الجزائر

يتظاهر بالجنون للتقليل من مأساته العائلية من ينقذ كمال من حتمية الموت عريا وبردا بالشهبونية؟



لم يرحم كمال ريعان شبابه الذي لم يتعد 25 سنة، والذي لم ينعم طوالها بمقعد في مدرسة أو مركز تكوين وحتى ملجإ لمحو الأمية، بل كل ما في رصيده مأساة طلاق بين والديه، انتهت به إلى الشارع منذ ست سنوات، وللتقليل من حجم ما يعاني عمد كمال إلى التظاهر بالجنون . تدخّل أعوان الحماية المدنية الشتاء المنصرم، لنقل كمال الذي كان مشرفا على الهلاك، إلى المستشفى بعد تردي حالته الصحية ووقوعه في حالة غيبوبة ولم يكن في وسعه حتى إطلاق صيحات النجدة لولا أن تفطن له مواطنون وأشعروا أعوان الإسعاف بحالته، ليكتشف الطبيب بعد إحالته استعجاليا على المصحة، أنه لم يتمكن من ''التبول'' لعدة أيام، بسبب احتباس في مثانته جراء تجمد البول بفعل البرد، مسببا له أعطابا أخرى على مستوى البروستات، لكنه بعد أن تم تخليصه من موت محقق عاد إلى الشارع.ومع مجيء برد هذا الشتاء، وتحت الأمطار الغزيرة التي تتهاطل على المنطقة منذ قرابة الأسبوع، وجدنا كمال ''مستوطنا'' إحدى الزوايا الإسمنتية مختفيا في كومة من القش وبما استطاع جلبه من القمامات للاحتماء وسطها من قساوة الطبيعة ومن  نظرات الشفقة التي لا يبخل بها المارة عليه، وأغلبهم يصاب بالذعر وهو يطّلع على جسد عار وسط تلك الأكوام  وابتسامات من صاحبه تنم عن طغيان دفين، هو في الواقع خلاصة ألم عائلي لهذا الشاب الذي فقد حضن والديه، بأب غاب عن ناظره وأم يرفض زوجها الثاني أن يقبل بربيب داخل أسرته، حسب شهادة أحد  العارفين بتفاصيل قصة كمال.وبين نظرات الشفقة التي يمطره بها المارة والمتأثرين بحالته، وتجاهل القادرين على إغاثته بمكان دافئ، تتسارع حالة كمال نحو هلاك مؤكد باشتداد هطول الأمطار والبرد.والسؤال الذي يبقى..هل من منقذ لكمال والعشرات من أمثاله من شراسة تلك الأزقة والشوارع واللامبالاة بشقيها الرسمي والإجتماعي؟  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)