ما لفت الانتباه في وقائع الحملة الانتخابية الجارية تحسبا لرئاسيات 12/12 , هو اهتمام المترشحين بالجنوب و بانشغالات سكانه , و بثرواته الكامنة أيضا , فما من مترشح إلا و لبس القندورة و البرنوس و العباءة التقليدية خلال زيارته المنطقة , بداعي التبرك بزواياها و شيوخها و أوليائها الصالحين ,و تيمنا بمن سبقهم في هذا الطريق و أفلح في الفوز بكرسي الرئاسة و البقاء فيه عدة عهدات.و تكشف هذه الزيارات , أن ولايات الجنوب , و ولايات الجزائر العميقة عموما , تظل وجهة استراتيجة في الاستحقاقات الانتخابية زيادة على رمزيتها "الروحية", ذلك أن المترشحين بحكم تجربتهم و خبرتهم في دواليب السلطة , أصبحوا يركزون على الولايات و المناطق التي رغم محدودية هيئتها الانتخابية , إلا أنها تتميز بمشاركة كثيفة في مختلف المواعيد الانتخابية. إنهم يثقون كثيرا في الناخبين الإيجابيين, عوض ناخبين ألهتهم مواقع التواصل الاجتماعي في المدن الكبرى , عن أداء واجبهم الانتخابي , و لاعتبارات غير قابلة للتبرير, بغض النظر عن الأقلية المقاطعة بدافع إيديولوجي بحت .
فما يهم المترشحين في أي استحقاق انتخابي هو "كمشة مصوتين" في آلاف البلديات في الجزائر العميقة , لأنها خير من "شواري مقاطيعين " في بعض المدن الكبرى أيا كانت أسباب المقاطعة.
إنه المعيار الذي أخذته دون شك مديريات الحملات الانتخابية للمترشحين بعين الاعتبار,في تحديد برنامج الخرجات الميدانية للمتنافسين الذين لهم بضاعة للبيع و ليس للكساد .و إذا عرف السبب بطل العجب على رأي المثل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/11/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أ بن نعوم
المصدر : www.eldjoumhouria.dz