الجزائر

وفاة 12 متشردا تحت اسم "x" في قاعات الاستعجالات سنة 2016



وفاة 12 متشردا تحت اسم
كشف محمد طاهير، منسق النشاطات الطبية الجراحية لاستعجالات مستشفى مصطفى باشا، عن عدد وفيات المتشردين المتوفين بملف ”x” في غضون السنة الفارطة، والذي بلغ حوالي 12 حالة، مؤكدا أن أغلب المتشردين الوافدين مصابون بأمراض صدرية في الفترة الشتوية، داعيا إلى ضرورة تأسيس لجنة لوضع برنامج خاص للتخلص من ظاهرة التشرد.قال محمد طاهير إن نسبة المتشردين الوافدين إلى مستشفى مصطفى باشا في تزايد مستمر، خاصة أنه يمثل أكبر مستشفى على المستوى الوطني، موضحا عبر الحوار الذي جمعه مع ”الفجر” أنه ”لا يحق لنا إخراج المتشرد من المستشفى لأن وجوده في قاعة الانتظار يعني أنه في صفة مريض، كما أنه لا وجود لقانون يمنحنا حق طردهم، خاصة أن أغلب المتشردين يأتون وهم مصابون بأمراض صدرية في الفترة الشتوية”. ليصرح ذات المتحدث أنه ما معدله 5 إلى 6 متشردين موجودون بشكل دائم في المستشفى لضمان الأكل والشرب والمبيت في قاعات الانتظار أو المساحات الخضراء، وأغلبهم مصابون بأمراض عقلية وتتراوح أعمارهم من 50 سنة وما فوق، في حين أن عشرات المتشردين يلجؤون للمستشفى بشكل مؤقت، أغلبهم شبان، كون لجوئهم يقتصر على الفترة الليلية، موضحا أن المتشردين الدائمين تحصل وسطهم وفاة كل شهرين تقريبا، وقد تم تسجيل حوالي 12 متشردا بملف ”x” في قاعة الانتظار سنة 2016. وأشار منسق النشاطات الطبية الجراحية لاستعجالات مستشفى مصطفى باشا، إلى أنه في حالة حدوث وفاة أي متشرد يتم الاتصال مباشرة بالشرطة العلمية للقيام بالإجراءات اللازمة، داعيا السلطات المعنية بضرورة التكفل بهذه الفئة في الفترة الشتوية على الأقل التي تكون صعبة عليهم، وتشهد أكبر نسبة للوفيات وسطهم. كما أن خدمة المساعدة الطبية الاستعجالية الاجتماعية ”SAMU” يجب أن تضمن لهم ملجأ لرعايتهم مثلما تم التكفل بالنازحين واللاجئين، هؤلاء الذين نجحت السلطات والهيئات المعنية في تقديم يد المساعدة لهم من خلال احتواء وضعهم، ما يعني أن التخلص من مشكل التشرد ليس بالأمر المستحيل. وأكد متحدثنا في معرض حديثه أن أغلب المتشردين بالمستشفى سواء الدائمين أو غير الدائمين، يأتون من المناطق الداخلية. كما تم إرجاع البعض منهم إلى منازلهم بفضل المساعدين الاجتماعيين للمستشفى، من خلال التنسيق مع مصالح الدرك الوطني والشرطة، والتي أفرزت عمليات تحقيق ناجحة، مشيرا إلى عملية التنظيم التي تعتبر الحلقة المفقودة لتكفل أنجع بالمتشردين، لأنه من المفروض أن تكون هناك لجنة تفكر في برنامج خاص للتخلص من ظاهرة التشرد، لأن المشكل ليس على عاتق وزارة التضامن لوحدها.من جهتها، وجهت رابطة حقوق الانسان في آخر بيان لها لوزارة التضامن والمديريات الولائية وحركات المجتمع المدني أصابع الاتهام بخصوص واقع المتشردين في الجزائر، خاصة أن موسم البرد ألقى بظلاله على جميع المناطق وتعرف تقلبات مناخ قاسية، موضحة الرابطة أن عشرات المشردين والأشخاص المصابين بأمراض عقلية أصبحوا فريسة أمام متغيرات المناخ الباردة في المدن، ما جعلهم يلجؤون إلى المؤسسات العمومية، مثل المؤسسات الطبية التي تتوفر على المصالح الاستعجالية. وفي بيانها طالبت الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان اللجان الولائية لمختلف المديريات المخول لها حماية فئة المتشردين إلى المعاينة الميدانية، وعدم الاكتفاء بالعمل المناسباتي في إطار برنامج شامل يهدف إلى التكفل بالأشخاص دون مأوى، خاصة في فصل الشتاء.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)