الجزائر

يناير 2967.. جدل تاريخي وسياسي يطغى على الاحتفالات!



يناير 2967.. جدل تاريخي وسياسي يطغى على الاحتفالات!
على غير العادة، حظيت احتفالات رأس السنة الأمازيغية 2967 بإهتمام كبير من قبل السلطات العمومية، وأخذ هذا اليوم الرمزي والتاريخي المصادف ليوم 12 جانفي من كل سنة طابعا رسميا، يحاول الجميع توظيفه والإلتفاف حوله، خاصة وأن أهم ما ميز احتفالات السنة الجارية، ترسيم الأمازيغية كلغة رسمية بموجب الدستور الجديد.لم يعد "يناير" مجرد يوم عادي تخصصه العائلات القبائلية للإلتقاء على طاولة واحدة لتجاذب أطراف الحديث وتناول وجبة الكسكسي، بل تحول إلى حدث وطني، قامت السلطة بالترويج له بطريقة ذكية وذلك عندما جاء على لسان الوزير الأول عبد المالك سلال، في تعليقه على الاحتجاجات التي عرفتها ولاية بجاية "الجزائريون لا يعرفون الربيع العربي ولا يعرفهم وأنهم سيحتفلون بذكرى يناير".التصريح الذي أدلى به الوزير الأول وقرأ فيه بعض المراقبين رسائل ضمنية لعدة جهات، كان كفيلا بإعطاء الانطباع بأن احتفالات رأس السنة الأمازيعية 2967 ستكون تحت الرعاية السامية للسلطة، والدليل أن أغلب التشكيلات السياسية أفردت وقتا لهذا اليوم الرمزي، بعقدها لعدة نشاطات سياسية للحديث عن "يناير" واللغة الأمازيغية التي تم ترسيمها في الدستور الجديد.والأكيد أن كل التشكيلات السياسية ستستغل هذا اليوم لتُذكّر بالوضع الأمني الذي تعيشه الجزائر في خضم الأحداث الواقعة بالدول المجاورة، وتدعو لضرورة المحافظة على الأمن واستقرار الوطن، وبأن الجزائر لن تُجر وراء الربيع العربي.بالمقابل، لا يقتصر التوظيف السياسي لهذه المناسبة على التشكيلات السياسية وبعض المنظمات الجماهيرية، حيث أمرت وزارة التربية الوطنية بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إحياء ذكرى "يناير" في كل مدارس ربوع الوطن، وذلك عن طرق تسطير برنامج بالمناسبة يتناول القيم الاجتماعية والاقتصادية للذكرى في الموروث التاريخي والحضاري الأمازيغي.ويسعى المدافعون عن الثقافة الأمازيغية منذ سنوات إلى إدراج "يناير" ضمن الأعياد الوطنية مثل عيد الثورة والاستقلال، على غرار جبهة القوى الاشتراكية "الافافاس" وحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية "الأرسيدي" بالإضافة إلى ناشطين ومدافعين عن البعد الأمازيغي في الهوية الجزائرية. ويرتبط "يناير" حسب المؤرخين بالسنة الفلاحية الجديدة، حيث تعقد العائلات آمالا على موسم فلاحي غني، في حين يرى آخرون أنه يعود إلى انتصار الملك البربري شيشناق على رمسيس، في معركة وقعت سنة 950 قبل الميلاد.وتحتفل عدة عائلات ب"يناير" عن طريق إعداد أطباق تقليدية والخروج إلى الحقول والمزارع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)