الجزائر

وقفة للحفاظ على الذاكرة


* email
* facebook
* twitter
* linkedin
اعتبر رئيس الدولة عبد القادر بن صالح أول أمس، أن إحياء ذكرى أول نوفمبر 1954، يعد "وقفةٌ جليلة المغزى للحفاظ على الذاكرة حية وقّادة لدى الأجيال المتعاقبة المتشبثة بمرجعية نوفمبر والمقدرة لتضحيات المجاهدين الأوفياء والشهداء البررة، الذين ننحني اليوم إجلالا لأرواحهم الطاهرة ونسترشد بتضحياتهم الجسيمة".
وقال رئيس الدولة في خطاب للأمة بمناسبة إحياء ذكرى نوفمبر الغراء، إن الشعب الجزائري الأعزل الذي تسلح بإيمانه القوي، خاض حربا قاسية وباهظة الثمن ضد الاستعمار الفرنسي الذي راهن على أَبدية بقائه في أرض الجزائر الطاهرة، مضيفا "أن هذه العقيدة الاستيطانية قوبلت بنضال ومقاومة أبناء الجزائر وبناتها أزيد من قرن، إلى أن قيض الله لها أولئك الأفذاذ من أبنائها الذين انبعثت بفضلهم شعلة نوفمبر وتحولت إلى لهب حوّل أوهام الطغاة في حرب ضروس إلى رماد".
كما استطرد بالقول "لا عجب في أن تطفو في مثل هذه الظروف المميزة مشاعر الاعتزاز بالانتماء النوفمبري لدى شبابنا وينبثق منها وعي خالص متطلع إلى بناء جزائر جديدة منيعة تتحقق فيها، بإرادة الشعب، دولة المؤسسات ويعلو فيها الحق والقانون وتتبوأُ فيها الكفاءات الشابة مواقع القيادة والمسؤولية لتحقيق الوثبة المبتغاة على درب النهضة الشاملة".
وقد نظم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح أمس، في إطار إحياء عيد الثورة، حفل استقبال بقصر الشعب بالجزائر العاصمة، بحضور رئيس مجلس الأمة بالنيابة صالح قوجيل ورئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين والوزير الأول نور الدين بدوي ونائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح وأعضاء الحكومة ومسؤولو مختلف الهيئات والمؤسسات الوطنية.
وخلال هذا الحفل، تلقى رئيس الدولة التهاني من مسؤولين سامين في الدولة وأعضاء الحكومة وضباط سامين في الجيش الوطني الشعبي. كما تلقى التهاني من شخصيات وطنية وتاريخية ومجاهدين ومجاهدات وممثلي الأحزاب السياسية والمجتمع المدني وأبناء الشهداء وكذا أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر.
كما ترحم رئيس الدولة صبيحة أمس، بمقام الشهيد بالعاصمة على أرواح شهداء حرب التحرير الوطنية. وبعد أن أدت له تشكيلة من الحرس الجمهوري التحية الشرفية، وضع رئيس الدولة إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء.
وجرت مراسم الترحم بحضور رئيس مجلس الأمة بالنيابة، ورئيس المجلس الشعبي الوطني، والوزير الأول ونائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، وكذا أعضاء من الحكومة، إضافة إلى الأمين العام بالنيابة للمنظمة الوطنية للمجاهدين، محند وأعمر بن حاج.
ورفع أول أمس، على الساعة منتصف الليل العلم الوطني، بمقر وزارة الشؤون الخارجية، بحضور وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم ومجاهدين وإطارات بالوزارة، حيث وضع المشاركون إكليلا من الزهور، مع تلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة.
وبالمناسبة، ألقى المدير العام للأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي محاضرة ذكر فيها بأهم المحطات التاريخية للجزائر تحت نير الاستعمار الفرنسي والعوامل التي أدت إلى تفجير الثورة التحريرية، مؤكدا أن المقاومة كانت شعارا للجزائريين منذ أن وطئت أقدام الاحتلال أرض الوطن، بدليل استشهاد "7,5 مليون جزائري خلال ال30 سنة الأولى من الاحتلال أغلبهم من المتعلمين".
وعرج شيخي على تاريخ اندلاع الثورة وظروف اجتماع القادة الستة، ما تطرق إلى بيان أول نوفمبر الذي قال إنه "اختصر مبادئ الجزائريين وعناصر شخصيتهم في عبارات محدودة ودقيقة وقوية، أكدت على الوحدة الوطنية وضرورة تجاوز الاعتبارات الحزبية والشخصية، وأوضحت أهم الأهداف المتوخاة من الثورة وفي مقدمتها إعادة بعث الدولة الجزائرية".
كما رفع العلم الوطني، منتصف ليلة أمس، بمقام الشهيد، بحضور وزير المجاهدين الطيب زيتوني وعدد من أعضاء الحكومة، بالإضافة إلى شخصيات وطنية ومجاهدين وممثلي مختلف المؤسسات والهيئات الوطنية والحركة الجمعوية.
وبهذه المناسبة، نظمت وزارة المجاهدين حفلا بالمتحف الوطني للمجاهد تم خلاله تكريم عدد من المجاهدين وكذا عرض فيلم وثائقي بعنوان "ثمن الحرية"، يروي مختلف المراحل والمحطات التاريخية التي عرفتها الثورة المجيدة.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد وزير المجاهدين أن الاحتفال بذكرى اندلاع ثورة التحرير المجيدة الذي حمل هذا العام شعار "الإخلاص للوطن والوفاء للشهداء" هو محطة لاستذكار تضحيات الشعب الجزائري وملامحه وبطولاته، مشيرا إلى أن كل "محطات" الثورة التحريرية "ساهمت بدور بارز" في رسم معالم طريق الحرية.

رئيس الدولة يتلقى رسالة تهنئة من الرئيس الروسي
وبمناسبة ذكرى الفاتح نوفمبر، بعث رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، فلاديمير بوتين أول أمس، رسالة تهنئة لرئيس الدولة عبد القادر بن صالح، أكد له فيها على ما يطبع علاقات البلدين من "صداقة وتشييد".
وأشار السيد بوتين في رسالته التي قرأها نيابة عنه السفير الروسي بالجزائر، إيغور بيلييف بمناسبة الحفل الموسيقي الذي أقيم بأوبرا الجزائر في أداء مشترك بين فرقة من الحرس الجمهوري الجزائري والأوركسترا المركزية لوزارة الدفاع الروسية في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى الفاتح من نوفمبر 1954 أن "العلاقات التي تجمع الجزائر بروسيا هي علاقات صداقة بناءة".
وأضاف الرئيس الروسي أن "طابع الصداقة والتشييد الذي يميز علاقات البلدين، قد تأكد من خلال لقائنا في سوتشي" على هامش القمة الأولى روسيا- إفريقيا (24-25 أكتوبر 2019).
وإذ جدد "تمنياته لرئيس الدولة والشعب الجزائري بموفور الصحة والازدهار"، قال الرئيس بوتين "لازلت متيقنا أننا سنواصل بفضل تكاثف جهودنا الحوار بين الجزائر وروسيا والتعاون الثنائي في عديد المجالات. وهذا خدمة لشعبينا وتعزيزا للاستقرار والسلم بإفريقيا والشرق الأوسط".
للإشارة، أحيت جوقة الحرس الجمهوري الجزائري رفقة الأوركسترا المركزية لوزارة الدفاع الروسية أول أمس، بالعاصمة، حفلا موسيقيا بهيجا جمع بين الموسيقى التقليدية والغناء الوطني وهذا في إطار احتفالات ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، بحضور جمع غفير من الضيوف المدعوين.
وخلال هذا الحفل الذي احتضنته أوبرا الجزائر "بوعلام بسايح"، أدى عازفو الجوقتين تحت الإشراف المزدوج لكل من عبد الرحمن همار والروسيين قسطنطين بيتروفيتش وسيرغي ساكوف، أداء منسجما شكل أوركسترا واحدة أزيد من 80 موسيقار ومغنيا، أحيوا على مدى ساعتين من الزمن قرابة الأربعين قطعة موسيقية بين الغناء التقليدي والوطني بكل من الجزائر وروسيا.
وأدت الجوقتان معا العديد من القطع الموسيقية من التراث الموسيقي الجزائري في تناغم مثير، حيث استمتع الجمهور الحاضر بلحظات باهرة في هذه الأمسية المنظمة تحت رعاية نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح والتي شهدت حضور العديد من المسؤولين السامين في الجيش الوطني الشعبي وممثلين عن الدبلوماسية الروسية المعتمدة بالجزائر، إضافة إلى العديد من الشخصيات من عالم الفن.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)