الجزائر

يونس عليه السّلام في جوف الحوت



 حين ترك يونس عليه السّلام قومه سار حتّى وصل إلى شاطئ البحر فوجد سفينة على سفر فطلب من أهلها أن يركبوه معهم، فتوسّموا فيه خيراً فأركبوه، ولمّا توسّطوا البحر هاج بهم واضطرب، فقالوا إنّ فينا صاحب ذنب، فاستهموا فيما بينهم على أنّ مَن وقع عليه السهم ألقوه في البحر، فوقع السّهم على يونس فسألوه عن شأنه، وعجبوا من أمره وهو التّقي الصّالح فحدّثهم بقصّته، فأشفقوا أن يلقوه في البحر، وأرادوا الرجوع به إلى الساحل فأشار عليهم بأن يُلقوه في اليم لكي يسكن عنهم غضب الله، فألقوه فالتقمه حوت عظيم بأمر الله، وسار به في الظلمات في حفظ الله وتأديبه، وتمّت المعجزة فقد أوحى الله إلى الحوت أن لا يصيب من يونس لحماً، ولا يهشم له عظماً، فحمله الحوت العظيم وسار به في غياب البحر حياً يُسبِّح الله ويستغفره، وينادي في الظلمات ''أنْ لا إلهَ إلاّ أنتَ سُبحانَك إنِّي كُنت مِن الظالمين''، فاستجاب الله له ونجّاه من الغم، ثمّ اوحى إلى الحوت أن يقذف به في العَراء على ساحل البحر فألقى به وهو سقيم، وقد مكث في جوف الحوت ثلاثة أيام بلياليها، ثمّ وجد نفسه في العراء سقيماً هزيلاً فحمد الله على النّجاة. وأنبت الله عليه شجرة من يقطين، فأكل منها واستظلّ بظلّها، وعافاه الله من سقمه وتاب عليه، وعَلِم عليه السّلام أنّ ما أصابه تأديب رباني محفوف بالمعجزة حصل له بسبب استعجاله وخروجه عن قومه مُغاضباً لهم، بدون إذن صريح من الله له.
بتصرف، من ''النبوة والأنبياء'' للصابوني


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)