء المراهقين قد تكون أكثر جدية مما يعتقده الأولياء، يقول الدكتور علي خوجة، وتدفع بالبعض إلى عدم الخروج من البيت، وتفضيل عدم مزاولة الدراسة، هذا ما ينعكس سلبا على التحصيل الدراسي، لذا يعد من واجبنا كمختصين التحسيس بجدية هذا المشكل وبضرورة التكفل به.على صعيد آخر، يقول المختص بأن حب الشباب له ثلاث حالات؛ الحالة الأولى خفيفة لا تتطلب علاجا بشكل خاص وإنما يكتفي بمراقبة نوعية المأكولات المستهلكة، وكذا النمط المعيشي المتبع فيما يخص النظافة الشخصية من غسل الوجه واستعمال كريمات عناية خفيفة لا تستدعي وصف أدوية قوية لعلاج هذه الحالة، في حين تعتبر المرحلة الثانية المتوسطة وهي أكثر تعقيدا مقارنة بالمرحلة الأولى، وهذه الحالة تتطلب استشارة طبيب لوصف علاج يتناسب مع نوعية البشرة ودرجة المشكل، وعادة ما يكون بأدوية خفيفة تأخذ عن طريق الفم، وكريمات معقمة للبشرة ذات استعمال موضعي، في حين أن المرحلة الثالثة هي المرحلة الأكثر تعقيدا لا يجب الاستخفاف بها، وهنا لابد من وصف علاج فعال يدوم عادة من 6 أشهر إلى غاية سنة كاملة. يكون العلاج خلالها تدريجي «الفعالية»، يصف فيها الطبيب المعالج قبل إعطاء الدواء بعض التحاليل الطبية لدراسة حالة المصاب الصحية ومدى إمكانية تناوله بعض الأدوية، فهذه المرحلة تستدعي التدخل والتكفل لسببين، الأول أن عدم علاج هذه الحالة قد يترك ندبا تخلفها تلك الحبوب بعد زوالها، والسبب الثاني هو تأثر الجانب النفسي للشاب أو المراهق، رغم أن كلا الحالتين الأوليين يمكن أن يكون لهما نفس الانعكاس على النفسية إلا أن الثالثة أكثر تعقيد.أبرز البروفيسور على هامش الندوة الصحفية التي نظمتها مؤخرا مخابر» بيار فابر» الفرنسية الرائدة في مجال علاج مشاكل البشرة، للكشف عن نتائج الدراسة الميدانية حول عدد المصابين بمشكل حب الشباب في الجزائر، على أن 40 بالمائة من المصابين لا يعالجون هذا المشكل، كما كشفت نفس الدراسة عن أن 25 بالمائة منهم يرون أن هذا المشكل «كارثي»، 37 بالمائة منهم يشعرون بالتعب عند الاستيقاظ صباحا وكأن لا شيء يحفزهم أو يدفعهم إلى الخروج من البيت، في حين أن 35 بالمائة منهم يشعرون بتوتر وقلق طيلة سنوات الإصابة بمشكل حب الشباب.وعن العلاج يقول المختص؛ إن 38 بالمائة فقط من المصابين بمشكل حب الشباب يعالجون هذا المشكل المتعلق بالبشرة باستشارتهم لأطباء، في حين أن 5.6 بالمائة يعالجون نفس المشكل عن طريق نصائح صيدلانية، و12.3 بالمائة يعالجونه دون استشارة طبيب ولا صيدلاني وإنما يعتمدون على نصائح من الأنترنت، فيما تبقى نسبة 6.7 تحاول علاج مشكل حب الشباب بتبني نفس وصفة علاج قريب أو صديق..وعن أكثر مسببات ظهور حب الشباب، يقول البروفيسور بأن الدراسة كشفت ككل الدراسات التي أجريت في دول أخرى- عن أن هناك علاقة مباشرة بين النظام الغذائي المتبع وظهور حب الشباب، هذا لا يعني أن نفس الأشخاص الذين يتناولون تلك الأغذية سيظهر لديهم «بالضرورة» حب الشباب، وإنما أصل المشكل هرموني تزيد من حدته تلك الأطعمة أهمها الشكولاطة والحلويات ومختلف الأطعمة المقلية التي تحفز بشكل كبير ظهور هذا المشكل، إلى جانب العامل الوراثي الذي هو الآخر يلعب دورا أساسيا في انتقال المشكل من الأم إلى الابن أو من الأب إلى الابن، وأشار البروفيسور إلى أنه إذا كانت الأم مصابة بمشكل حب الشباب في مرحلة معينة من عمرها ففرصة إصابة الطفل به هي 3.2 بالمائة، في حين إذا كان الأب مصابا بنفس المشكل فنسبة احتمال الإصابة هي 2.7 بالمائة، أما إذا عانى كلاهما من المشكل في شبابهم فاحتمال الإصابة هي 7.1 بالمائة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)