الجزائر

ياسمين بوباكير واحدة من النّماذج الواعدة


ياسمين بوباكير واحدة من النّماذج الواعدة
اختلفت طريقة ترجمة هواية الرسم لدى الفتاة ياسمين بوباكير الذي تعشقه إلى حد النخاع، من الإطار التقليدي إلى نوع جديد بدأ يكتسح عالم الشريط المصور، ويتعلق الأمر بما بات يعرف ب «مونغا» الجزائر، على طريقة الشريط المصور الياباني المشهور عالميا تحت نفس التسمية والعلامة الخاصة ب «المونغا»، التي بدأت تستهوي جيلا جديدا لا يعترف بالحدود الجغرافية ولا القارية.لم يعد ملفتا للانتباه أن تهتم شريحة واسعة من الشباب بهذا النوع الجديد من الأشرطة المصورة، أو أن تنخرط فئة منها في الرسم وفي كتابة السيناريوهات المناسبة وفق مواضيع خاصة يتم انتقاؤها حسب ميولات الشباب، لكن أن تخصص أشرطة مصورة موجهة للفتيات ومن إبداعهن، فهذا ما قد يثير نوعا من الفضول والاهتمام، خاصة وأن من بينهن من لم تدرس فنون الرسم ولم تتخرّج من مدرسة الفنون الجميلة، بل كنّ عصاميات، على غرار النموذج الواعد ياسمين بوباكير التي اكتشفها الناشر زاد لينك، حيث أصدرت مؤخّرا ألبوما أطلقت عليه اسم «لونجا» موجّه للفتيات، رسمت تفاصيل رواية عن فتاة تعيش بأحاسيس معكوسة، أي عندما تريد البكاء تضحك والعكس صحيح، وهي في عمومها حكاية تعالج مواضيع هادفة كالنفاق وغيره من الآفات الاجتماعية التي بدأت تنتشر على نطاق واسع في المجتمع الجزائري.هواية الرسم لدى ياسمين تعود إلى طفولتها المبكرة، عندما كانت تتابع بشغف كبير الرسوم المتحركة عبر شاشات التلفزيون، ربّما كغيرها من أقرانها، لكنها كانت ترسم مباشرة كل ما تشاهده، وفي نفس السن المبكرة كانت تميز بين الأنواع المختلفة للرسوم المتحركة وانبهرت كثيرا بالطريقة التي كانت تعرض في القنوات الألمانية، وانطلقت في الرسم وهي في الطور المتوسط من التعليم، وكان أول نشر لها في مرحلة الثانوية في شكل مقاطع إلى أن اكتمل الألبوم في سنة 2013، صدر باللغة الفرنسية وتنتظر الطبعة باللغة العربية قريبا.الألبوم الذي تمّ عرضه في الصالون الدولي الأخير للشريط المصور بالجزائر لقي استحسانا لدى الزوار، بمن فيهم العارضين الأجانب المشاركين في التظاهرة الثقافية، حيث بيع الكثير منه. وفي هذا الإطار، تقول ياسمينة أنّ المردود المالي لا يهمّها كثيرا في الوقت الراهن، بقدر ما تتطلع إلى بذل المزيد من الجهود والتضحية والعمل من أجل تطوير إنتاجها، خاصة وأنها لا تزال في بداية الطريق وأمامها الكثير من الفرص والمشاريع المعروضة عليها لاختيار الأنسب، الذي يتماشى وميولاتها. والأهم أن تتفاعل مع السيناريوهات التي يفترض أن تكون هادفة حتى تتمكن من استنطاقها،وبالتالي إضفائها اللمسة الجمالية برسوماتها المتميزة.الشريط المصور في الجزائر بين الأمس واليوم، ما الذي تغيّر فيه؟ ولماذا شباب اليوم مولع في أغلبه بما يأتي ليس من وراء البحر فحسب وإنما من بعيد، ومن اليابان على وجه التحديد؟ تقول الرسامة ياسمين أن هذا النوع من الأشرطة كان موجودا فيما مضى، ثم حدثت القطيعة خلال العشرية السوداء توقف كل شيء وكانت الرقابة موجودة، أما اليوم فإنها وأمثالها من الفنانين في هذا الميدان يسعون إلى إعادة إحيائه وإن كان بنوع آخر أصبح يتماشى والعصر وميولات شباب اليوم دون التنكر لما قدّمه السلف من الفنانين الجزائريين من أشرطة مصورة وعلى قلّتها، فقد كانت رائدة ومتميزة رغم محدودية الإمكانيات آنذاك برزت عدة شخصيات أبرزها «مقيدش».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)