الجزائر

يحدث المستحيل غدًا



سوف أُولدُ من رحِم الأمنيات

كنتُ دومًا أحُطّ على راحتي وردة

و أقرّرُ أن تتحوّل بيتـًا

أدسّه بين الرّبيع و بيني

فلا تتدلّى عناقيدُه

و لا يتذوّقُ طعمَه إلاّ الذين

يمرّون من ضِفّّة القابعين

إلى ضفّة من يتقاسم عِطرَ القصيدِ مع الآخرين

و كنتُ أحققُ ما شئتُ من هذه المعجزات

لا أظنّ الطّّفولة تكبرُ

إلا ّبقدرِ الوُصول إلى روْنق العشق

أو مَنْبت الكلمات

كنتُ طفلاً أفسّرُ آيَ الوُقوف

و آيَ الحروف

أفكّّر في أنْ أطير إذا بلغتْ قامتي

ضِعف طول الرّصيف

و أقفزُ حتىّ أطول

كنت أركبُ رجلي و أعْدو بعيدًا

و يعدو أماميَ خطّّ الوُصو

لا أظنّ السّنين التي حملتني

إلى حيث أجلسُ

كانت تُقدّر ما سَأقول

فالنُبوة يُجهل دومًا مداها

و يجهل أين؟ و كيف ؟

سيُورق وحيُ الرّسول !؟

أيّها الواقفون على جُثـتي

أرْكضوا ...

أرْكضوا ما اِستطعتم

و اِعبروني إلى ضِفّة لا جنون بها

لا ذُهول ...

كان حلمي إذا اِكتملت رحلة المتعبين

أن أُكسّرَ بيض النّعام

و أفتلَ منه حِبالاً

تقودُ إلى مرفإٍ

يستدلّ به المتعبون

و يرتاحُ فيه الباحثون عن المتكأ

أيها الواقفون على جثـتي

خُذوني كما الحلمِ من بعضكم

و اِصْلبوني على قامَة الفجر

حتّى يحول الصّدأ

بعدما عشتُ بينكمُ

سوف لن أتوقّّعَ غير الخطأ

أنا آخر الأنبياء

حكمتي: الإنبهار

و معجزتي : أن أنبّأكم ما تقوْقَعَ في أنفسكمْ

و اِختبـأ.

يحدث المستحيل غداً

و تموت الرّياحين

من شوقها للنبأ

في اِنتظار الوصول إلى حكمتي

قليلاً من الصمت


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)