وقفة مع النفس

هل تعلم أن السعادة لا يبحث الإنسان عنها، بل هي موجودة في حياة كل إنسان، ولكن السعيد والذي يريد أن يكون كذلك، يجدها بجانبهِ أينما ذهب، والكل على وجه الأرض باختلاف الجنس ونمط الحياة والبيئة والثقافة وباختلاف كل شيء، يبحث عن السعادة، من منّا لم ير المشاق والصعاب في حياتهِ، ولكن لو بحث قليلا لوجد السعادة في أتفه الأمور التي لم يكن يتصور أن تكون فيها سعادته، فهذه الأخيرة تتحقق من الداخل وطريق السعادة هو التفاؤل، أما المتشائمون فلا يعرفون الطريق، واليأس من الحياة يقتل كل شيء جميل، فهي صفة الضعفاء في هذا الكون، الإنسان هو الذي يصنع سعادتهُ بيده، فالطرق إلى السعادة بسيطة وإذا سلكها الإنسان غمرته الفرحة ومن أهمها الطريق إلى الله، فهو سعادة وجمال وفرج بعد ضيق وراحة بعد تعب. فالله جميل ورحيم لمن هو أقرب منه، لم أجد في حياتي رحلة لأخفف عنها تعبي مع أنني ذهبت إلى كل مكان، ولكن عندما أتذكّر أي الرحلات كانت الأجمل على قلبي أتذكر رحلتي إلى بيت الله إلى مكة، فهي رحلة المهمومين والمتعبين والذين تأخرت عليهم أرزاقهم وضاقت بهم الأرض، ما أجملها من رحلة لن أنساها طوال عمري وسأعيدها لمرات، فالصلاة راحة لا يعلمها إلا من يؤدونها بكامل حقوقها .إلتفت يا أخي وأختي إلى حياتك، فوالله رغم الحياة وتعاستها هناك شيء جميل ينتظر أن تلاحظه، فهناك أمك وكم من محروم منها، وهناك أخوك وهناك أبوك وصديق وحبيب، فهناك أمور تمتلكها غيرك يتمناها، وإن لم تكن لديك أنظر إلى الأعلى فهناك الله الأقرب إليك من حبل الوريد، فإن لم تجد شيئا ووجدت الله فأنت أسعد الناس فغيرك تائه.شيء جميل أن يكون الإنسان إيجابيا، فعلى سبيل المثال هناك شخصان تقدّما إلى وظيفة وتم رفض الإثنين، فالأول قال لعل الله أراد لي خيرا منها ويمشي وهو يضحك، والآخر يكتئب ويقول أنا حظي تعيس.الكل يبحث عن شيء بداخله وهو صعب لأنه اختاره، فمن أجمل أنواع السعادة التي رأيتها على الإطلاق هي النجاح والوصول إلى ما تريد، فكم تعبت في حياتي ولم أجد الفرحة إلا عندما حققت ما أريده، مع أنّني خسرت كل من كان حولي، ليس لشيء ولكن لأن طريقي يختلف عنهم، فلم أستطع أن أصادف من أحب في طريقي، ولكن النجاح تحمّل عناء قلبي وزال همي في لحظات والحمد لله. @ ليلى/ باتنة