الجزائر

يا أهلَ غزّةَ


عزمٌ منَ الله يُستوفى ويُرتقبُ
والأرضُ تلفظُ أوجاعاً وتلتهبُ
والدّارُ من هاشمٍ في غزّةَ احترقتْ
تذري الدّمارَ رماداً وهي تنتحبُ
مدّت يديها إلى الأعرابِ تسألهمْ
عن الفجائع تمريها وتحتلبُ
جاءَ الجوابُ بصمتٍ مثخنٍ عجباً :
الومضُ يكمنُ خلفَ البابِ يصطخبُ
صهيونُ عاثَ فساداً طارَ في شررٍ
والحقدُ داءٌ جبانٌ هاجهُ النّشبُ
والغُنْمُ يُطمِعُ أفّاقاً عوى شَرهاً
يغتالُ شعباً صفاهُ العرفُ والأدبُ
والغربُ يحمي لقيطاً قاتلاً أشِراً
صاغَ الجريمةَ نهجاً إرْثهُ الوصبُ
يا ضيعةَ الأرضِ إنْ ظلَّ الغريبُ قذىً
يوري فراقاً وروحُ القدسِ يُغتصبُ
* * *
يا أهلَ غزّةَ يا جمرَ الجراح لظى
يا صرخةَ الآهِ في الأفواهِ تُرتقبُ
ما زلتُ أسمعُ أنّاتٍ مزلزلةً
في كلّ زاويةٍ يفري بها العطبُ
نوحٌ وندبٌ وحزنٌ ظلَّ يصفعني
والوحشُ يفغرُ فاهاً نابُهُ ذَرِبُ
والليلُ عسعسَ في الأنحاء يسلبها
روحَ الحياةِ وقد أصلى به الرّهبُ
فالأمُّ قد هُتكتْ أشلاؤها مِزَقاً
والطّفلُ مُنجدلٌ والشّيخُ مُكتئبُ
والماءُ يشْرَقُ في حلقٍ فيحرقهُ
شهْقاً يفيضُ دماً يمتصّه التّعبُ
يا أهلَ غزّةَ إن جاءَ الزّمان بكمْ
فاللهُ حارسُكم مذ كانت الحقبُ
يا جذوة النّخل هزّي الذات في شرفٍ
يسّاقطُ النّخلُ رطبا تاجهُ الحسبُ
نهجُ الجهادِ طريقُ المجدِ من قدمٍ
والسيفُ يُنصرُ بالأحرار يُصطحبُ
طوفانُ أقصى تجلّى مبدأً ألِقاً
قد أشعلَ الضّوءَ حيثُ القادةُ النُّجبُ
* * *
يا مبدعَ القتل في غربٍ يُخادعنا
حلّتْ بهِ نكبة الشذاذ مذ جُلبوا
إلى فلسطين مذْ لاذوا بصانعهم
والدّرعَ قد لبسوا والحصنَ قد وُهبوا
نشرُ العداوةِ في الأقطار طبعهمُ
أوْروا بها فتناً يجترها الكذبُ
ماجتْ بها محنٌ في قعر داراتها
في كلّ بارقةٍ يجتالها الكَلَبُ
والخبثُ كيدُ بني صهيون قاطبةً
يربون أرصدةً يغري بها الذّهبُ
حكّامنا خوَلٌ اضحوا لهم لعباً
يهذون قولاً وراح الحقّ يُنتهبُ
باعوا ثرى وطنٍ يهوى قداستُه
شعبٌ أصيلٌ بهِ التّاريخُ يُحتسبُ
وغايةُ النّذلِ كرسيّ يداعبهُ
والرّيحُ تعصفُ بالأغيارِ والنّوبُ
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)