الجزائر

وقفة مع النفس



للصداقة أهمية كبيرة في حياتنا، حيث نجد يد العون وقت الشدة، والصديق وقت الضيق.لذا كل شخص منا يبحث عن صديق يسانده وقد يقابله في الدراسة بمختلف مراحلها.
كما يمكن أن يكون الصديق هو زميل العمل أو جار ولكن الصديق الحقيقي هو الذي يدوم إلى الأبد.
وينصحنا بعمل الخير وتجنب الشر، وتتمثل أهمية الصداقة في وجود من يقدم لنا النصح والإرشاد في جميع الحالات، ونجد من يقف بجوارنا وقت الحاجة.
يجب علينا تجنب صديق السوء، وهو الذي يجرفنا نحو تيار الفساد، لا يحب لنا الخير ولا يهدينا على الطريق الصحيح.
وهذا يظهر معدنه وقت الشدة، فنجده يبعد تمام البعد عن تقديم المساعدة ويهرب عن الحاجة له.
أما الصديق الحقيقي فيبقى بالجوار في السراء والضراء.
كما أن الصداقة تجعل الشخص اجتماعي، واثق بذاته يبتعد عن العزلة والوحدة التي قد تؤدي إلى الاكتئاب، وظهور العدوانية والمشاكل في حياة الفرد.
لهذا تكون الصداقة دافعا أساسيا للثقة بالنفس والنجاح، خاصة وإن كان الصديق وفيا يخاف على مصلحة صديقة.
لا شك في أن كلا منا يواجه مواقف صعبة في أموره الحياتية، ويبحث عن من يحكي له أسراره ويكون لها حافظا أمينا.
لذلك فهو الصديق فقط، من يصلح لكتم الأسرار والوقوف بالجوار والعون على الخير، من دون أن ينتظر مقابل.
بل إنه يريد رؤية السعادة في وجه صديقه فقط، وكما قال رسول الله «تبسمك في وجه أخيك صدقة».
لذا فإن إسعاد الآخرين صدقة ومساعدتهم والعمل على فك كربهم يعتبر صدقة.
الصديق الوفي هو من يسأل عنك إذا غبت، ويرد غيبتك إذا جاءت سيرتك في المجالس.
يزورك عند مرضك ويكون بجوارك في شدتك وحزنك، كما أنه يفرح لفرحك.
لا يتخلى عنك مهما حدث وتجده عونا لك في الضيق ويساعدك على حل مشاكلك.
يكتم الأسرار ولا يغتابك ولا يدفعك لفعل المعاصي.
تجده دائما يذكرك بطاعة الرحمن وتجنب عمل المعصية وعدم الكذب.
يجعلك متفوقا في حياتك العلمية والعملية سواء كنت بالعمل أو الدراسة، ودائما يعطيك الأمل والتفاؤل.
كما أن الصديق الوفي لا يذكر عيوب صديقه، بل يحاول قدر الإمكان أن يجعله شخصا أفضل من دون أن يسيء له بالكلام أو الفعل.
وهذا ما يجعل الصداقة بينهما دائمة نقية لا تشوبها شائبة، وتدوم لفترات طويلة ولا يستطيع أحد التفرقة بين صديقين نشأ بينهما ود.
تنشأ الصداقة الحقيقية على الود والاحترام المتبادل بين الصديقين، لهذا نجد روابط مشتركة بينهما.
ونجد أن صداقتهما تدوم لفترات طويلة، حتى وإن لم يكونا بالقرب من بعضها أو يتحدثان بشكل يومي.
ولكن هذا لا يمنع وجود المودة والصدق في أفعالهم، ومن ضمن مواصفات الصداقة الحقيقة أنها تقوم بخلق سمات بين الأصدقاء وتتمثل في الآتي:
يجعل الأصدقاء يودون التواصل بشكل دوري وإن لم يكن كل يوم فيكن كل أسبوع أو كل شهر، ولكن لا يعتب أحدهم على الآخر ولا ينسى أحدهم الأخر.
ينشأ بين الأصدقاء شعور متبادل من الثقة، وهذا ما يجعلهم سويا في حالات الفرح والحزن ويشعر كلا منهم بالآخر عندما يحزن أو ينتابه أي شعور.
تنشأ بين الأصدقاء طريقة تفكير مشتركة، كما أنهم يتبادلون الخبرات سويا وينشأ بينهما احترام متبادل ليجعل علاقة الصداقة بينهما مميزة.
هناك صداقات تكون مزيفة، لهذا يجب الحذر والحرص من الأشخاص الذين يصنعون معنا صداقات مزيفة للوصول إلى مصالحهم وتظهر تلك الصداقة المزيفة عن طريق بعض الأفعال منها:
الشعور بأن الطرف الآخر في علاقة الصداقة يستغل الطرف الأول، يطلب منه أموالا أو مطالب كثيرة على الدوام.
لذلك يجب تجنب ذلك الشخص الذي لا يهتم سوى لمصلحته فقط، ويفضل البقاء في وقت الفرح بينما يهرب في وقت الحزن.
ناصح


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)