الجزائر

وقد أعذر من أنذر..



ليس هناك أقوى وأكثر صرامة وحزما وقسما، من التصريحات المفحمة والرسائل القوية التي جاءت على لسان السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلّحة، وزير الدفاع الوطني، بشأن خزعبلات وهرطقات و"اعتداءات" بعض الأطراف الخارجية التي لا تريد الخير للجزائر.الرئيس قالها صراحة وبكلّ وضوح وبلا لفّ ولا دوران: لا.. نحن شعب مقاوم، نعرف "البارود" جيّدا، لا نريد الحرب بل نبحث عن السلم، لكن من يبدأ الحرب ومن يعتدي علينا سيندم عل اليوم الذي وُلد فيه.
الرئيس قال أيضا: من يريد المساس بالجزائر لن يذهب بعيدا، وأن التاريخ لا يسيّر بالأهواء، وأن كرامة الجزائر لا تباع، وعلى باريس احترام اتفاقيات افيان وتلك الموقّعة سنة 1968.
الرئيس قال كذلك: المغرب يقف وراء "الماك" الإرهابي، وعلى فرنسا تسليم الهارب واللاجئ بها فرحات مهني، وقال الرئيس كذلك وبلسان كلّ الجزائريين الأحرار، وباسم الشهداء الأبرار إن جرائم فرنسا الاستعمارية لا يُمكن محوها بكلمة طيبة.
نعم، هذا هو الجزائري الحرّ والفحل والمغوار الذي لا يخشى لومة لائم، ولا يخشى قول كلمة حقّ حتى في وجه "الغول"، وقد تكلّم الرئيس تبون، وعبّر عن ما يختلج صدور وقلوب وعقول كلّ الجزائريين الذين لا يُمكنهم أن يقدّموا الهدايا لأيّ كان، خاصة إذا كان مجرما غاشما ومعتديا سارقا.
قالها الأوّلون والسابقون، وبعدهم اللاحقون والحاليون: نحن لا نستسلم، ننتصر أو نستشهد.. وهذه رسالة جزائرية بامتياز على هؤلاء وأولئك من المرجّفين والمعتدين والمزيّفين والمتآمرين،أن يفهموها، ويعلموا بأن وقت العتاب مضى وحان وقت الحساب.
فعلا، الجزائري رجل سلم وسلام بطبعه وغريزته، لكنه بالمقابل فارس مقاوم وشهيد بالفطرة، لا يركع ولا يخنع ولا يخضع إلاّ لخالق السماوات والأرض.. فاسمعوا واعوا ولا تطيعوا الشيطان، فتصبحوا على ما قلتم وفعلتم نادمين، لكن بعد فوات الأوان في المكان والزمان.
قوّة الجزائر في قوّة شعبها وجيشها ووحدتها الترابية والشعبية، وفي قوّة تاريخها وثورتها العظيمة، وفي سيادتها وحرية قرارها.. في قوّة استقلالها الذي استرجع بالحديد والدم والنّار.. قوّتها أيها المغفّلون والبلهاء في كبرياء أبنائها وشعارها الأزلي "النّيف والخسارة"، وهذا وحده يمثل أسلحة دمار شامل..فاحذروا أن تقربوها!
لا يُمكن للجزائر، لا اليوم ولا غدا، أن تتنازل عن مبادئها المقدّسة ومواقفها غير القابلة للبيع والشراء والمقايضة وليّ الذراع، ولذلك الأفيد والأصلح ل"قوى الشرّ" أن تتوب توبة نصوحة، وتعود إلى جادة الصواب،أو لتترك أرض الشهداء وشأنها.
كلّ التواريخ والأحداث والمنعرجات والتجارب، تؤكد أن الجزائر مثلما هي قبلة الثوار وأرض الأحرار، ومهد ومحضنة القضايا العادلة، فإنها كذلك "مقبرة الغزاة" والمعتدين مهما كانت جنسيتهم وملّتهم، وحتى لا يُعيد التاريخ نفسه لنفس الأسباب، رغم أن الظروف تغيّرت على "الفئة الباغية" أن لا توصل نفسها إلى الانتحار عند أبواب محروسة من عند الرحمان الرحيم.. وقد أعذر من أنذر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)