الجزائر

يتفقون على أنها هدية من الدرجة الثانية الجزائريون يفضلون إهداء الأكل على إهداء الورود



يتفقون على أنها هدية من الدرجة الثانية               الجزائريون يفضلون إهداء الأكل على إهداء الورود
لا يشك أحد أن للورود معاني عالمية قيّمة يفهمها العام والخاص، كما يتم توظيفها في كثير من الأحيان للتعبير عن مشاعر وأحاسيس معينة يترجمها نوع الزهرة وأحيانا لونها، إلا أن توظيف معانيها بالنسبة للجزائريين يخضع لمعايير كثيرة تشمل كل من المناسبة الملائمة، ثقافة الفرد وأحيانا جنسه، إضافة إلى العديد من المتغيرات التي تقول المختصة في علم الاجتماع رشيدة بشيش إنها تحدد مدى استعمال الفرد للورود في معاملاته اليومية. عند مرورنا بمحل بيع الأزهار بساحة أول ماي بالعاصمة أخبرنا صاحبه أنه من خلال تجربته المعتبرة في هذا المجال، يستطيع التأكيد أن الطلب على الورود في الجزائر مناسباتي، كما يختلف كذلك من شريحة إلى أخرى حسب ثقافة الشخص وطبيعة المناسبة. ويضيف نفس المتحدث أن أكثر الفئات إقبالا على الورود الفتيات، بحيث تقدمنها كهدايا في الأعراس وحفلات التخرج وباقي المناسبات السعيدة الأخرى. ويزيد الطلب على الورود في عيد الأم والمرأة والأعراس، خاصة في فصل الصيف الذي يعتبره الباعة فصل الربح بلا منازع. إلا أنه لم ينف وجود زبائن أوفياء ودائمين للورود بصرف النظر عن المواسم والأعياد، وهم من يعتبرهم هذا البائع أصحاب الذوق الرفيع. الورود تخفف من كآبة المرضى يلاحظ مؤخرا الانتشار الكبير لباعة الورود أمام أبواب المستشفيات، وخلال جولة قادتنا إلى مستشفى مصطفى باشا لاحظنا العدد الكبير للزبائن المقبلين على اقتناء بعض الورود أو الباقات الصغيرة في أوقات الزيارة، الأمر الذي قال عنه أحد الباعة “إنه طبيعي جدا إذا علمنا أن بعض المرضى يحظر عليهم أكل ما يؤتى به من الخارج، لذا فالورود في هذه الحالة أفضل هدية نأخذها عند عيادة المريض”. ومن جهتها تقول وهيبة.ك، التي أتت لزيارة قريبتها المريضة إنها اختارت الأزهار للتعبير للمريضة عن مشاعر الود التي تحملها لها، إضافة إلى أن قريبتها لا تتناول إلا ما يصفه لها الطبيب، لذا فشراء أشياء تؤكل لا يفي بالغرض في هذه الحالة”. فيما اعتبرت الأخصائية النفسانية نسيمة.م أن للورود أثر كبير في رفع معنويات المريض، كما أكدت أنها من أفضل الوسائل الباعثة للأمل، خاصة إذا كان المريض يعاني من الكآبة. الورود لا تصلح في الأحزان القاصد للمقابر في أي يوم من الأسبوع، خاصة الجمعة، يلاحظ العدد الكبير لبائعي النباتات والحشائش الخضراء التي يرى الناس أنها قد تخفف عن الميت، بدليل وضع الرسول صلى الله عليه وسلم لنبات أخضر رطب على قبرين وقوله :”إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفه عنهما ما دام الغصنان رطبين”. إلا أن موضة وضع الورود والأزهار على القبور وإن عرفت مؤخرا رواجا في بعض المقابر، إلا أن ثقافة الجزائري كما تقول أستاذة علم الاجتماع “بشيش راشيدة” لا تتقبّل مثل هذه التصرفات التي يعتبرها الكثيرون من التقاليد المسيحية ولا تمتّ لثقافتنا بصلة، فالورود بالنسبة لنا رمز فرح تستعمل عادة في الأعراس والمناسبات السعيدة. وفي ذات السياق، أخبرنا بائعو الريحان والنباتات الخضراء المصطفّون أمام مقبرة قاريدي بالعاصمة أن الورود في هذه الأماكن ليست بالسلعة الرائجة، خصوصا أن كل العائلات التي تأتي لزيارة موتاها تقبل على اقتناء الريحان، بينما يبقى عدد الذين يفضلون الأزهار قليلا جدا.  هدية رومانسية من الدرجة الثانية بالرغم من بلاغة تعبير لغة الورود، وكونها أكثر الهدايا الرومانسية تعبيرا عن مشاعر الطرف الآخر، إلا أنها في نظر الجزائريين هدية من الدرجة الثانية، وهذا ما لاحظناه عند سؤال بعض الأزواج عن أكثر هدية ترى أنها تدخل السعادة إلى قلب زوجتك، فكانت أغلب إجاباتهم تتراوح بين المجوهرات، العطور والألبسة فيما اكتفى البعض بالإشارة للورود كهدية إضافية، معتبرين أن المرأة الجزائرية أكثر مادية وحبا للملموس من أن تقنعها زهرة! أما مراد، 27 سنة الذي لمحناه خارجا من محل بيع الورود بباقة مشكّلة من أجمل الورود فيقول:”لا أجد ما هو أكثر تعبيرا عن صدق مشاعري لخطيبتي أكثر من هذه الورود، حتى وإن كانت قيمتها المادية بسيطة إلا أنني متأكد أنها ستفي بالغرض“. وفي هذا السياق، أكد صاحب محل لبيع الزهور بساحة أول ماي أن أهم باقات الورود التي يحرص الجزائريون على أن تكون ذات طابع وألوان مميزة هي باقة الخطوبة التي تحظى باهتمام كبير من العريس وأهله لإظهار مدى تقديرهم للفتاة وأهلها. إيمان مقدم  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)