الجزائر

يهوى الأكلات التقليدية البشارية والكسكسي والمسمن فرنسي يسلم على يد جزائري



يقول الشاب الفرنسي ''جريمي بوجيه''، 52 سنة، إن حياته تغيرت جذريا بعد اعتناقه الإسلام، والذي كان نتيجة تأثره الشديد بأخلاق وأمانة بائع ملابس جزائري ينحدر من بشار، وإنه حاليا يأمل في الزواج من مسلمة وأداء مناسك الحج والعمرة، وفوق كل هذا تقديم خدمة
 للإسلام، إذ يفكر حاليا في برمجة مشاريع عمل خيرية.
 لفت انتباهنا وجود 3 شبان داخل مقهى، تعكس حركاتهم عنفوان وحيوية شباب متأثر بصيحات الموضة الحديثة، فدفعنا الفضول لدعوتهم إلى الجلوس معنا، لنكتشف أن أحدهم شاب فرنسي يدعى ''جريمي بوجيه''، اختار لنفسه بعد أن اعتنق الإسلام اسم ''يانيس''، جاء رفقة صديقين له من بشار لاكتشاف جمال الصحراء الجزائرية، والاطلاع على عادات وتقاليد المجتمع الجزائري، إلا أن هذه الجلسة كانت ''فرصة لنا'' للتعرف على وجه مشرق من انسجام الجالية المسلمة مع أفراد المجتمع الفرنسي، والذي بلغ حد التأثير والتأثر الإيجابيين.
قال ''يانيس'' إن اعتناقه الإسلام منذ 3 سنوات، حوّله إلى شاب إيجابي، بل واستطاع أن يضبط ''توازن شخصيته'' وهو في هذه المرحلة الحساسة من عمره، حيث استطاع أن يتخلى على شرب الكحول وأكل الخنزير أو الدخول في علاقات غير مشروعة، وهو ما غيّر من نظرة والديه ''الليبراليين'' اللذين كانا يتهمانه في الأيام الأولى بالجنون، قبل أن يحترما توجهه بعد أن التمسا تغييرا إيجابيا في سلوكياته، واعترفا بأن ذلك كان بسبب ''الإسلام''.
وأضاف أن اختياره لاسم ''يانيس'' جاء تيمنا باسم شاب مغربي كان صديقا له في الدراسة، توقع دخوله الإسلام قبل 4 سنوات من اتخاذه هذا القرار الهام وتفكيره في ذلك، مشيرا إلى أن تأثره بأخلاق ''ع. بوجمعة'' الذي كان رفقته وهو تاجر ملابس ينحدر من بشار، كان سببا مباشرا في اعتناقه الإسلام، حيث أثرت فيه صفات الأمانة والصدق، والطيبة ودماثة الخلق التي التمسها فيه، والتي تأثر حين أدرك أن الإسلام يحث عليها ويعتبرها من الأسس الهامة في العلاقات بين أفراد المجتمع، وشكلت هذه العلاقة فرصة لفتح نقاش بينه وبين بوجمعة حول مواضيع كثيرة تخص الإسلام سواء في المعتقد أو المعاملات، إلى أن أهداه بوجمعة كتاب ''منهاج المسلم'' للعالم الجزائري أبوبكر جابر الجزائري، أحد أئمة المسجد النبوي، وذكر أن مضمون الكتاب أثر فيه، ورسخ قناعته القوية باعتناق الإسلام، وهوما حدث فعلا، إذ أنه أعلن إسلامه مباشرة بعد قراءة هذا الكتاب.
ويذكر يانيس أنه يعكف، حاليا، رفقة أصدقاء جزائريين مقيمين بفرنسا، على تنفيذ برنامج خاص لتعلم اللغة العربية وأحكام الدين الإسلامي من فقه وسيرة ومعاملات، مضيفا أنه يأمل حاليا في أداء مناسك الحج والعمرة، حيث ذكر أن مشاهد المعتمرين خلال رمضان أو خلال فترة الحج والعمرة، تزيد من شوقه لزيارة هذه البقاع المقدسة. كما لم يخف يانيس رغبته في الزواج من مسلمة، والأكثر من هذا المساهمة في خدمة هذا الدين السمح عبر المشاركة في برامج دعوية أو إنجاز مشاريع خيرية لصالح للمسلمين في جميع أصقاع الأرض. واستفاض ''يانيس'' في الحديث بفرحة عارمة عن ما منّ الله به عليه من نعمة الهداية، مشيرا إلى أنه أعجب بأداء عبادة الصوم والحرص على أداء صلاة الجمعة، فضلا على تعلقه الكبير بحياة الصحابة الكرام وما قدموه لنصرة الدين، كما أنه بات معجب أيما إعجاب بتلاوات القراء المعيلقي، العفاسي والسديس، ليستدرك مازحا ''أحيانا يتغلب علي الشيطان في أداء بعض المناسك أو تأخيرها عن وقتها''.
وحول انطباعه حول زيارة بشار، قال يانيس إنه أعجب بجميع الأكلات التقليدية البشارية، بداية من الكسكسي والمسمن، قائلا إنها ''أكلات لذيذة، أما الشاي فإنني شربت منه الكثير، فإنه رائع''. وذكر أنه احتفظ بذكريات رائعة عن الجزائر من خلال زيارته لولاية بشار، حيث قال إن طقوس الزفاف وتقاليد الأعراس من ولائم ورقصات شعبية أثرت فيه، ورسخت فيه إعجابا بهذا الانسجام الذي يميز المجتمع المسلم، قبل أن يعترف لنا بالقول: ''إنه أدى مع الشباب بعض الرقصات المحلية، لأنها أثرت فيه كثيرا''. 


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)