الجزائر

وقفة مع النفس



وقفة مع النفس
يجب على المسلم إحسان الظن بالآخرين، ومن الأسباب المعينة على ذلك، الدعاء فإنه باب كل خير، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يرزقه قلبا سليما، وإنزال النفس منزلة الآخر، فلو أن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من أخيه وضع نفسه مكانه، لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين، وحمل الكلام على أحسن المحامل، هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرا، وأنت تجد لها في الخير محملا»، وانظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده، فقال للشافعي: قوّى الله ضعفك، قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني، قال: والله ما أردت إلا الخير، فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير، فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن، حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير .التماس الأعذار للآخرين، فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقا أو حزنا حاول التماس الأعذار، واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذرا، إنك حين تجتهد في التماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيء وستجنب الإكثار من اللوم لإخوانك.من ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي، فضلا عن خسارته لكل من يخالطه حتى أقرب الناس إليه،إذ من عادة الناس الخطأ ولو من غير قصد، ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبه على اتهام الآخرين، مع إحسان الظن بنفسه، وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها «فلا تزكوا أنفسكم».إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك، خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم، وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين. @ ناصح


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)