30 مراقبا دوليا في ”مهمة مستحيلة” اليوم بريف دمشق مخطط سعودي، تركي لإجهاض مبادرة عنان

تجري السعودية وتركيا تنسيق فيما بينهما على أعلى مستوى، لرسم سيناريو ما بعد خطة المبعوث الأممي كوفي، بينما يبدأ اليوم 30 مراقب عسكري دولي ”مهمة مستحيلة” لتقييم الأوضاع الأمنية في ريف دمشق وسط استمرار المواجهات المسلحة بين قوات النظام السورية والمسلحين الذين تصفهم دمشق بـ”الإرهابيين”. يتوجه اليوم ستة خبراء عسكري دوليين تابع للأمم المتحدة ضمن مبادرة المبعوث الأممي كوفي، إلى أغلب الأحياء ومناطق النزاعات المسلحة في سوريا ليصبحوا ”عيون وآذان مجلس الأمن الدولي” لمراقبة تطورات الأوضاع الأمنية ومدى التزام الطرفين بمبادرة وقف إطلاق النار. وأكد أحمد فوزي المتحدث باسم وسيط السلام الدولي كوفي عنان أنه من المقرر أن فريق المراقبين سيتوجه إلى مناطق المواجهات في سورية اليوم وسيتعزز بـ24 مراقب دولي في الأيام القادمة. وأردف قائلا لرويترز في جنيف ”الدفعة الأولى المكونة من ستة مراقبين تصل الليلة وسيكونون على الأرض بقبعاتهم الزرقاء”. واختارت الأمم المتحدة خبراء لديهم تجربة كبيرة في التعامل مع القضايا الدولية ذات طابع مسلح، كما أكدت الأمم المتحدة أن الخبراء الذين تم إيفادهم إلى سوريا شاركوا في العديد من النزاعات الدولية من الهند وباكستان سنة 1948 وبين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين منذ 1974 وبين المتمردين المأويين والقوات الحكومية في النيبال منذ 2006. ولكنهم كانوا ينتشرون في كل مرة إلا بعد ضمان التزام الأطراف المتنازعة بالتوقيع على اتفاقيات وقف إطلاق النار. وأبدت التقارير الدولية عدم تفاؤلها بمدة نجاح المراقبين في وضع حد للأزمة السورية التي مر عليها أزيد من عام وأدت إلى نزوح مئات الآلاف من السورين إلى خارج المدن السورية وإلى دول الجوار، فيما سقط ما لا يقل عن عشرة ألاف سوري من المدنين والقوات الأمنية النظامية ومسلحي المعارضة ضحيا المواجهات، وتوصف مهمة المراقبين بأنها شاقة في ظل غياب اتفاق رسمي مكتوب بين طرفي النزاع في سوريا على الالتزام بوقف إطلاق. كما نقلت وكالة فرانس براس عن مسؤول كبير في الأمم المتحدة قوله: ”لا وقف لإطلاق النار ولا حتى بداية عملية سياسية، هذه المهمة ستكون واحدة من أصعب المهام التي تقوم بها الأمم المتحدة”. وأوضحت تركيا أن مبادرة عنان لن تنجح أبد، وأشارت إلى أن السوري لن يلتزم بالمبادرة وهو ما يعني بحسب تصريحات كبار المسؤولين الأتراك ضرورة التفكير في سيناريو ما بعد خطة عنان، وأشارت تقارير تونسي، أمس، إلى سيناريو ما بعد مبادرة عنان تخطط له تركية بالتعاون مع السعودية وبدعم من قطر عبر محاولات إجهاض خطة عنان لفتح خيارات التدخل العسكري لإنشاء منطقة عازلة. كما أعربت السفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أن عودة العنف إلى سوريا وخصوصا قصف حمص ”يطرح من جديد شكوكا جدية حول رغبة النظام” السوري في الالتزام بوقف إطلاق النار، من جهته قال الرئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان، أن الرياض وأنقرة متفقتان على ضرورة الوقف الفورى لـ”المجازر” التى يرتكبها النظام السورى ضد شعبه، مشيراً إلى أن البلدين يعملان بشكل حثيث لإرساء الأمن والاستقرار فى المنطقة.