الجزائر

30 مؤسسة مصغرة لكل ألف مواطن: تأهيل وتكوين وطني للحرفيين لزيادة مساهمتهم في الناتج المحلي



عرضت أول أمس بقسنطينة، تجربتان رائدتان في مجال تكوين و تأهيل الحرفيين، قدمها ممثلان عن غرفتي الصناعات التقليدية والحرف بكل من بسكرة و مستغانم، أين تم التأكيد على ضرورة تحسين الأداء في القطاع، عملا بتوصيات الوزارة التي أقرت استراتيجية وطنية للتكوين والتأهيل تمهيدا لاستحداث عشر غرف جديدة، و بهدف إعطاء دفع للناشطين في هذا المجال، وزيادة جودة الإنتاج ورفع نسبة مساهمة القطاع في الناتج المحلي.وقدم المشاركون في اللقاء، الذي حضره 50 من مسيري الغرف الحرفية على مستوى الوطن، نموذجا قائدا لما ستحمله المرحلة القادمة، وحسب فتح الله بلغول رئيس غرفة الصناعات التقليدية و الحرف بولاية مستغانم، فإن التوجه الجديد للدولة قائم على تعزيز مساهمة هذا القطاع في إنتاج الثروة و زيادة وتنويع فرص التشغيل، مشيرا إلى أن مصالحه ركزت في استراتيجية الاستقطاب على سكان المناطق النائية، من أجل تشجيع الشباب وأصحاب الحرف على استغلال مهاراتهم في توفير الخدمات محليا، عبر الانخراط في الميدان والاستفادة من التأطير و التأهيل الذي تضمنه المدارس التابعة لغرف الحرف والصناعات التقليدية، و من ثم الاستفادة من الامتيازات التي توفرها الدولة للناشطين في المجال، بما في ذلك الحق في التأمين عبر الانخراط في الصندوق الوطني للعمال غير الأجراء، و الحق في الحصول على بطاقات الحرفيين والاستفادة من تمويلات صيغ الدعم.
وأكد المتحدث، بأن الخرجات الميدانية التي برمجتها إدارته لبلديات الولاية، أتت بنتائج إيجابية، حيث زاد عدد الملتحقين بالغرف لغرض إنشاء مؤسسات حرفية وهو مؤشر مهم حسبه، خصوصا وأن الإحصاء العالم للمؤسسات المصغرة والحرفية في الجزائر لا يزال ضعيفا، " إذ نحصي بالعموم 30 مؤسسة لكل ألف مواطن، مع تسجيل شح في بعض الأنشطة بالتحديد، على غرار الترصيص الصحي، وعليه فإن زيادة الوعي و خلق ثقافة المؤسسات المصغرة، مهم جدا للوصول إلى الهدف المرجو و هو 200 مؤسسة مصغرة و حرفية لكل 100مواطن" على حد تصريحه.
من جانبه، أوضح رئيس غرفة الحرف ببسكرة، يوسف سي العابدي، بأن النموذج الذي تم عرضه خلال اللقاء يعد رائدا في إنشاء مدارس التكوين على المستوى الوطني، وقال إن المقترحات المتعلقة بتحديد نقاط القوة و نقاط الضعف و الفرص و التهديدات و الاحتياجات، ستكون ورقة طريق يمكن أن تعمم لتحسين التسيير البيداغوجي للمدارس، إلى جانب الاهتمام أكثر بالتوسيع الهيكلي، وذلك على اعتبار أن تجربة بسكرة تعود لسنة 2017، وهو ما يراكم سنوات من الخبرة و يشمل الحديث عن آلاف المكونين في أكثر من 40 اختصاصا، صارت اليوم بمثابة مورد اقتصادي قار للمؤسسة كما قال.
وأضاف سي العابدي، بأن تكوين يهدف للارتقاء بالحرفيين من الأداء العادي إلى الأداء الممتاز، و يرتكز بالأساس على تلقين التقنيات وتحسين مستوى الحرفيين في جانب المهارات و التسويق، بما يتماشى مع التطورات التي يشهدها العالم وكل ما تنتجه التكنولوجيا، ناهيك عن أن الاهتمام بجودة الصناعات التقليدية ضروري للحفاظ على الموروث الحضاري و الثقافي، من خلال إحياء الحرف الآيلة للزوال.
وحسب مدير الصناعات التقليدية والحرف بقسنطينة، علي رايس، فإن الملتقى الذي احتضنته قسنطينة، يأتي ليكرس توجه الدولة في دعم قطاع الصناعات التقليدية و زيادة مساهمته في التنمية المحلية، وقال إن برنامج التأهيل التكوين يستهدف جميع فئات المجتمع، وبالأخص الشباب و المرأة الماكثة في البيت وخريجي الجامعات و كل من يبحث عن تكوين نوعي متخصص، إما طويل المدى أو قصير المدى أو مكثف، لاكتساب الحرفة و الانتقال إلى المرحلة الإدارية المتعلقة بالحصول على بطاقة الحرفي و من ثم طلب توجه وتمويل صناديق الدعم لإنشاء مؤسسة مصغرة.
كما يشمل برنامج الغرف وطنيا حسب ما أوضح رايس، تأهيل المكتسبات السابقة عبر إخضاع الراغبين في ذلك لامتحان تأهيلي لتأكيد الكفاءة، وهو موضوع ورشة تضمنها اللقاء الوطني الذي جاء لتباحث الحلول ومناقشة الإجراءات الجديدة لتطوير القطاع أكثر، خصوصا وأن الدولة تسعى بجدية للانتقال من اعتماد المبالغ على الوظيفة العمومية، إلى تشجيع الأفراد على المساهمة أكثر اقتصاديا واستغلال الطاقات الشابة لزيادة الإنتاج، حيث وفرت البيئة القانونية والإدارية و المالية اللازمة و المطلوبة لإنجاح التجربة.
و قال، إن هناك اهتماما متزايدا من قبل الشباب و النساء و حاملي الشهادات بالتكوين في الحرف والصناعات التقليدية وإنشاء مؤسسات ناشطة في المجال حيث تحضي ولاية قسنطينة وحدها 20ألف و 460 حرفيا ناشطا، من أكثر من 6724 حرفيا في ميدان الصناعات التقليدية الفنية و 5227 في ميدان الصناعة لإنتاج المواد و 8806 في ميدان الصناعة التقليدية لإنتاج الخدمات.
وعن مشروع قرية الصناعات التقليدية والفنون، الذي أعلن عنه والي قسنطينة أوضح المتحدث، أنه تم اختيار أرضية مناسبة بمحاذاة مقر الولاية المنتدبة بعلي منجلي، لإنجاز الأشغال التي ستنطلق في آجال ستحدد لاحقا، فيما سيتم تأهيل مقر قديم تتبع ملكيته لمصالح الولاية، ليحتضن مقر دار الصناعات التقليدية ويتعلق الأمر ببناية تقع بمحاذاة محطة القطار بباب القنطرة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)