الجزائر

يتعرف على إخوته بعد51 سنة من الغربة!



 استقبل إبراهيم بطلقات البارود والزغاريد وأول ما قام به هو الوقوف على قبر أبيه ووضع كمية من التراب عليه، أحضرها من فرنسا وأخذ حصيات من فوق القبر، في مشهد أبكى كل من شهد المناسبة في مدينة بريكة بباتنة.
الحكاية كما يرويها رشيد، أحد أفراد العائلة، بدأت منذ أيام حرب التحرير، عندما هاجر والده إلى فرنسا، حيث تزوج فرنسية وأنجب معها ولدا أسماه إبراهيم، ولم يكتب لهذا الزواج أن يعمر طويلا فتم الطلاق بينهما وعاد إلى أرض الوطن.
وفي الجزائر تزوج من جزائرية وأنجبا 7 أبناء، 3 بنات و4 ذكور أكبرهم رشيد الذي لم يدخر أي جهد في البحث عن أخيه، خاصة أنه يعلم مكان ولادته، وأخذ بكلام والده قبل وفاته بأن لا يتوانوا عن البحث على أخيهم، لأن لديه إحساسا بإيجاده.
فلجأ إلى أحد المغتربين لمساعدته في البحث وهو ما تم بالفعل، حيث تمكن من التوصل إلى مكان ولادته في بلدية ''روماني سوليكوت'' على الحدود الألمانية، وتعرّف على مكان عمله، حيث يملك مطعما وأخبره بأن له أسرة في الجزائر.
وكانت دهشته كبيرة عندما روى له حقائق تتعلق بظروف نشأته، ورحب بفكرة المجيء إلى الجزائر بعد أن استشار زوجته وابنته الوحيدة. وتحمس لذلك كثيرا، بعد اتصالات تمت بينه وبين إخوته في الجزائر عبر الأنترنت. وكان أول ما قام به إبراهيم، وهو يزور موطن أبيه، هو الوقوف على قبر أبيه الذي كان يحمل ملامحه ويشبهه إلى حد كبير، وذرف الدموع أمامه، ووضع عليه كمية من التراب جاء بها من فرنسا، كما أخذ حصيات من فوق القبر ووضعها في جيبه.
أما ابنته التي مازالت تتلهف لزيارة أرض أجدادها، فكانت خائفة من أن يتبدد لقب أبيها، لأنها كانت وحيدته، ولم ينجب أبناء ذكورا، فأسمت ابنها بلقبها ''رزيق'' حتى يخلد اسم جده.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)