ولادة دولة إسلامية في شمال مالي تحت حكم القاعدة والطوارق

قال متحدث باسم المتمردين في مالي السبت ان الحركة الوطنية لتحرير أزواد وجماعة انصار الدين اتفقتا على الاندماج وانشاء دولة اسلامية في شمال البلاد.
وربما يؤدي الاتفاق بين الحركة الوطنية لتحرير ازواد التي كانت قد قالت انها تريد اقامة دولة علمانية مستقلة في الشمال وجماعة انصار الدين السلفية المرتبطة بالقاعدة والتي كانت تريد فرض تطبيق الشريعة الاسلامية في كل انحاء مالي الى تعقيد الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في مالي بعد انقلاب وقع في مارس/اذار واغرق البلاد في حالة من الفوضى.
وقال متحدث باسم الحركة الوطنية لتحرير ازواد عبر الهاتف من جاو في شمال مالي حيث وقعت الاتفاقية "الاتفاقية التي تم التوصل اليها هذا المساء ستشهد دمج الحركتين وهما الحركة الوطنية لتحرير ازواد وانصار الدين لانشاء دولة اسلامية مستقلة".
"وستشهد ايضا اندماج قواتنا وتعيين سلطة تنفيذية لدولة ازواد" في اشارة الى مناطق كيدال وجاو وتمبكتو الواقعة في شمال مالي.
وجاء في الاتفاقية ان "حركة انصار الدين والحركة الوطنية لتحرير ازواد تعلنان حلهما الذاتي في ازواد (شمال مالي). الحركتان تنشئان المجلس الانتقالي لدولة ازواد الاسلامية".
واضافت المذكرة "جميعنا نؤيد استقلال ازواد"، "نوافق جميعنا على اعتبار الاسلام ديانة" للكيان الناشئ والقرآن والسنة النبوية هما "مصدر التشريع".
وفي غاو، احدى اكبر مدن شمال مالي حيث اجرى مسؤولون من الحركتين محادثات منذ ايام عدة، تم تلقي نبأ التوصل الى هذا التفاهم باحتفالات واطلاق نار ابتهاجي.
وكانت الحركة الوطنية لتحرير ازواد، وهي مجموعة متمردين انفصاليين تحمل عقيدة علمانية، اطلقت منتصف كانون الثاني/يناير هجوما على الجيش المالي اشتدت حدته مع دخول حركة انصار الدين في المواجهة، وهي حركة تنادي بتطبيق الشريعة الاسلامية على سائر الاراضي المالية.
وحركة انصار الدين تلقى دعما من مقاتلي القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وبالتالي بات هذان التنظيمان يسيطران على شمال مالي الذي سقط تحت سيطرة المجموعات المسلحة بعد انقلاب 22 اذار/مارس في باماكو.
وذكرت مصادر متطابقة الجمعة ان ابرز قادة تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي وانصار الدين، وهما المجموعتان الاسلاميتان المسيطرتان في شمال مالي، مجتمعون منذ الخميس في مدينة تمبكتو للبحث في العلاقات المستقبلية بينهم.
وقال مسؤول في المجلس الاسلامي الاعلى في تمبكتو ان "مسؤولي القاعدة في المغرب الاسلامي وانصار الدين بدأوا الخميس اجتماعا في تمبكتو لمناقشة علاقاتهم المستقبلية".
ويقيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي نشا في الجزائر، قواعد خلفية في شمال مالي ينطلق منها لتنفيذ عمليات في بلدان اخرى بالساحل الصحراوي وخصوصا النيجر وموريتانيا.
وأخيرا، قدم زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي عبد المالك دروكدال سلسلة نصائح الى مقاتليه في شمال مالي للنجاح في اقامة دولة اسلامية، تقضي بفرض الشريعة "تدريجيا".
وسهل انقلاب عسكري في مالي اطاح في 22 اذار/مارس الفائت بالرئيس امادو توماني توري سقوط شمال البلاد في ايدي مجموعات مسلحة في مقدمها حركة انصار الدين الاسلامية وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.