الجزائر

يحي بن زكريا القريشي السطيفي من "عنوان الدارية"


يحي بن ز كريا بن محجوبة القريشي، شيخنا الشيخ الفقيه الصالح المبارك أبو زكرياء السطيفي تلميذه شيخ شيوخنا أبي الحسن الحرالي رضي الله عنه.
كان من المتعبدين الزهاد الأولياء رحل إلى المشرق، و لقي ماشيخ و اقتصر على أبي الحسن الحرالي، و استفاد منه علم الظاهر و الباطن، و حصل من هدية الجلي و الكامن، لقيه بالديار المصرية و صحبه هناك مدة طويلة، و هناك ظهرت له حقائق و انقطعت عنه عوارض العلائقن و كان الشيخ رضي الله عنه و اصحابه قد أدركوا المدارك، و جاوزوا سبل المهالك، و كانوا يريدون ترقي الشيخ أبي زكرياء إلى بعض مداركهم و الانتظام في سلكهم، و ما زالوا به إلى أن ظهر له بعض التحقيق، و اعتد جادة الطريق فأنهوا ذلك الشيخ أبي الحسن رحمه الله فانشده في معنى ما ظهر له:
جلت لك ليلى من مثنى نـــقـابها
طريقا و أبدت لمعـة من جمالها
فطبت بها عيشا و تهت لــــذاذة
وفيأك الإلمـــاع برد ظلالها
فكيف ترى ليلى إذا هي اسفـــرت
ضحاء و ابدت سلفا من دلالها
و كيف بها إن لم يغب عنك شخصـها
و ام تخل وقتا من منال و صالها
و كنت بكون الأمر إن أنت كنــتها
و كانتك تحقيقا فحـلت محالها
و كان رحمه الله ممن تخلى على الدنيا و تركها، و كان صاحب كرمات مستجاب الدعوة، سمعت عن الشيخ أبي الحسن الحرالي رضي الله عنه أن عين أصحابه بعده فقيل: إنه قال اصحابي ثمانية و عشرون، منهم أربعة تستجاب دعوتهم، و عين من الأربعة الشيخ أبي زكرياء رضي الله عنه و ربما زاد الناقلون في العدد أو نقصوا منه، وروح المسألة أن الشيخ أبا الزكريا أحد الأربهة الذين تستجاب دعوتهم، و سمعت أن منهم الشيخ أبا محمد ابن عبد الطرابلسيرحمه الله.
و كان في علم التصوف مقدمان و كانت له أخلاق حسنة و من فضائله و زهده أنه عرض عليه في مدة الأيمر أبي يحي برد الله ضريحه أن يجعل له مرتبا من أعشار الديوان في كل شهر فامتنع من ذلك فقال: إن اسمي في ديوان الوجود المطلق، فلا أجعله في الديوان المقيد لأن الإطلاق أوسع من التقييد، و هو في ديوان الخلق، و ٍات له تأليفا حسنا في شرح أسماء الله الحسنى، و له في التصوف تقاييد كثيرةن و له نظم حسن و قطع مستحسنة، كلها في المعاني الصوفية، و كنت في زمان الشباب نظمت القصيدة التصوفية التي مطلعها:
واحيرة العثاق بالرقباء
حرموا الوصول لطيبة الوسعاء
و هي نحو أربعين بيتا فحملتها إليه وأنشدتها بين يديه، ففرح و جعل يدعو و يقول: بصرك الله بمعانيها و أطلعك الله تعالى ما فيها، لأن الحال كان حال شبيبة، فاعتقد الشيخ رحمه الله أن ما أتيت به فيها على سبيل الصناعة لا على سبيل الأطلاع و الشهرة، و الله يؤتي فضله من يشاء.
توفي رحمه الله ببجاية في غرة ذي القعدة عام سبعة و سبعين و ثماني مئة (877)، و من شعره رحمه الله:
اتت و الليل ممدودة الجنـاح
تعود مسهدا رطب الجـراح
فقالت كيف أنت و لا جناح
فقلت: العود يذهب بالجناح
فوالهفي على شكوى لسـار
و واجزعي لإعجال الصباح

al salamou alaykoum.
sila sila - enseignante - alger - الجزائر

26/09/2011 - 19894

Commentaires

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)