الجزائر

158 قتيل منذ اليوم الأول من عيد الفطر



158 قتيل منذ اليوم الأول من عيد الفطر
لم تعمّر فرحة أطفال سوريا بعيد الفطر طويلا هذا العام، أمام تصاعد موجة العنف وغلاء المعيشة وحياة التشرد واللاأمن التي باتت تميز يومياتهم. فقد سجل ثاني يوم عيد، أمس الإثنين، قصفا مكثفا لعدد من المدن والبلدات، أبرزها البلدة الريفية معضمية، حيث سقط 22 قتيلا على يد الجيش النظامي انضموا إلى قائمة 158 قتيل منذ اليوم الأول من العيد.
تناقلت وسائل الإعلام الدولية أخبار بلدة معضمية في الريف السوري، حيث تناثرت جثث 22 قتيلا لم يسلموا من إصرار الجيش النظامي على ضرب كل المواقع السكانية. وقال أبو يزن المعضماني عضو مجلس قيادة الثورة بريف دمشق، إن القصف دمر 20٪ من بيوت البلدة، التي تفتقد لطاقم طبي يتكفل بالجرحى والمتضررين، ما دفع المعضماني إلى توجيه نداء استغاثة لإمداد السكان بالمساعدة. من جهة أخرى، أكد ناشطون أن الجيش الحر دمر خمس دبابات للجيش النظامي في البلدة.
بدورها، استيقظت بلدة داريا صباح البارحة، على ضربات الهاون، وكذا بلدتي السيدة زينب وحجيرة، كما أوضحته صور لناشطين، عبر مواقع الأنترنت. أما درعا، فسجل بها خمسة قتلى، وآخرين ببلدة رفعت الريفية. فقد اتفقت البرقيات والأنباء على فجر سوريا الدامي في ثاني يوم العيد، حيث غاب النعاس على جفون أهل إدلب ودمشق وحلب. وتصاعدت البيانات بين الطرفين، في وقت توارى الرئيس بشار الأسد عن الأنظار واقتصر ظهوره في صلاة العيد محاطا بمجموعة من المسؤولين، وهي الصورة التي أثارت تعليق الكثيرين ممن أكدوا انزعاج الرئيس من الضغوط الدولية الأخيرة.
أرجوحة دبابة “التلبيسة"...
لم تبح حناجر السوريين من الهتاف والغناء الحماسي، مطالبين رئيسهم بالرحيل وتوقيف آلة الدمار النظامية. وفي خرجة غير متوقعة، وقف سكان “التلبيسة" التابعة لحمص أمام دبابة ضخمة، فحوّلوا مدافعها إلى دعائم علقت عليها مراجيح للأطفال، فيما امتطاها الكبار يغنون ويهتفون بثورتهم. صورة أدهشت الكثيرين، وحوّلت لحظة الموت إلى لحظة فرح أيضا وسخرية أيضا حيث بات الحمصيون يقولون لبعضهم البعض: “اللي ما عندو دبابة ما عندو عيد". يصر السوريون على الخروج في مظاهرات مطالبة برحيل الأسد الابن، خاصة بعد سقوط 158 قتيل فقط بمناسبة العيد، سقط معظمهم في دير الزور وريف دمشق ودرعا، ما أثار غضبهم كثيرا، مستنكرين “الصمت العالمي عن المجازر التي ترتكب بحق أبناء الشعب السوري". وبث ناشطون صورا لإحدى المظاهرات التي جرت بمدينة كفر زيتا، وقد رفع فيها أحد المشاركين لافتة “يا رب أتم علينا عيدنا بانتصار ثورتنا وسقوط هذا الطاغية"، بينما رفع آخر لافتة “يرجى عدم إطلاق الألعاب النارية، لأن الصواريخ وقذائف الهاون تكفينا وتزيد".
أمطار العيد لم تطفئ أسعار السوق ملتهبة
تهاطلت أمطار مفاجئة صبيحة عيد الفطر على سوريا المشتعلة، ما أعاق العائلات من الخروج إلى الساحات والقيام بزيارات أصروا على المحافظة عليها كجزء من تقاليدهم وعاداتهم. فاقتصرت المعايدات على الاتصالات الهاتفية بين الأسر والاصدقاء، متمنيين لبعضهم البعض عيدا جديدا أكثر أمنا ودون قتل ولا إراقة للدماء. ومع ذلك لم تكن مظاهر الفرحة بارزة، إذ أوصت الهيئات الدينية في بعض المحافظات بالتخفيف من مظاهر الاحتفال، نظرا للوضع العام للبلاد، وحزنا على آلاف القتلى الذين يسقطون في الشارع منذ أزيد من عام، علما أن الأحداث أودت بحياة أزيد من 3 آلاف قتيل، حسب إحصائية صادرة عن الأمم المتحدة، في حين بلغ عدد القتلى من العسكريين وقوى الأمن 1100 قتيل، حسب الإحصائية السورية الرسمية.
شعر السوريون هذا العيد بضيق الحال، وقلة الموارد، فالسوق لم ترحمهم أيضا، فسوق الحامدية عرض حلوياته بأسعار لا تناسب الدخل المادي للمواطنين، وفي سوق الحريقة عرفت الملابس إقبالا كبيرا رغم كل شيء، قابلها أثمان باهظة تعمدها التجار بغية تعويض خسارة أيام خلت، ركد فيها النشاط التجاري بسبب المظاهرات، عقوبات الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على سوريا، وغياب السياح العرب والأجانب ونقص الادخار والترشيد في صرف الأموال.
نبيلة سنجاق
![if gt IE 6]
![endif]
Tweet
المفضلة
إرسال إلى صديق
المشاهدات: 13
إقرأ أيضا:
* الإبراهيمي في مواجهة الأسد
* الأخضر الإبراهيمي بعد تعيينه مبعوثا دوليا جديدا بشأن الأزمة السورية: مهمتي الأولى هي التغلب على الإنقسامات داخل مجلس الأمن
* أحمد لشهب (أستاذ العلوم السياسية): نجاح الإبراهيمي مرتبط بدعم القوى المتنازعة
* الخارجية السورية ترد على تصريحات الإبراهيمي: «ليس من مهام أي دولة أو مبعوث الحديث عمن يقود سوريا"
* إعترافات مثيرة للأمين العام للديوان الجزائري المهني للحبوب وتأكيد لتشديد الرقابة.. مافيا جديدة بالجزائر تبيع محصول القمح الواحد لديوان الحبوب مرتين
* الخبير الاقتصادي بشير مصيطفى ل “الجزائر نيوز": بيع ديوان الحبوب للعدس واللوبيا في الصيف خطأ استراتيجي وتدعيم رسمي للاحتكار
* إحالة وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية الطنطاوي ونائبه سامي عنان قائد الأركان على التقاعد.. القاهرة في قبضة مرسي تماما
التعليقات (0)
إظهار/إخفاء التعليقات
إظهار/إخفاء صندوق مربع التعليقات
أضف تعليق
الإسم
البريد الإلكتروني


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)