الجزائر

ينكلون بجثة المجتمع


ينكلون بجثة المجتمع
صحف بائسة لا تجد ما تملأ به 24 صفحة طابلويد في بلد مساحته قرابة مليونين ونصف مليون كيلومتر مربع، فيه الفصول الأربعة حاضرة على مدار العام. وكان إلى عهد قريب سلة أوروبا من المواد الزراعية واللحوم والألبان، وفيه أكبر قدر من الطاقة الشمسية التي يمكن أن تنتج كهرباء و20 بالمائة من المخزون العالمي المعروف حتى الآن من مادة ”التربة النادرة terres rares” التي تستخدم في صناعة مركبات الفضاء وأدق تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وفيه بحيرات باطنية من أضخم مخزونات الماء في العالم، وجبال من ذهب وماس ويورانيوم وحديد ونحاس وغاز ونفط، وفيه قدرات سياحية نادرة كثير منها لا يوجد بأي مكان آخر.. يسكنه 40 مليون نسمة بلسان متعدد وتقاليد متعددة وطبوع غناء متعددة وألوان بشرة متعددة، يغرق معظمهم في متاهة إيجاد لقمة العيش. ومنهم من يموت بألغام زرعها جيش الاحتلال ولا تزال تعوم تحت التراب منذ نحو ستين عاما .. تترك الصحف البائسة كل هذا جانبا وتجر قراءها إلى مستنقعات الاهتمام ب”التشييع” و”التنصير” و”قتل العمة مريم البخيلة صاحبة الخاتم الذهبي الكبير”، والتجييش لأن أكلي أو عمار أو موسى سقط في عار ”انتهاك حرمة رمضان” أو أن أكلي أو عمار أو موسى ”انتهك عرض عجوز في العقد التاسع”.. صحف التخلف في زمن التردي العنيف.. صحف من زمن آخر ومكان آخر حصلت على تصاريح رسمية للتنكيل بجثة المجتمع.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)